شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((مداخلة للشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أخي الدكتور عبد العزيز الخضيري، لستُ بحاجة للثناء عليك، في الحقيقة أن الذي استمعنا إليه الليلة يجعلني شخصياً أشعر وكأني غريب في هذا الوطن.. عندنا مشاكل عندنا مثالب، عندنا أمور كثيرة تحتاج إلى رؤية وإلى تفصيل وإلى إلقاء الضوء، لكنني الليلة شعرت وأنت تتكلم يا دكتور عبد العزيز الخضيري دعني أتحدث معك باللغة الدارجة أنك أَطَّرت كثيراً من المشاكل التي كنا نعرفها كمشكلة.. إن أساس أي حل هو معرفة المشكلة معرفة تامة، كالمريض إذا لم تعرف مرضه جيداً لن تستطيع أن تعطيه الدواء المناسب. في هذه الأمسية كنا نتكلم عن جائزة "مكة للتميز"، عن لجنة الشؤون الثقافية، لكنني سعدت كثيراً وأنا أسمع منك كمسؤول ما سمعناه جميعاً للتو.. أنا أدعو إلى أن تكون اجتماعات كهذه على الهواء مباشرة في التلفزيون، يحضرها أشخاص مثلك من المسؤولين.. يوضحون أفكارهم.. يتناقشون مع مجتمعهم.. أقول من الضروري الاستماع لهذه الآراء والاستماع للمشاكل ولما يدور في ذهن المسؤولين؟ عندما يعرف كلٌ منا مشكلة وطنه ومنطقته يستطيع أن يعرف بالتالي حل هذه المشكلة ومكانه من هذا الحل. نحن سعداء بك الليلة لا كمسؤول عن لجنة الشؤون الثقافية لمنطقة مكة المكرمة فحسب بل لما تفضلت به من آراء. أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعطيك الصحة والعافية وإخوانك في لجنة الشؤون الثقافية لتكملوا هذا الدور. ربما تمر هذه الأمسية ولا نعطيها أي اهتمام ولا تأخذ من تفكيرنا إلا لحظات أو ثوانٍ وتمرّ، إلاّ أنك وضعتنا أمام مسؤوليات نتساءل معها -أو أنا بالذات لا أستطيع أن أتكلم عن الآخرين- ما هو الدور الواجب أن أقوم به أمام هذه المشاكل؟ بالتأكيد سيكون لي قرار شخصي، لكني أتكلم على مستوى جماعي، لا بد أن تتأطر هذه الأمور ويعرف تماماً كل منا ما هو دوره وما يجب أن يعمل؟ طبعاً هذه الأمور ليست بالبساطة التي نتكلم بها بل تحتاج إلى رجال أولاً من المثقفين ثم من العارفين ثم من المسؤولين كي يؤطروا بالتالي هذه المشاكل والمثالب ويدعوا إلى قرارات مبسطة وتعلم كل فرد أين يكون وماذا يجب أن يكون عليه؟
لا أملك غير الشكر لك وأرجو أن نلتقي بك في مرات قادمة لنسمع منك المزيد. إن الحس الوطني لا يقف عند أمسية ولا يقف عند حد، نود أن نستمع إليك لنعرف ما نجهله عن الوضع الذي نعيشه في هذه المنطقة، الإنسان لا بد من أن يعرف ما يدور في الكواليس حتى يستطيع أن يسايرك ويتعامل معك ويأخذ ويعطي معك، وما أعجبني في هذه الأمسية أنه كان هناك "ديالوج" بين الحضور وبينك، هذا الذي نفتقده كثيراً في مجتمعنا وبالذات مع المسؤولين. لقد ابتعدت الاثنينية مع الأسف عن هذا الدور خشية أن يعتبروها تابعة لمسؤول، لكن من سنتين -وأظن أنكم لاحظتم وأنتم تتابعون الاثنينية- شعرت أن هذا واجب، لم يعد هناك قفز على الحواجز ولا حق لأي إنسان أن يتهمنا.. لقد مرت خمس وعشرون سنة فلو كنت محكوماً بالمؤبد لكنت خرجت من السجن وانتهت عقوبتي، أما الآن: أمامي مع زملائي من الرعاة ومن الحضور ومن المؤلفين والمحبين دور يجب أن نشرك فيه المسؤول، صحيح أن دورنا ثقافياً لكن لا تنسوا أن كل الأمور تحتاج إلى ثقافة، والثقافة تحتاج إلى إشراك أكبر عدد، فالمجتمع هذا له ركيزتان أو طرفان، المسؤول والمواطن، فإن شاء الله أعدكم في برنامجنا أن نلتقي بمسؤولين، مسؤول التربية والتعليم، مسؤول الصحة.. حتى كمواطن لي حق أن أسمع وأعرف كيف بالتفكير يمكن علاج مشكلتي ومع مَنْ؟ هذا يعطينا ثقة أكبر بمواطنتنا ويحثنا بإيمان على أن نسير في طريق هذه الحلول.
أنا لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك، شكراً لك سيدي الدكتور وأحب قبل أن أنتهي من كلمتي أو تعليقي البسيط القول إن الاثنينيات هذه سوف تنتهي كما تعرفون السنة، والأعمال التي طبعناها وأصدرناها منذ آخر لقاء بيننا وبينكم هي التالية: الجزآن صدرا عن فعاليات الاثنينية في العام السابق، صدر أيضاً كتاب "مشواري على البلاط" للسيد عبد الله الجفري -رحمه الله- الذي دفع به إلينا وتوفي قبل أن يراه، وكتاب آخر للسيد عبد الله الجفري أيضاً يضم كل الكتيبات الصغيرة التي أصدرها هنا وخارج المملكة حيث طبعناها في جزء كامل تتمة لمجموعته الكاملة التي أصدرتها الاثنينية، وأصدر الأستاذ حسين الغريبي كتاب "الغربال" تكملة لما فات في الجزء الأول، وأصدرنا أيضاً كتاباً يتضمن معلومات عامة عن كل المنتديات في المملكة، ليكون مفتاحاً لكل المثقفين يتعرفون من خلاله على المنتديات وأهدافها وانعقادها وأصحابها ويستطيعون بالتالي أن يشاركوا بفكرهم في كل هذه المنتديات أو المنتدى الذي يريدونه.
لقد بلغت إصدارات الاثنينية حتى الآن -اثنين وثلاثين مجلداً لفعاليات الاثنينية، ومئة وستين مجلداً لكتاب الاثنينية، وتسعة كتب ساهمنا في طباعتها، عدد الصفحات التي طُبعت حتى الآن بالاثنينية: 79.268 أي حوالي ثمانين ألف صفحة وعدد الصور التي رصدت حوالي ثلاثة آلاف وثلاثمائة صورة. أحب أن أوضح أن لدينا مشروعاً أستطيع الآن أن أتكلم عنه لأننا وصلنا فيه إلى درجة كبيرة من التقدم وأعتقد أنه يشكل سابقة، إذ رصدنا كل الصور التي بالاثنينية منذ بدأت عام 1403هـ حتى اليوم، وعملنا "أرشفة" رجوع للماضي.. بالنسبة لليوم وبالنسبة للأشخاص، يعني مثلاً: آخذ دكتور مناع، أو دكتور عبد المحسن القحطاني، من يوم أتى للاثنينية إلى اليوم كيف كانت صورته؟ متى حضر؟ كيف انتهت؟ من أجل أن يتندم كل واحد على شبابه، ويرى كيف ابتدأ؟ كيف انتهى؟ فهذه ستكون في الحقيقة إن شاء الله مشروعاً يثري الإعلام بجميع وجوهه، نريد أن نعرف عن فلان نستطيع أن نرى كل مسيرته الثقافية في لحظة.. إن شاء الله ننتهي من هذا المشروع إن أراد ربنا في غضون السنة القادمة. أنا لدي سؤال صغير للدكتور عبد العزيز الخضيري:
كل أمر يحتاج إلى المال، ما هي المصادر التي تعتمد عليها الجائزة لإمكانية صدورها بالمستوى نفسه الذي رأيناه، وأنا أيضاً لا أعتقد أن المميز هذا سواء كان شخصاً أم جهة، بحاجة إلى مئتي ألف ريال، لماذا؟ ما قيمة أن تعطيه جائزة التميز، فأنا أحب أن أسمع منك يا دكتور ما هي الموارد التي ستعتمد عليها في جائزة "مكة للتميز"؟
معالي الدكتور عبد العزيز الخضيري: "أنا خلاص قَفَّلت الحساب معكم" ولا أدري لماذا تريدون أن تعودوا مرة أخرى.. في الحقيقة نحن الآن نعتمد بعد الله سبحانه وتعالى على نظام "الشحاذة" ولكن هدفنا إن شاء الله أن يكون هنالك وقف للجائزة يخدمه بقياس الجوائز المشابهة في العالم كله. بالمناسبة الأمير خالد كان مُصِراً أن تكون قيمة الجائزة خمسمئة ألف وليس مئتي ألف، ونحن رجوناه (كشحاذين) ألاّ يستعجلنا ويخفف علينا الأزمة قليلاً، لأن الجائزة لها دوماً بُعدان: بُعد معنوي، وبُعْد مالي، قد لا يكون البُعد المالي ذا أهمية، لكني متأكد من أنه سيأتي زمن ويكون هنالك متميزون يبحثون عن قيمة مادية أيضاً تساعدهم على النجاح، ولهذا السبب أرجو بين مرحلة وأخرى، أو كل دورتين أو ثلاث، أن تزيد قيمة الجائزة حتى تصل إلى مبلغ يفوق الخمسمئة ألف، لأننا فعلاً عندما نبدأ أو تبدأون أنتم بمعنى أدق بترشيح الكفاءات التي تبحث فعلاً عن تميز وأجادت فيه نبحث عن شيء من الدعم المالي، نحن جادون في فكرة الوقف، ونعمل كفريق في سبيل إيجاده لأننا نعتبره من أهم القضايا حيث بدأنا نغير مفهوم الناس للوقف؛ لأن الوقف ليس مسجداً فقط وإنما هناك مصارف كثيرة جداً، والإخوان جزاهم الله خيراً في محكمة جدة هم أول من بادر إلى إنشاء إدارة بالتنسيق مع جامعة الملك "عبد العزيز".. عندما يأتي من يرغب أن يوقف ثلث ماله تكون هناك إمكانية أن توقف جزءاً من مالك في خدمة التعليم، وهي خطوة هامة نحو نجاح تغيير مفهوم الوقف وبالجائزة نعمل في هذا المجال، فأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يحقق هذا التوجه، ولكن أهم من ذلك هو أنتم في ما يتعلق بالترشيح للجائزة، أنا أتمنى ألاّ يبخل أحد على الجائزة بالترشيح لأننا بقدر ما نحاول أن نعرف ونبحث تبقون أنتم أقرب من كثير من المتميزين الذين قد لا يُرشحون أو لا يُعرفون، فأرجو أن تكونوا العون لنا بإذن الله سبحانه وتعالى في هذا المجال. شكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :340  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج