شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبد التواب يوسف أحمد))
بسم الله الرحمن الرحيم، شيخنا عبد المقصود خوجه، الصديق عبد الفتاح أبو مدين، سعادة قنصل مصر في جدة، الحضور الكرام.. إن المتحدث إليكم كاتب أطفال، وبالتالي لا يستطيع أن يتكلم بهذا الأسلوب الذي بدأنا به. لقد حافظت على الطفل في داخلي، والآن أخاطب الطفل في داخلكم جميعاً، لذلك لن ألتزم بهذا الأسلوب كثيراً، إنما أبدأ وأقول لشيخنا شكراً، معبراً عن ذلك بتقبيله، وبتقبيل الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، وأبدأ الآن في حديث هو أقرب إلى أحاديثي مع الأطفال، فأنا أكتب للأطفال منذ ستين عاماً، وسعادة السفير نبهني اليوم ألا أتجاوز الساعة، أي أن ألخص ستين عاماً في ستين دقيقة! مستحيل. أنا درست العلوم السياسية، ولم أتصور في حياتي أن أبقى كاتب أطفال، لكن القدر لعب دوره، وأنا أدرس الماجستير، إذ وجدت بجانبي من دفعني دفعاً للكتابة للأطفال، وتحمست.. كان ذلك في بداية الخمسينات، أو أواخر الأربعينات، فكتبت أول تمثيلية للأطفال، وأذيعت في 19 ديسمبر سنة 1950م، أي منذ ستين عاماً، واستمررت هكذا إلى أن اعتزلت الكتابة للإذاعة مطلع هذا العام، بعد ثلاثين ألف برنامج للإذاعة، كان نصيب جدة منها ما لا يقل عن ألف برنامج إذاعي عبر الإذاعة في جدة. لقد أتيت جدة بدعوة كريمة من الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، بعد قراءته لهذا الكتاب الذي حكى لكم عنه للتو، وقد طبع من الكتب ست طبعات، كل طبعة عشرة آلاف نسخة، وتُرجم للغة الإنجليزية منذ أيام، والتي ترجمت هذا الكتاب حفيدة الشيخ يوسف، الأستاذة بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية في القاهرة، وكانت ضيفتكم في جدة أسبوع فقط، لتقييم تدريس اللغة الإنجليزية في الجامعات السعودية، بعد أن قضت عشرة أيام في الرياض.
أعود لبداياتي في الكتابة: في الخمسينات قابلت ضابطاً في قوات الطوارئ الدولية التي جاءت إلى مصر إثر حرب 1956م، كان ذلك في الإسكندرية، قال لي: أنا من الدنمارك، هل تعرف شيئاً عن الدنمارك؟ قلت له: المعلومات التي درسناها في الجغرافية فحسب. فضحك، وقال لي: هل تعرف اسم ملك أو ملكة؟ اسم قائد؟ أو رئيس وزارة؟ أو وزير من الدنمارك؟ قلت له: أعرف عن الدين، وهاملت لأن شكسبير ألّف عنه رواية، وأعرف رجلكم العظيم، هانز أندرسون، فأمسك رأسه بيده، وقال: قصة هاملت لها تاريخ طويل جداً، لا أحد يعرف عنها إلا هذا الرجل، هانز أندرسون. قلت له: يكفيكم، هذا كاتب أطفال، رائد أدب الأطفال في العالم كله. لقد أعطيته اهتماماً كبيراً جداً، والأيام تصنع أشياء غريبة جداً.. فأتيت بأعماله الكاملة، واكتشفت بأنه قد كتب قصة في منتهى الجمال عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، فترجمت الكتاب، وسوف ينشر بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم الأسبوع القادم. فما الحكاية؟ كيف يكون العالم متشابكاً بهذا الشكل؟ المهم سوف أقتصر في كلامي هنا على كتاباتي الدينية، من ألف كتاب سأكتفي بفرع واحد فقط. بعد أن ابتدأت الكتابة للأطفال، ظللت طوال عشر سنوات خائفاً من مقاربة الكتابة الدينية للأطفال، فإخواني العلماء يتعبونني، لكني تشجعت في عيد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث طلب مني عمل عن المولد، فعدت إلى البيت، وقرأت لهيكل "حياة محمد"، وعيني لحظت فيل أبرهة، فقلت في نفسي: لماذا لا أكتب عن مولد الرسول عليه الصلاة والسلام على لسان فيل أبرهة، فالأولاد يحبون الحيوانات. وكتبت القصة معتقداً أنهم لن يجيبوا، بل سيخافون مني، فإذا بها تذاع وتلقى صدى كبيراً جداً، فراق لي الأمر وهذا الصدى الجميل، وأكملت قصص حياة محمد عليه الصلاة والسلام التي بلغت عشرين قصة على هذا المنوال. هذا هو الكتاب الذي صدر عن الرسول عليه الصلاة والسلام، واليوم تصدر طبعة جديدة بعد ثلاثين سنة من كتابته. طبعاً هنالك طبعات كثيرة صدرت، كما اشترته وزارة التربية، وجعلته في منهج الصف الثالث الابتدائي. ثم ترجم إلى اللغة الإنجليزية، وإلى اللغة التركية، وإلى الأوردو باكستان، وإلى اللغة الفارسية، ويترجم الآن إلى الفرنسية.. وزارة التربية طبعت منه سبعة ملايين نسخة -طبعاً سيظن الأجانب عندما يسمعون أن لدي سبعة ملايين نسخة من كتاب ما أنني مليونير- لقد تقاضيت عن هذا الكتاب من وزارة التربية والتعليم، مقابل السبعة ملايين نسخة ما يساوي مئة دولار، واليوم هناك خمسون ألف نسخة جديدة تضاف إلى السبعة ملايين، وهي تشكل الطبعة الخامسة للكتاب. لقد بدأت أعطي حياة الرسول عليه الصلاة والسلام المزيد من الاهتمام، فوصفت كتاباً عن طفولة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد قيل لي حينها: إن ما نعرفه عن طفولة الرسول عليه الصلاة والسلام قليل. إلا أنني كتبت مئة صفحة وأكثر، وكتبتها بطريقة جديدة؛ إذ يبدأ بطلا القصة الولد والبنت الصغيرة البحث عن الكنز، لكي يصبحا غنيين بسرعة؛ الأب وابنه يحفران، ثم يعثران على الكنز، إلاّ أن الأب استمر يحفر، فقال ابنه: لماذا نستمر بالحفر وقد وجدنا الكنز؟ فأخذوه. فقال: سنجد كنزاً أعظم. ووجدا زمزم.
الصنف الثاني: أول غارة جوية في التاريخ، إنها الطير الأبابيل، وهكذا كتبت طفولة الرسول عليه الصلاة والسلام، في مئة وعشرين صفحة مترجمة الآن لعدة لغات. ثم انتقلت من هذا إلى حياته عليه الصلاة والسلام، ونحن نتكلم الآن قالوا سنتلو عليكم سيرة ذاتية للضيف.. إن السيرة الذاتية تعني أن أكتب حياتي بنفسي، لكني عندما أكتب عن خالد بن الوليد مثلاً، فإني أكتب سيرة فحسب. فكتبت سيرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وذهبت بها إلى الأزهر، فقال لي الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله: أتدرك جيداً ما هي السيرة؟ قلت له: نعم. قال لي: سيرة ذاتية؟ قلت له: نعم. قال لي: حسناً، إن الرسول لم يكن يكتب، فكيف تكتب سيرته الذاتية إذن؟ أتريد أن تقول كلاماً على لسان الرسول؟ قلت له: أبرأ، أنا أعود للبخاري ومسلم، وانتقيت كل الأحاديث التي رُويت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ورتبتها من مولده إلى وفاته، فحدق بي وقال: أنت قمت بعمل غير عادي، ثم تابع: ألم تصنع عنواناً للكتاب؟ فأجبته: لا زلت أبحث. قال لي: أعندك اقتراح؟ قلت له: آه، الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن حياته، قال: يتحدث بالأحاديث، قلت له: لا، الأحاديث من يتحدث.. وضحك، وطبعنا هذا الكتاب في أربع طبعات، ثم بدأت أجد وأنا أقرأ البخاري ومسلم، أنه عليه الصلاة والسلام قد روى حكايات من أجمل ما يمكن لإنسان أن يتصوره.. لقد وضعت يدي على كنز وأنا لا أدري. فوجئت مرة بقصة يحكيها الرسول عن رجل غش اللبن، أقلع الناس عن الشراء منه، فرأى أن يسافر ليعمل في بلد آخر، واشترى قرداً لهذه الغاية. ركب هو والقرد مركباً آخر، وحينما أخرج الرجل صرة النقود الكبيرة التي كسبها من غش اللبن، وبدأ يعد الدنانير، خطف القرد الصرة، ثم اعتلى حافة المركب وأخذ يرمي ديناراً للرجل، وديناراً للماء، كلٌ يأخذ حقه.. أنا انبهرت، فكتبت القصة بعدها بنص الحديث: لا تشوبوا اللبن بالماء، فإن أحداً كان يشوب اللبن بالماء...، نص الحديث بالكامل. وهكذا كتبت ثلاثين قصة من وحي أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ونشرتها في دمشق، والقصة هذه أُدرجت في كتب المطالعة المصرية للأطفال، كما والت ديزني.
وإليكم قصة أخرى من الحديث الشريف: بينما كان رجل يمشي سمع صوتاً يكلم سحابة: "اسقي حديقة فلان". فنزل المطر وجرى الماء جداول فدخل حديقة، فتبع الرجل الماء فألقى رجلاً، وبعد أن سأل الرجل عن اسمه قال له: لقد سمعت صوتك (هي قصة ميتافيزيقية) ماذا تفعل لكي تأمر السماء السحابة كي تروي أرضك؟ فأجابه: لم يكن بودي أن أحكي لك، لكن ما دمت تعرف الأمر، سأقول لك: إني أقسم المحصول إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول لي أنا وأهلي، القسم الثاني أتصدق به -وأنا ساعة قرأت ما يتعلق بالقسم الثالث، قفزت من الكرسي الذي كنت أجلس عليه- أما القسم الثالث فأرده إليها.. أي يرده إلى الحديقة على شكل بذور جديدة، مبيدات حشرية، عناية بالحديقة.. المعنى أن علينا أن نصون العمل الذي نقوم به.
بعد أربعة عشر قرناً نحن اليوم نبني العمارة، وتنهار بعد وقت قصير، وذلك لأننا لم نعتبر بقوله عليه الصلاة والسلام: أما الثلث الثالث فأرده إليها.. فوجئت أن المسألة قد أصبح لها وزنها عندي من الناحية الدينية، وإذا بي أتلقى دعوة كريمة من الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين يقول لي فيها: إنك تكتب مواضيع دينية غريبة جداً، فمن أين تأتي بها؟ إني أدعوك لتلقي محاضرة حولها. فلبيت دعوة، وكان يوماً رائعاً جداً، لأنني قابلت عندكم رجلاً عظيماً رحمه الله، اسمه عزيز ضياء إذ أجلسته يومها بجانبي بعد أن وصل متأخراً، وحدثته عن بداياتي في كتابة القصص الدينية للأطفال. لقد تعلمت أمراً مهماً جداً، اسمه المنهج؛ أي كيف يكون لي منهج في الكتابة للأطفال ولا أكتب بصورة انتقائية، بمعنى آخر: ماذا نريد أن نقول للأطفال عن الإسلام؟ أولاً: وضعت كتاباً في ترسيخ العقيدة بعنوان "الله" (نفدت نسخه)، ورتبته وفق الطريقة القديمة التي كان يعتمدها العرب: متن وحاشية، وذلك لكي أُفهم الأولاد كم أن أهلنا كانوا يجيدون وضع كتب بطريقة جذابة جداً، وغريبة جداً؛ المتن والحاشية من حوله، وأحياناً حاشية هنا، وأحياناً في الأسفل.. الكتاب العربي كان يخرج ثلاثة كتب في مجلد واحد، وهكذا ألّفت مجموعة كبيرة في قضايا ترسيخ العقيدة.
الأمر الثاني: إن القرآن الكريم عذب وجميل، إلاّ أن أساتذة اللغة العربية لدينا لا يستطيعون جعل الطفل يحب هذا الكتاب. لقد اختارتني وزارة التربية الوطنية مرة لوضع الكتب الدينية، فقلت للشيخ الذي كان يرأسنا: نريد اختيار آيات للأطفال، لا ممالك دعوة.. نحن من يختار الآيات، يا فضيلة الشيخ.. هل نقدم لك منهجاً في اختيار الآيات؟ قال: لسنا بحاجة إلى ذلك، وضع للأطفال في السادس الابتدائي آيات عن الطلاق وعن العدة.. وبعد وقت قصير أقبلت الأمهات، معترضات وقلن لي: اسمك على الكتاب، لماذا تكلمون الأطفال عن الطلاق والعدة؟ فقلت: والله أنا بريء، لقد اقترحت على فضيلة رئيس اللجنة أن نختار موضوعات بسيطة، كتلك الآيات التي يرد فيها ذكر حيوانات في القرآن، نختارها ونحكي الحكاية، بمعنى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (الفيل: 1)، ونحكي حكاية الفيل وأبرهه، نحكي الحكاية ونضع الآية وتفسيرها، فيتعمق لدى الأولاد حب القرآن من خلال قصة محببة وظريفة.. إلاّ أنهم رفضوا، فلجأت شخصياً إلى الكتابة عن قصص القرآن التي تحكي عن الطير والحيوان، فألفت ثلاثين كتاباً طبعتها في الأردن. حوت يونس مثلاً، أفتح دائرة المعارف، وأستخرج منها معلومات تتعلق بالحوت: كم وزنه؟ ولماذا يملك نافورة، وزيت كبد الحوت، وأشياء من هذا القبيل.. بعدما أروي المعلومات العلمية، أقول: لكنني حوت من نوع خاص، فأنا الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس، وأحكي القصة الدينية. هكذا أصبح لدي ثلاثون قصة دينية إسلامية من القرآن الكريم، وقد طبعت هذه القصص ثلاث طبعات متتالية. بعد القرآن الكريم هناك الحديث الشريف، ولقد حكيت قصتين تستندان إلى الأحاديث التي رواها كل من البخاري ومسلم، وهكذا فإن القنوات التي اعتمدتها حتى الآن لترسيخ العقيدة هي: القرآن الكريم، الحديث الشريف، أركان الإسلام، حيث بدأت أحكي للأطفال قصة عن كل ركن من أركان الإسلام فبلغت خمس قصص أصدرتها في مجلد واحد، تسعون في المئة منها قصص عصرية، ولا ألجأ للتراث إلا في القصص التي يحبها الأولاد جداً: كيف تكون الصلاة في القرن العشرين، كيف يكون الصوم في القرن العشرين، كيف نخطئ في حق رمضان عبر إسرافنا في تناول الطعام، فبدل أن نشعر بالجوع تحدث لنا تخمة في هذا الشهر.. لدي خمسة وعشرون جزءاً تتناول أركان الإسلام. لقد عملت مدة في وزارة المعارف، إذّاك رغبت بقراءة كل ما كتبه أساتذتي القدامى من كتب إسلامية، فاكتشفت بعد البحث، وكان ذلك سنة 1980م، أن ليس لدينا كتاب إسلام للأطفال على الإطلاق، وكل ما كُتب يقتصر على تاريخ الإسلام، وحياة الصحابة.. ولا يوجد بينها ما يصلح لهذا العصر لأنها لم تكتب بأسلوب معاصر. فأنا أتوجه للأطفال مثلاً وأسألهم: هل تعرفون الشجاعة؟ بالتأكيد سمعتم بها؛ تخبط وتضرب وتموت.. لا، ليست هذه هي الشجاعة. فقد كان هنالك ولد دخل فراشه وتغطى، ثم استيقظ من النوم صباحاً ليجد نفسه بطلاً، من أشجع الشجعان، هذا علي بن أبي طالب ليلة الهجرة. أنا إذن أتناول قصة قديمة، لكنني أكتبها بطريقة عصرية تمتع الطفل، وتلفت نظره لحقيقة الشجاعة؛ فمثلاً كان من الممكن أن يفقد علي بن أبي طالب حياته في تلك اللحظة، ويقتل وهو لا يزال نائماً ومتدثراً.. إذاً هذا يسمى "عصرنة" لما هو قديم، فالتراث عندنا غني ما شاء الله. لقد ألقيت مرة محاضرة في أوهايو في الولايات المتحدة، فبادرتني العميدة بالقول: أين كتبك التي سوف تعرضها على الأولاد؟ الآن لا أذهب إلى أي محاضرة إلا بكتب على هذا النحو، وقد أحضرت معي من القاهرة حوالي خمسين كتاباً، عادةً ما أدخل مكتبة عليها مئتا كتاب أطفال عن الحضارة المصرية القديمة، ومئة كتاب من ألف ليلة وليلة، مما تقدمه هذه الأخيرة أحلى ألف مرة مما نستخدمه نحن.. شيء بديع حقيقة، فقلت: حبذا لو أكمل مشروعي الجديد بعد أركان الإسلام، فدخلت إلى السِّيَر وبطريقة بالغة العصرية أيضاً، وبحثت عما يجعل الطفل يستمع إلى الحكاية، ويحبها، وتبقى في ذاكرته بعدما احتلت إنجلترا مصر، بعثت لنا برجل مختص ببصمات الأيدي، ذلك لأن الإنجليز قد أنشأوا إدارة جديدة في وزارة الداخلية للبصمات. فرأى الخبير رجلاً يقرأ في المصحف فسأله: بماذا تقرأ؟ فقال له: هذا كتاب الله، نحن مسلمون. فسأله: ماذا يقول المصحف؟ فقرأ له الآية: بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ (القيامة: 4)، فدهش الرجل لهذه الآية فقط، لأن حقيقة أن لا بصمة مثل الأخرى معروفة لدى المسلمين منذ 1400 سنة، فيما همّ لما اكتشفوا هذا الأمر قبل وقت ليس ببعيد، هللوا، واعتبروا أنهم قد وصلوا إلى أقصى العلم، فسبحان الله.
سأقفز الآن إلى الحضارة الإسلامية، وبالتحديد إلى علماء المسلمين الذين عملوا في علم الضوء، كالحسن بن الهيثم، لقد نسجت لقاء من خيالي أنا بين الحسن بن الهيثم ونيوتن؛ نيوتن يجلس تحت الشجرة التي سقطت منها التفاحة، ناعساً، فالتقى رجلاً في الحلم قال له: أنا أعرفك. قال له: من أنت؟ ومن أين تعرفني؟ قال له: أنت الحزن؟ قال له: لا أنا الحسن، لا الحزن.. الحزن هذا شيء مختلف تماماً. قال له: آه أنت ابن الهيثم الذي بحثت في علم الضوء، وقلتَ إن الإنسان لو وضع العدسات أمام عينيه لاستطاع أن يرى أفضل. لقد اعتمدتُ على نظرياتك في علم الضوء، وأكملت من حيث توقفت.. وهكذا فعلت مع عشر شخصيات إسلامية، ولم تفتني المرأة أيضاً، فكتبت لقاء بين رفيدة بنت سعيد أول ممرضة في الإسلام، وفلورنس نايتنجيل، صاحبة المصباح الشهيرة جداً في التاريخ البريطاني، وأهم ممرضة في علم التمريض.. الحسن بن الهيثم يقابل نيوتن، رفيدة بنت سعيد تقابل فلورنس نايتنجيل، وعباس بن فرناس يقابل الأخوين رايت. لقد حاول عباس بن فرناس أن يطير، والأخوان رايت صنعوا طيارة، ونشرت هذا الفصل في كتاب الترجمة الإنجليزي، وأخذت عليه جائزة الدولة سنة 81م، نشرت الفصل الخاص بعباس بن فرناس في مدينة أوهايو، فبادرني الطلبة في اليوم التالي للمحاضرة بالقول: هل هذا الرجل من خيالك؟ قلت لهم: لقد كتبت تاريخ مولده ووفاته، هذا رجل عربي. وفعلت الأمر نفسه مع وليام هارفي، وابن النفيس في الدورة الدموية.. لقد سبَقَنا الغربُ كثيراً جداً، والفرق بين العرب والغرب نقطة واحدة توضع على العين فتصبح غيناً، وبالتالي، علينا أن نسعى جاهدين لنلحق بهؤلاء الناس.
هكذا، بدأت بحياة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى وصلت إلى الحضارة الإسلامية. سآخذ خمس دقائق على الأكثر لأطلعكم على عناوين بعض الكتب التي ألّفتها، وسبب تأليفها؟ أبتدئ بثلاثة كتب صغيرة، اسمها "هيا ننتمي": الكتاب الأول للأطفال من عمر ثلاث إلى أربع سنين، والثاني من عمر أربع إلى خمس، والثالث من خمس إلى ست. هيا ننتمي: أضع له الكعبة الشريفة، وأضع له مقبرة لينكولن في أمريكا، وأضع له فانوس رمضان، ما هي الأشياء التي تنتمي إلى بعضها بعضاً؟ كلمة تنتمي عندنا صعبة إلى حد ما، وهذه الكتب الثلاثة لسن ما قبل المدرسة، هذه السن مهمة جداً حيث تتشكل في خلالها 70 إلى 80٪ من الذكاء، ولهذا السبب أقوم بالتركيز على هذا الأمر في السنوات الأخيرة. هذا كتاب اسمه "الأصدقاء الثلاثة"، من هم الأصدقاء الثلاثة؟ القاموس أو المعجم، دائرة المعرفة أو الموسوعة، والأطلس. صدر هذا الكتاب منذ عشرين سنة، وأعيد طبعه في مكتبة الأسرة.. هدفه تعليم الأطفال ماذا تعني الكتب المرجعية التي يجب أن تتوفر في كل مكتبة وفي كل بيت؟ يجب أن يتوفر في كل بيت إلى جانب القرآن الكريم معجم، وأطلس، وموسوعة، نسيت إخباركم أن الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين قد طلب مني أن أكتب المحاضرة التي ألقيتها، وأجعلها في كتاب، فأنجزت الكتاب وطبعه لي، واعتُمدت الكتب في تدريس أدب الأطفال الإسلامي في كليات التربية في مصر، وفي بلاد كثيرة.. ثم دعاني الأستاذ محمد أحمد الرشيد حينما كان وزيراً للمعارف لزيارة الرياض، بمناسبة اختيار الرياض عاصمة الثقافة للوطن العربي، فألقيت محاضرة في الرياض وأخرى في جدة، وطُبعت الاثنتان في كتاب، كما طبعوا كتاباً عن إنتاجي في أدب الأطفال.. إن هذا الكتاب مساحة للتسامح.. كنت أزور ولاية اسمها ألاباما في أمريكا، وهناك قالوا لامرأة إن عندنا كاتب أطفال مصرياً هنا، وعندما ذكروا لها اسمي صرخت، وقالت لهم. لدي كتب له. فالكتاب هذا مكتوب بالعربية من ناحية وبالإنجليزية من ناحية ثانية. كانت مفاجأة بالنسبة إلي -جميلة جداً- أن أعرف أنه من الممكن لأحد أن يبتدأ في أمريكا.. لقد صنعت من ألف ليلة أشياء كثيرة جداً: هذه قصة اسمها "شبيك لبيك"؛ أحدهم يفرك مصباح علاء الدين، فظهر المارد وقال: شبيك لبيك عبدك بين إيديك. قال له: أنا لا أحب العبودية، اذهب فأنت حر. فأجابه المارد: حر؟ ماذا يمكنني أن أفعل بحريتي؟ هنا أردت أن أقول للأطفال ماذا تعني الحرية. تقرأ ابنتي كتبي وتقول: إن أبي قد غرق في التاريخ. وهناك كاتب سوري يقيم في الأردن لا عمل له إلا أن يشتمني، إذ خصني بأربع كتب شتائم، فكتبت عنه، وقرأت ابنتي ما كتبت، وقالت: لم يكتب أحد شيئاً بهذا الشكل منذ زمن، إذاً جيد أن الرجل فهم أن هناك إبداعاً، ثم اتضح أنه يشتم. هذا خطأ. كيف أكتب في أمر لم يكتب فيه أحد من قبل؟ أين الإبداع إذاً، وما معنى أن أبدع؟
في خلال زيارتي لأمريكا، واظبت على حضور مدارس الأحد، إذ كنت أريد أن أنقل فكرتها إلى بلدنا بشكل جيد، فعرف راعي الكنيسة بوجودي وطلب مني كلمة، فقلت كلمة مختصرة وقف بعدها أحد الحاضرين وقال لي: ماذا تخبرون أطفالكم عن سيدنا موسى؟ كنت أود أن أجيبه بجملة نقولها في مصر وهي: "محمد نبي، وموسى نبي، وعيسى نبي، وكل من هو نبي نصلي عليه"، إلا أنني وجدت أن ترجمتها مستحيلة، فقلت له يا أخي أبونا قال لك: اسمي يوسف، وسألتموني مئة سؤال عن عمرو موسى، وها أنت تسألني ماذا تقولون للأطفال عن موسى؟ عندي ستة كتب عن سيدنا موسى، ولقد كتبت القصة هذه بشكل جيد، ووضعنا فيها صورة عمرو موسى.
ولدي كتاب اسمه "أنا لا أحب الفلوس" يقول بطله في البداية إنه يحب الفلوس، ثم عندما عرف كم أن الفلوس يمكنها أن تدمر حياة بني آدم، قال: أنا لا أحب الفلوس. لقد كتبت للأطفال قصص اقتصاد، فالاقتصاد مهم جداً في عصرنا، وأنجزت أربعة كتب فيها حيوانات تقوم بدور رجال الأعمال، وأربع قصص أخرى لسن أكبر بقليل تعرّف بمعنى الاقتصاد. "هذه قصة من حياتي" ضمن سلسلة "هيا نفكر"، من خلالها أردت أن يتعلم أطفالنا كيف يفكرون. وهذا كتاب آخر عن "هيا نفكر"، لسن أكبر بقليل، عنوانه "القرار الحاسم"؛ بطل القصة شاب صغير تخرج من الجامعة، خلَّف له أبوه بنات ثلاث وأمه، ولم يترك لهم قرشاً واحداً. فالشاب هذا تخلى عنه أهله كما يحصل عادة، فعلم البنات الثلاثة حتى تخرجن من الجامعة، وزوَّج الثلاثة، ولا زال يرعاهن إلى هذا اليوم.. بطل هذه القصة هو أنا شخصياً، هذه قصة حياتي.
عندنا شاعر رائع جداً اسمه الهراوي رحمه الله، كتب قصص الأنبياء شعراً، وفُقد كتابه، إلا أنني استطعت أن أحصل عليه، وأعدت طباعته بهذا الشكل للأطفال، وطبعاً نفد من الأسواق في أسبوع صدوره، إن انتمائي العربي مهم جداً بالنسبة إلي، فقد أعددت كتاباً يتضمن من كل بلد عربي قصة، وقد نلت عن هذا الكتاب جائزة الدولة سنة 75م، وأُعيدت طباعته ست مرات. هنا كتاب للكبار طبع منه أربع طبعات، عنوانه "دليل الآباء الأذكياء في تربية الأبناء"، الطبعة الأولى منه ظهرت في سلسلة "أقرأ" بعشرين قرشاً، والطبعة الأخيرة بعشرين جنيهاً، أرأيتم كيف الزمن يتغير؟ هذه دعوة للتفكير. أحمد شوقي أنا أحبه، فهو رائد شعر لأطفال، لذا فقد جمعت كل ما كتبه للأطفال من شعر، وأجريت دراسة عنها في ثلاثين أو أربعين صفحة، وطبع الكتاب ست طبعات، وهناك كتيب صغير آخر اسمه "الشوقيات الضاحكة"، فيه كل القصائد الفكاهية التي كتبها أحمد شوقي. "أما هذا الكتاب فاسمه "فلك النبي"؛ عالم يمني يقابل لافوازييه، اسمه الهمداني.. الهمداني هذا اكتشف منذ ألف سنة الأكسجين، يحاور لافوازييه، الذي ينسب إليه اكتشاف الأكسجين.
هذا كتاب "اللقاء الفريد" الذي يحكي عن علماء العرب مع طبعة بالإنجليزية، والعربية موجودة معي. من الكتب التي وضعتها عن القرآن: "المكتبة القرآنية"؛ سبعة كتب عن القرآن الكريم، كما أنجزت "معجزات الأنبياء" في عشرة كتب. هذا الكتاب الذي كانت وزارة التربية تعتمده ككتاب دراسي كانت تكلفته تسعة قروش، هذه هي الطبعة الجديدة وتكلفتها ثمانية وخمسون جنيهاً، طبعاً الناشر هو من يحدد هذه الأسعار. "الطلقاء" تروي مسألة الحرية، ففي تقديري أن أروع صيحة في تاريخ الإنسانية للحرية: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". لقد وضعت ستة كتب عن التسامح إسلامياً. هذا كتاب أنظر إليه بمرارة شديدة جداً، هو ليس لي لكن مؤلفه يتكلم عما رآه، وقد وضع صورة لطفل يحمل كلاشينكوف ويضع طاقية كتب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله! انظروا ماذا يفعلون بنا! يقتلوننا في كل مكان؛ في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين، وفي النهاية نحن الإرهابيون لا هم.
هذا حوت يونس الذي تكلمت عنه، وهذا غراب قابيل وهابيل. الكتاب الذي يتحدث عن الله ها هو، وعمره أكثر من أربعين سنة.. الأصفر هو المتن وما حوله هو الحاشية. القصص مثيرة جداً؛ هذه القصة مثلاً التي فتحتها للتو بالصدفة تروي ما يلي: "قلب الصغير يدق: الله.. الله..".. أم دخلت غرفة العمليات مع ابنها، وبينما كان الدكتور يجري العملية -الدكتور أخبرني هذه القصة بنفسه- توقف قلب الطفل، فيما أمه جالسة في ركن غرفة العمليات تصلي وترفع صوتها قائلة: "الله"، إلا أن الطبيب فوجئ بعودة قلب الطفل إلى الخفقان.. هذه هي القصص التي كتبتها عن الله جل جلاله.
أنا مهتم باللغة العربية وأريد من أولادنا أن يعودوا إلى اللغة العربية الفصحى، فاقترحت على ناشر كتبي أن أعدّ كتباً عن اللغة العربية، فأنا أكتب بالعامية للراديو، لكني لا أكتب بالعامية على الإطلاق في الكتب العربية المطبوعة.. لذا فقد وضعت سلسلة من ثمانية كتب بعنوان "الحروف الضاحكة"؛ (الراء) مثلاً، (الراء) عندنا، أولادنا الذين يدرسون الفرنسية ينطقوها را، في بعض البلدان ينطقوها غيناً، فكتبت قصة ضاحكة عن معركة الراء، وكيف نستطيع أن ننطق الراء بشكل صحيح. وهناك كتاب عن قصة الهمزة، وكيف أن الهمزة تحيرنا في كتابتها.. وعن الحرف سين الذي صنع الحضارة، الحرف سين هذا هو سؤال، عندما سألنا وأجبنا، صنعنا حضارة. السلسلة الثانية عبارة عن ثمانية كتب، اسمها "حكايات نحوية"، أحدها بعنوان "التفاحة" وهو اسم لسيبويه ومعناه باللغة العربية، تتحدث السلسلة عن كبار علمائنا في النحو. هناك سلسلة ثالثة بعنوان "حكايات لقصص لغوية" وإحدى القصص مثلاً تدعى "يسقط فعل الأمر"، تحكي عن ولد زعلان من فعل الأمر، أي عندنا ماضي وحاضر وأمر، يقول: لماذا عندنا فعل أمر، فيما اللغات الأخرى عندها ماضٍ ومضارع ومستقبل، أنا لا أريد فعل الأمر. ثم لدي ثمانية كتب عن علامات الترقيم التي نسيناها ولا نستعملها، فالواحد منا يطالع جريدة الأهرام ولا يجد فيها علامة ترقيم واحدة؛ لا علامة استفهام ولا تعجب ولا فاصلة، لذلك نحتاج بشدة إلى هذا الكتاب.
إن منظمة الثقافة العربية مشكورة قد اختارت ثمانية من الحروف الضاحكة، وطبعت منها أربعين ألف نسخة وزعتها على مدارس الوطن العربي.. هذا كتاب مطبوع عندكم في الرياض اسمه "آباء وأبناء"، يروي عن التناقض ما بين ابن سيدنا نوح الذي عصى أباه، وابن سيدنا إبراهيم الذي قال له: افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (الصافات: 102). هناك كتب تناولت إنتاجي الأدبي، إذ كتب عشرة أشخاص عن أدبي للأطفال، منهم الدكتور سعيد القدماوي، ومصطفى كمال حلمي العضو السابق في مجلس الشورى، والدكتور عبد العزيز كامل رحمه الله، وعبد العزيز المقالح من اليمن، ومجموعة عربية. هذا كتاب يتناول أعمالي الروائية الطويلة التي بلغت حوالي سبع وعشرين رواية للأطفال، من بينها "خيال الحق" الذي طُبعت منه ثلاثة ملايين نسخة.. وأول رسالة ماجستير قدمت عن أعمالي، كانت في جدة، صاحبة الرسالة سيدة لم أرها، لكنني تعرفت إلى والدها بالصدفة في الطائرة، وقال لي: لقد أتيت القاهرة وها أنا ذا أقابلك في الطائرة. هنالك أيضاً طالبة قدمت عن أعمالي الدينية رسالة ماجستير جميلة جداً، هي تقيم في الدمام ومهتمة بكتاباتي عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذه رسالة ماجستير أخيرة وفي آخرها ببليوغرافيا عن كتبي لغاية 2005م، حيث بلغ مجموعها تسعمئة كتاب، واليوم تجاوزت الألف والحمد لله.
يبقى أن أشكركم كل الشكر على حسن الاستماع. كما وعدتكم، لقد التزمت من كل سنة بدقيقة. كان عندي أشياء كثيرة أريد قولها، لكني سأكتفي بهذا، وأكرر شكري لصاحب الدعوة، ولكم على جميل حضوركم والسلام عليكم.
عريف الحفل: شكراً لضيفنا الكريم، الذي تجول بنا عبر دهاليز الزمن، وحدثنا عن كثير من محطات حياته مع الكتابة والقلم.. شكراً للأستاذ فارس هذه الأمسية عبد التواب يوسف أحمد، ونتمنى له عمراً مديداً مع دوام الصحة والعافية.
أيها السيدات والسادة، نذكركم بأن الأسئلة ستكون مقدمة من سائليها مباشرة.. لقد وصلني الكثير من الأوراق لطلب الأسئلة، سأشير إلى الاسم، وسيكون السائل هو من يقدم نفسه، وعليه أن يعرف بنفسه وبمهنته، ويتفضل مشكوراً بالوقوف لتتم رؤيته من قبل الضيف، هذا أولاً. ثانياً نرجو الاختصار بسؤال واحد من كل سائل حرصاً على إتاحة الفرصة للجميع. قبل أن نبدأ بسماع الأسئلة هنا من قسم الرجال، ننتقل إلى قسم السيدات للترحيب بالضيف وسيكون السؤال الأول من قسم السيدات.
الشيخ عبد المقصود خوجه: قبل ذلك أريد أن أقول أنه ضمن برنامج اختيارات المناسبات القادمة ضيوف الاثنينية، كانت للأستاذ عبد الفتاح أبو مدين أمسية هي عبارة عن قراءة في كتابه "أيامي في النادي الأدبي". وقد تفضل مشكوراً بالقبول بأن تقدم هذه الأمسية في الأسبوع القادم لتبقى الاثنينية ثمانية وعشرين عاماً دون أي انقطاع في موسمها. أحببت أن أقول هذا، شكراً له، وشكراً لكم، والغائب يبلغه الحاضر عنه.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود، ونتمنى لهذه الاثنينية التألق والاستمرار والنجاحات المستمرة إن شاء الله، وأن يمد في عمركم سعادة الشيخ عبد المقصود. الآن ننتقل إلى قسم السيدات، والزميلة نازك الإمام.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً الأخ محسن. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. أصحاب السعادة، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فارسنا هذه الليلة من أبرز رواد أدب قصص الأطفال العرب المعاصرين، فهو صاحب أرقام قياسية في إنتاجه الأدبي، غاص في وجدان الأطفال بأسلوبه الطريف والمبتكر، فاستخرج درراً ولآلئ من القصص الأدبية والعلمية والثقافية، وهو صاحب فكرة إصدار أول مجلة للأطفال، اسمها الفردوس، كان يهدف من خلال كتاباتها إلى تنمية الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي يعيش فيه الأطفال العرب، وإلى بناء العقل العلمي واحترام القيم الحضارية، غير أن هدفه الأسمى هو الارتقاء بصفحات كتابة الطفل شكلاً ومضموناً وكيفاً، فأطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل. ضيفنا هو سعادة الأستاذ عبد التواب يوسف القادم إلينا من أرض الكنانة جمهورية مصر العربية، فأهلاً ومرحباً به بيننا في هذه الأمسية. نبدأ بطرح الأسئلة ونفتتحها بالأستاذة منى مراد من مجلة أقرأ وجريدة البلاد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :720  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج