شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الأستاذ الشاعر عبد الله جبر ))
- السلام عليكم ورحمة الله، لم يسعدني الحظ بالتعرف إلى هذا الرجل العظيم، الذي هو أحد رموز الأدب الإسلامي إلا هذه الليلة، أتقدم بالشكر لصاحب هذه الاثنينية الذي أتاح لي هذه الفرصة لمواجهتكم بهذه القصيدة التي أعتبرها قريبة إلى مفهوم الأدب الإسلامي:
على سُنْدسٍ من نِسيجِ الخَيَالِ
تغنَّى الرَّبيعُ بأَفراحنا
وطافت بنا همسات النسيم
تُقَبلُ أزهارَ بسِتاننا
وكان المساء كحلمٍ جميل
يُصَاغُ على قدرِ أفهامنا
كأنا ملكنا عِنان الزَمان
فلا هَمَّ يخطُر في بالنا
كأنا اقترحنا عليه الحياة
فراح يُغَنِّي بآمَالِنا
وكانت تمر الثَواني خِفافاً
وتزرع ورداً بوجنَاتنا
تَزُف إلينا مِلاَحَ المرآئِى
فيهمي البَريقُ بأجفاننا
وتَطْرُدُ عنا طُيوفَ الهُموم
إذا عَبَرتْ فَوقَ أبصارنا
وَتُدْنِي إلينَا كُنوز الأعالي
فنحكُم فِيها بأَهوائِنا
وكيف ارتحلْنَا لِتلك الجنان
صَعِدنا إِلَيها بأَرْوَاحنا
سَلكنا إليها طَرَيقَ الغمام
وما ضَاقَ أفقٌ بأشباحنا
نُقَبِّلُ فيها خُدود النُجوم
ونُلقي إليها بأسرارنا
نَفِرُ من العالم المزدَرَىَ
إلى عَالمٍ صُنعُ أوهامنا
ودنيا خُرافية أَو لمنتهى
تُشادُ وتُبْنَى بأفكارنا
أَتسألني كيف حال القَريضِ
أما باحَ بَعْدُ بأشواقنا
أما زَاَلَ في الوتر العَبقري
لحونٌ تُغَنِى بامالِنا
أَجل يارفيق الصِبا والمَرَاح
ويا دَيمَةَ العِطر في حَيِّنا
أُريدُكَ مثلي كطير الربيع
طَرُوُبٌ تُغَردُ في دارنا
أريدك نَجماً فَريدَ المثال
تشِعُ زُهوراً بآفاقنا
تُطِلُ فيولد كونٌ جديدٌ
يزف الحياة لأحلامنا
وينسُج من أَلَقِ الذكريات
حريراً يَليقُ بأفراحنا
كَفَانَا نُواحاً أيا صاحبي
فقد شُغِلَ الناسُ عن حالنا
أَنُسْقيهُمُ من رَحِيقِ الحياةِ
ونجرَعُ سُماً بأَكَوابِنا
لقد هَانَ في الناس سحْرُ القريض
وَرَانَ الكسَادُ بإبداعِنَا
وَمَرَّ الزمانُ وغَاَضَ الشَبابُ
فهيا نَفِرُ بأَعمارَنا
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.