شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 5 -
سليم: وما هو السبب الذي يدفعني إلى ذلك؟
ضاهر: الاستيلاء على ثروتهما والتصرف بها.. فأنا أعرفك يا صديقي أنت تحب المال وفي سبيله تفعل كل شيء.. تدوس على كل القيم الأخلاقية…
سليم: ماذا تقول؟ وما هو السبب الذي يدفعني إلى ذلك؟
ضاهر: الاستيلاء على ثروتهما والتصرف بها.. فأنا أعرفك يا صديقي.. أنت تحب المال وفي سبيله تفعل كل شيء.. تدوس على كل القيم الأخلاقية…
سليم: ماذا؟ ماذا تقول… أجاد أنت يا ضاهر أم هازل؟…
ضاهر: بل جاد كل الجد…
سليم: (صارخاً): هذه تهمة خطيرة وإني أردها في وجهك وأقول لك هذا فراق بيني وبينك إلى الأبد…
(يخرج وهو غاضب وضاهر يقول):
ضاهر: لك يوم يا ظالم…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سوسن تقول):
سوسن: هل من جديد عن عاصم يا ابتسام؟
ابتسام: لا يا سوسن…
سوسن: غريب.. لقد تأخرت رسائله…
ابتسام: لعلَّه مشغول بتدبر أمر مسكنه والانتظام في جامعته، بل ربما لم يجد من يرشده فاضطر إلى شق طريقه بنفسه…
سوسن: ولكن ماريا أعطته عنوان أحد أقاربها في لوس انجلس…
ابتسام: لعلّ قريب ماريا كان في سفر عند وصول عاصم…
سوسن: ربما.. لعلّك على حق في تصورك.. فالغائب حجته معه كما يقول المثل…
ابتسام: أنت سألتني عن أخي عاصم، وأنا أريد أن أسألك عن أخيك فؤاد، ما هي أخباره؟
سوسن: إنه بخير يا ابتسام وآخر رسالة وصلت منه تفيد أنه استخدم عنده السيد وجدي صديق عاصم كمدير لأعماله..
ابتسام: وجدي.. إنه نعم الرجل الذي يعرف معنى المسؤولية، وأنا لا أريد أن أزكيه لأنه صديق أخي ولكن المستقبل سيكشف جوانب مشرقة من مهارته..
سوسن: طمأنتني يا ابتسام.. شكراً لك.. لقد كنت منشغلة الخاطر على أعمال أخي الواسعة التي لا يستطيع وحده إدارتها، فالحمد لله الذي هداه إلى هذا الرجل الطيب…
ابتسام: فؤاد طيب ويستاهل كل شيء طيب…
سوسن: شكراً يا ابتسام.. شكراً…
(يدق الجرس فتقول ابتسام):
ابتسام: لعلَّها ماريا يا سوسن.. فهذا موعدها اليومي..
سوسن: أرجو أن تكون هي وأن تكون جعبتها حافلة بالأخبار…
ابتسام: إنني متأكدة أن جعبتها مليئة بالأخبار، غير أني أرجو أن تكون أخباراً سارة…
(تدخل ماريا وهي تقول):
ماريا: طاب مساؤكما…
سوسن: ومساؤك يا ماريا…
ابتسام: أهلاً وسهلاً يا مرحبا…
ماريا: ابتسام.. ما هي أخبار عاصم؟
ابتسام: ما المسؤولة بأعلم من السائلة..
ماريا: كيف وأنت شقيقته؟…
ابتسام: صحيح.. ولكن وسائل اتصالي محدودة.. أما أنت فابنة هذا البلد وأنت أدرى مني بالوسائل والطرق…
سوسن: أجل يا ماريا أجل.. هات ما عندك عن عاصم…
ماريا: تلقيت من قريبي في أمريكا ما يفيد بأنه استقبل عاصم ودبر له سكناً مع عائلة أمريكية محترمة، كما ذهب معه في اليوم التالي إلى الجامعة…
ابتسام: ألف شكر لك يا ماريا ولقريبك المحترم…
سوسن: حقيقة أنه يشكر على ذلك…
ابتسام: صدقت يا سوسن، فلولاه لظللنا نعيش في دوامة من القلق.. وإني لأعجب كيف أن عاصم لم يبرق بوصوله أو يرسل أية بطاقة بالبريد المستعجل…
سوسن: ربما شغل عنا بمفاتن العالم الجديد…
ابتسام: أترين هذا يا سوسن؟…
ماريا: والله لو كنت مكانه ما رأيتم مني رسالة طوال العام…
ابتسام: ولكن شقيقي يا ماريا يعرف واجبه نحونا، ولا أظنه تأخر عن الكتابة إلينا إلا لسبب…
ماريا: أرجو ألا يكون صحياً…
سوسن: نعم نرجو من الله أن يكون المانع خيراً…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت وجدي يقول):
وجدي: هل وجدت المحامي المناسب يا فؤاد؟
فؤاد: وجدته…
وجدي: من هو؟
فؤاد: الأستاذ سلامه…
وجدي: أوه تذكرته.. إنه من أبرع محامي هذا البلد، بالإضافة إلى أمانته واستقامته…
فؤاد: إنني أعرفه جيداً وقد كلفته في عدة قضايا تتعلق بشركاتي فكان نعم المحامي الحاذق الماهر..
وجدي: هل اتفقت معه على موعد لتحضر له والدة الطفلين لنشرح له قضيتها؟…
فؤاد: بلى.. بلى.. إنه يرى..
وجدي: إنه يرى ماذا؟
فؤاد: يرى أن يجتمع بوالدة الطفلين في دارك وبحضورك..
وجدي: وحضورك أنت إذا لم يكن لديك مانع…
فؤاد: ليتني أستطيع الحضور في اليوم الذي حدده المحامي لزيارة والدة الطفلين…
وجدي: فليكن ما تريد.. ولكن..
فؤاد: ولكن ماذا؟
وجدي: موضوع الأجور…
فؤاد: اتركها لي فسأتولاها معه…
وجدي: جزاك الله كل خير…
(يدق جرس التليفون فيمسك بالسماعة يقول):
فؤاد: هلو.. من.. الأستاذ منير.. يا مرحبا.. كيف أنت يا رجل.. زمان عن أخبارك وأحوالك هل من جديد؟ ماذا تقول.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. ومتى سيصلى عليه.. اليوم بعد صلاة العصر.. كيف لا.. سأحضر الجنازة.. رحمه الله وسامحه.. مع السلامة.. مع السلامة…
وجدي: من المتوفى يا فؤاد؟
فؤاد: لو قلت لك قد لا تصدق…
وجدي: كيف لا اصدق وأنا أعتقد أن الحياة حق والموت حق.. وكل نفس ذائقة الموت…
فؤاد: ضاهر…
وجدي: ضاهر.. توفي.. كيف؟ مرض.. أم حادث؟
فؤاد: حادث سيارة…
وجدي: كيف؟
فؤاد: كان يقود سيارته بسرعة جنونية، وفي أحد المنعطفات اصطدم بسيارة شحن فكانت القاضية…
وجدي: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ما أكثر ضحايا السيارات! ومع ذلك فكثير من الناس لا يتورعون عن قيادة سياراتهم بسرعة تصل إلى حد التهور…
فؤاد: كان كثير من معارف ضاهر يتوقعون له هذا المصير..
وجدي: يرحمه الله ويلهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وأنا إليه راجعون..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سامي يقول):
سامي: ما بك شاحب اللون، منقبض الصدر.. هل تشكو من شيء؟
عاصم: لا شيء يا سامي. لا شيء..
سامي: كيف يا عاصم ومحياك يكاد ينطق بما يعتمل في نفسك…
عاصم: أحقاً ما تقول أم أنك تمزح..؟
سامي: أمزح.. كيف.. ألا تشعر أنت بشيء مما قلت؟..
عاصم: والله لا أدري يا سامي، منذ مجييء إلى أمريكا وأنا أحس بضياع.. بفراغ، أحس كأني أضعت شيئاً عزيزاً علي جداً ولذلك تراني على ما ترى…
سامي: أمريكا بلد لا يشعر المرء فيه بالفراغ.. إنه على العكس يحس بالزحمة في كل شيء.. لعلّك تشعر..
عاصم: أشعر بماذا؟
سامي: تشعر بفراغ روحي…
عاصم: أجل يا سامي أجل.. لقد خلفت روحي حيث كنت؟
سامي: ومن هي روحك التي تركتها هناك؟ أرجو ألا تكون أجنبية..
عاصم: إنها زهرة من بلدي.. واسمها سوسن…
سامي: لقد طمأنتي يا عاصم لأني أكره وأحتقر كل من يتزوج من غير جنسه… ولكن قل لي..
عاصم: ماذا أقول لك؟
سامي: كنت تدرس معها…
عاصم: أجل وفي البلد نفسه والجامعة نفسها…
سامي: حسناً، ولكن لم فضلت الدراسة في أمريكا؟
عاصم: لم أطلب نقلي ولكني فوجئت بالنقل فلم أجد مندوحة من الامتثال…
سامي: لا بد وأن يداً خبيثة وراء نقلك…
عاصم: لا بد.. لا بد..
سامي: هل تعرفها.. هل تتهم أحداً؟
عاصم: ليس إلا ضاهر خطيبها السابق…
سامي: سوسن كانت خطيبة لشخص اسمه ضاهر، ولكن كيف فسخت الخطبة..؟
عاصم: سأقول لك…
سامي: هات…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ماريا تقول):
ماريا: أين سوسن يا ابتسام؟…
ابتسام: عندها محاضرة في الجامعة…
ماريا: وأنت ألم تكن عندك محاضرات هذا الصباح…؟
ابتسام: لا.. عندي بعد الظهر…
ماريا: ما أصعب محاضرات بعد الظهر يا ابتسام…
ابتسام: أنا على العكس يا ماريا أفضل محاضرات بعد الظهر على محاضرات الصباح…
ماريا: لماذا؟
ابتسام: أنا أدرس إلى ساعة متأخرة من الليل، وعدم وجود محاضرات عندي في الصباح يعطيني فرصة لأخذ قسط وافر من النوم…
ماريا: هذا أولاً..
ابتسام: ثانياً: إذا كان عندي فراغ بعد الظهر فإني سأنفقه في النوم وفي الفسحة…
ماريا: ولم لا يكون في مكتبة الجامعة لتحضير واجبات اليوم التالي من جهة وتوسيع معلوماتك ومعارفك من جهة أخرى…
ابتسام: ولكني أذهب إلى المكتبة بعد الانتهاء من المحاضرات لأني أجد نفسي روتينياً ذاهبة إلى المكتبة.
ماريا: تحليلك معقول وسليم..
ابتسام: ثم إني أجد في الصباح الفرصة لكتابة الرسائل والرد على من يرسلون إلي خطابات..
ماريا: إذن أستأذن..
ابتسام: لماذا؟
ماريا: حتى لا ألهيك عن تسطير الرسائل…
ابتسام: لقد انتهيت من تسطير رسائلي…
ماريا: ودروسك…
ابتسام: أما دروسي ففي الوقت فسحة يا عزيزتي…
ماريا: قد تكون لديك فسحة كافية من الوقت.. أما أنا فكنت في طريقي لشراء بعض الأشياء المنزلية فانتهيت منها بسرعة وكنت بقرب سكنك وسوسن فرأيتني أسير إليه من دون سابق تفكير أو ترتيب…
ابتسام: زيارتك يا ماريا تسعدني وتسعد سوسن دائماً…
ماريا: شكراً.. قولي لي…
ابتسام: ماذا أقول؟…
ماريا: هل من جديد عن أخيك عاصم؟
ابتسام: إنه بخير وقد ورد منه ما يفيد أنه ينتظم دراسته بجد واهتمام ولكن…
ماريا: ولكن ماذا؟
ابتسام: عاصم غير مرتاح نفسياً وروحياً.. إنه يشعر بفراغ…
ماريا: مسكين عاصم… إنني أرثي له وأشفق عليه…
ابتسام: وأنا ألا تشفقين علي؟…
ماريا: أأنت مثله يا ابتسام؟…
ابتسام: أجل يا ماريا.. إنني مسكينة أستحق الشفقة والرثاء…
ماريا: مسكينة يا ابتسام مسكينة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1121  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.