شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(2)
وراء الحوار المستَطرد، المضني، المشتعل من أعماق نفسها.. كانت ((ليالْ)) تطارد أفكاراً غير واضحة!
إنّ الحيرة تبدّدها كذرات رمل سافية في بيداء.
يقضّ مضجعها هذا الشعور المرهف بالعجز التّام عن اتخاذ القرار الذي ينتشلها من ردهة البئر إلى سطحه!
وهي تبدو في مرآة نفسها الآن، كما سنبلة.. في بيدر بور!
عرفت أشياء كثيرة.. ولم تعرف أشياء أكثر.
فهمت بعض الأبعاد مما جرى لها، ودار حولها.. وينقصها الكثير من الفهم لكيفيّة التصرّف، واتخاذ القرار، والقفز فوق عراقيل عمرها.. حتّى تبلغ شطّ الأمان!
احتدّت أفكارها، وانفلشت روحها!
غازلت انتصارات نفسها في قوالب من رغبات عديدة.. تتحقّق وتفشل.. تتقبل وترفض!
آلمها جدًّا.. أنّها بسطت قلبها في صرخة الواقعية، بينما كانت طفولتها تعيسة، جافة، كأنّها يتيمة.. ودخلت بشبابها إلى مرحلة أخطر، وأكثر إلزاماً، ومسؤوليّة.
إنّها تنقاد إلى حصاد طفولتها.. وتحاول أن تخلع هذا الرداء إلى الأبد!
إنها تُطحن في تجربة حاضرها.. وصارت تخاف حتّى من الحب.. وليس في هذا الحاضر ما يتّضح من الآتي!
الروح في داخلها.. تجادلها دائماً!
تؤكد لها أن الحياة الحقيقية، هي التي تجتاز الماضي، وتوظّف الحاضر، وتَنْهَد نحو المستقبل.. وبذلك تقدر أن تنجح في إنضاج العلاقة الإنسانيّة!
ولكن..كيف؟!
في لحظة الحيرة، والأسئلة.. تتذكّر أغنية غربية في شريط تحتفظ به هديّة من ذلك الرجل الذي كثّف أسئلتها وحيرتها:
- ((نحن جميعاً وحيدون تحت النُّجوم..
كلّنا غرباء.. ضيوف هنا على الأرض!
إذا أمكن أن يكفل كلّ واحد منّا للآخر بعض الدفء.. بعض الرَّاحة..
فهل يعدُّ هذا شيئاً ضئيلاً؟!)).
تطفر الدموع من عينيها، بلا صوت!
وتطفئ ((الأباجورة)) بجانب رأسها، و.. تنام!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :530  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج