شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عالي سرحان القرشي ))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ما أجمل أن نلتقي هذا المساء حول الثقافة وحول الإبداع، في هذه الاثنينية التي اعتاد صاحبها أن ينظر إلى الإبداع بعين المبدع وبعين الإنسان الذي يرى أن الإبداع صِنوَ الحياة وأن الإبداع رفيق الحياة وأن الإبداع هو الذي يستبقي الحياة، فشكراً له على هذا التكريم، وشكراً له على هذا التواصل مع الثقافة والإبداع.
لفت نظري في بدء أمسيتنا هذه كلمات الترحم والعزاء من قِبَل الشيخ عبد المقصود ومن قِبَل الدكتور عبد الله مناع، وكأن هذه الكلمات هي استبقاء للحياة وانتزاع لما يقدمه الإنسان من طائلة الموت، وما أحوجنا إلى مثل هذا الأمر الذي يدعم الحياة ويدعم جمال الحياة لتبقى الحياة نَضِرة في الأرواح وفي الأجيال حتى بعد فناء الأجساد.
وإذا كان لي من مشاركة في الحديث عن الأستاذ محمد المنصور الشقحاء فإنه الشخص الذي نعرف من سيرة حياته أنه دائماً يجاوز العوائق بالإرادة والتصميم، رجل لم تُتِحْ له الظروف أن يكمل تعليمه الجامعي، فإذا به حاضر بقلمه وإبداعه في الدراسات الجامعية، محمد الشقحاء أعرفه منتصراً للإبداع ومتحمساً له، لقد كان من أولئك النفر الذين استلموا خطاب تأسيس نادي الطائف الأدبي مع عدد من الأندية في أول تأسيس للأندية الأدبية، وحين تم له ذلك مع رفاقه ظل يعمل على تطويع النادي لخدمة الثقافة ونشر الثقافة والمعرفة، فلئن حُرِم الطائف - كما قال الأستاذ عبد الله مناع - من القرب من وسائل النشر فلقد كان محمد الشقحاء في نادي الطائف الأدبي علامة مضيئة لنشر نور الفعل الثقافي وإشاعته بين أبناء الطائف، وليس ذلك فحسب بل إن محمد الشقحاء كان يحث زملاءه ويهيئ لهم سبل التواصل مع مؤسسات ومجلات ثقافية خارج الوطن مع مجلة "إبداع" مع "أخبار اليوم" مع الثقافة السورية وكان يرسل لها إنتاج زملائه المبدعين، إذا كان محمد الشقحاء ينشر عبر ملفات نادي الطائف الأدبي المتعددة في النثر وفي القصة لزملائه المبدعين ويعينهم على ذلك فقد كان أيضاً يعمل على أن يصطفي الشعر الجميل، ولذلك قَدَّم في كتابه "قصائد من الصحراء" نصوصا إبداعية متميزة لأجيال مختلفة المراحل ومتباينة الاتجاهات.
إذا كان في الأمر من مجال لأن نعود إلى إبداع محمد الشقحاء القصصي فإننا نرى أن محمد الشقحاء المسكون بهاجس مجاوزة العوائق يجعله يحيل ذلك في قصصه إلى نماذج نصية في هذه القصص لشخصيات تتجاوز العوائق وتنحو نحو التفوق والإبداع وانتصار الإرادة، إذا كان للعوائق فعلها فيما عاناه الشقحاء وانتصر عليه، فلقد كان أيضاً لها فعلها في تركيب شخصياته النصية، فنجد أن شخصياته النصية كثيراً ما ترتد إلى الداخل، كثيراً ما ترتد إلى الذاكرة، كثيراً ما تلجا إلى الحلم في محاولة لاجتياز ما يعتريها من عوائق وما يقف في طريقها، هذه المجاوزة لهذه العوائق تأخذ من محمد الشقحاء قدراً من التركيب والهندسة في بناء عالمه القصصي، فنجده لا يحيل إلى نهاية متوقعة في القصة بل نجده كثيراً ما يجعل هذا السرد بوحاً ذاتياً يفضي إلى نهاية قد لا تنتهي، لعل ولعه بشخصياته النصية ينعكس في كثير من الأحيان على شخصيته حين تقرأ قصص محمد الشقحاء وتجد المقهى وتجد التفاف الأصدقاء حول البطل وتجد تداعيات الذاكرة تكاد تجد محمد الشقحاء الذي يجلس في مقهى "نجمة" ويلتف حوله الأصدقاء.
إني أذكر وكثيراً ما أنسى فإني لا أنسى لمحمد الشقحاء إصراره على استضافة المبدعين المتميزين في نادي الطائف الأدبي حتى ولو حالت العوائق دون ذلك، فبعد الهجمة الشرسة على شعر الحداثة نجد أن نادي الطائف الأدبي هو الذي كان يستضيف هذه الأسماء الحداثية، نجد محمد الشقحاء يستضيف نفراً من كتّاب القصة، فإذا بهؤلاء النفر لا يتاح لهم المجال لسبب أو لآخر، ولكنهم يلقون من كرم محمد الشقحاء، ويلقون من تسجيل الموقف ما يكون لهم أداءً في أمسيتهم في ذلك المساء، هذه ذكريات متناثرة عن محمد الشقحاء، فشكراً له على ما أبدى، وشكراً له على ما قدم، وشكراً لإصغائكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: نرجو كرماً من أصحاب السعادة المتحدثين الذين بقي منهم ثلاثة التكرم بالاختصار حتى نفتح باب الحوار ونستمع لفارس الاثنينية ولا يجن علينا الليل، الكلمة الآن لسعادة الدكتور يوسف العارف رئيس قسم المكتبات بالإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :735  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.