شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التَّجْدِيفُ تَحْتَ المَاءِ!!
مَاذا عَلَيْنَا لَوْ بَدَأْنَا حُبَّنَا؟
مِنْ تَحْتِ سَطْحِ الماءِ.. والشُّطْآنِ؟!
نَهْنَى بِوَصْلٍ هَادِىءٍ ومُعَطَّرٍ
بِنَوَافِحِِ الأَزْهَارِ.. والرَّيحَانِ!
بَيْنَ الصُّخُور السَّاكِنَاتِ على المَدَى
في ضَجْعَةٍ بشَوَاطِيءِ المَرْجَانِ
مِنْ غَيْرِ أَحْقَادٍ ولا طَفْحٍ بِنَا
مُتَوَسِّدِينَ الحُبَّ في الوُجْدَانِ
نَمْضي ولا نَخْشَى عُيُوناً تَشْتَهي
أَلا يَظَلَّ عَلَى الوَفَا.. قَلْبَانِ
فَنَذُوبَ حُلْماً قُرْمُزِيًّا واهجاً
في غَفْلَةِ الأَنْظَارِ والآذَان
ِيا حبَّذَا لو أَنَّنَا غِبْنَا عَنِ الْـ
أَحْقَادِ والأَنْغَالِ.. والأَضْغَانِ!
كَيْ نَرْسُمَ الحُبَّ النَّقِيَّ بِزَوْرَقٍ
ضَلَّ الطَّرِيقَ.. وتَاهَ في الخُلْجَانِ
لا شَيء يَحْكُمُهُ سِوَى نَبْضِ الهَوَى
في دَفَّتَيْهِ.. وصَبْوَةِ التَّحْنَانِ
مُسْتَرسِلاً كالنُّورِ جَيَّاشَ الرُّؤَى
في خَافِقَيْهِ مَجَادِفُ.. الألْحَانِ
يَهْفو لِصَوْتِ رَبَابَةٍ حَنَّتْ إلى
عُمْقِ المِيَاهِ.. بِشَدْوِهَا الفَتَّانِ
فَالْبَحْرُ إِنْ شِئْنَا مُنَاخٌ وَاعِدٌ..
يَأْوي إليهِ ذُوُو الهَوَى الحَرَّانِي
يَسْتَنْطِقُونَ الحُبَّ في أَحْشَائِهِ
فَيْضاً مِنَ الإِحْسَاسِ لِلْحَيْرَانِ
وَأَنَا وَأَنْتِ نَقَرُّ فِي أَعْمَاقِهِ
كَمَحَارةٍ جَذْلى بِشَطِّ أَمَاني
وَنَغِيْبُ عَنْ عَيْنٍ تُلاحقُ خَطْوَنَا
فَتُصِيبُنَا.. بِالذُّعْرِ.. والسُّلْوَانِ
لِنُشَارِكَ الأَسْمَاكَ فِي لَهَوَاتِهَا
وقَوَاقِعَ الأَصْدَافِ.. والحِيتَانِ
فَالنَّاسُ جُلُّ النَّاسِ في أَخْلاَقِهِمْ
شَرْخٌ أَصَابَ الخَفْقَ بِالأَحْزَانِ
يَتَسَابَقُونَ لِطَحْنِهِمْ فِي غَيَّةٍ
مُسْتَنْفَرِينَ لِجَفْوَةٍ.. وَطِعَانِ
أَخْلاَقُهُمْ حَادَتْ إلى سَقْطِ الغَوَى
في غَفْلَةٍ عَنْ صَادِقِ الإيْمَانِ
فَنَرى حَيَاةَ النَّاسِ رَكْضاً لاهِثاً
لِلْجَاهِ.. أَوْ لِلْمَالِ.. والعُمْرَانِ
لا يَشْبَعُونَ مِنَ المَتَاعِ كْأَنَّهُمْ
جُبِلُوا على الإِسْقَاطِ والخُذْلاَنِ
فهُنَاكَ تَحْتَ المَاءِ خَلْقٌ آخَرُ..
لا يَحْتَفي بالمَكْرِ.. والبُهْتَانِ..
يَبْدو مُرِيحاً في حَمِيدِ خِصَالِهِ
أَزْكَى وَأَنْقَى مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ
لا نُدْبَ فِيْهِ على المَدَى فَخِصَالُهُ
كَالسُّحْب صَافِيَةً مِنَ الأَدْرَانِ
لا رَكْضَ فِيْهِ إِلَى المَتَاعِ فَإنَّهُ
خَلْقٌ بَرِيءٌ عَاطِرُ الأَرْدَانِ
نَسْتَكْنِهُ الأَحْلاَمَ عَبْرَ رِِحَابِهِ
شَفَّافَةً كَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ
فَنَهيمُ في كَنَفِ التَّأَمُّلِ سَاعَةً
لِنَرَى عَجِيْبَ الكَوْنِ في أَلْوَانِ
فَنَفِيضُ بالشُّكْرِ الجَزيلِ لِخَالِقٍ
جَلَّتْ لَهُ الأَسْمَاءُ عَنْ أَقْرَانِ
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الخَلاَئِقَ كُلَّهَا
نَبْضاً وَحِسًّا.. دَائِمَ الحَرَكانِ
كُلٌّ يُسَبِّحُ لِلإِلَهِ بِقَلْبِهِ
في صُورَةٍ تُنْبِي عَنِ الشُّكْرَانِ
فَهُنَاكَ أَنْمَاطٌ لِكَوْنٍ طَاهِرٍ
يَسْمو بِهِ الإِحْسَاسُ عَنْ نُكْرَانِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1090  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج