شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإِنسان أكبر من الأَلم
[مهداة - مع التحية - إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب]:
دمدمَ القيدُ يا جراحاتُ ثوري
واملئي الدَّربَ بالدِّماء السَّخينَةْ!
عصَرتْنيَ الآلامُ طفلاً.. فَجوري
تاهَ منِّي الصِّبا بدنيا حزينَة!
* * *
أَيُّ ذكرَى عاشتْ بفكري وقلبي
كانَ فيها لي عالَمٌ ضلَّ عنِّي
كنتُ أَحيا الصِّبا شَغوفاً بكتْبي
والهوَى أَسقِي منه كاساتِ فنِّي
* * *
يا لِذكرَى الأَحزانِ تجتاحُ نفسي!
والأَسى الدامـي يحتوينـي - مضيـتُ!
لَهبٌ كلُّها حياتي وحسِّي
ما الَّـذي فـي الدُّنـا تُرانـي جنيـتُ؟!
* * *
زهرةُ الدنيا أَشفقَ القلبُ منها
لم أَذقْ منها غيرَ كأْسٍ مريرَةْ
ما عرفتُ الأَضواءَ أَسأَلُ عنها
لا ولا طافتْ بالمغاني الكسيرَة
* * *
كلَّما ذُبْتُ في خيالي هموماً
جشَّمتْني صعبَ الطَّريق السَّحيقِ
فهمومٌ تُحيلُ ليلي نُجوماً
وهمومٌ كالسِّجنِ بين الحريق
* * *
والشَّبابُ الفذُّ الحزينُ الكئيبْ!
صامدٌ صلْبٌ قد تحدَّى شرودي
بل تحدَّى آلامَ عمري الغريب
وانْتصرنا به ليشقَى وجودي!
* * *
سُقميَ العاتي ما اسْتطاع نِزالي
إنَّنـي أَقـوَى منه.. مـن كـلِّ كـرْبِ!
عاصفاتُ الأَيّام شاءتْ قتالي
ما كبوْنا لها.. وإنْ ضلَّ رَكبي
* * *
هكذا قال الناسُ ما غابَ عنِّي
ضاعفوا غُربتي وعابوا اعْتزالي!
ليتهمْ قد عُنوا بما ضاع منِّي
إذْ همُ غرقَى في متاه الضَّلالِ
* * *
قد تركتُ الأَهواءَ تُزري بغيري
بـل حمـدتُ الخُطـا إلى درب سِجنـي
بيـن أَوراقـي.. في يَراعـي وشِعـري
بين كتْبي وذكرياتي وفنِّي
* * *
بين أَحلامي والأَماني الجسامِ
وارْتقائي صبراً لآمالِ كبْرَى
واصْطحابي قلباً بعيدَ المرامِ
ليتَهُ يَحيا مرَّةً.. ليس أُخْرَى
* * *
هذهِ من همِّ الحياةِ الرَّهيبَة
تَرتديني كالطَّوق.. هلاَّ تداعَتْ؟!
لستُ أَدري ما سرُّ نفسي الغريبة
بـل إلى أَيـنَ المنتهَـى لوْ تلاشـتْ؟!
* * *
قَدري أَن أَعيشَ في ليلِ عمْرِي
أَرقبُ الإِصباحَ الذي لا يَجيءْ!
وأُنادي الأَمسَ الضنينَ وفجري:
كيف أَنواري أَصبحتْ لا تُضيء؟!
* * *
لكنِ الإِحساسُ الذَّبيحُ يُغنِّي
والأَحاسيسُ في صراعٍ مديدْ
مأْملي أَقوَى من عذابي ومنِّي
بلْ إِراداتُه نِضالٌ جديد
* * *
قوَّتي من عقيدتي في إِلهي
وابْتهالي دوماً بحمدٍ وشكْرِ
لن يضامَ الإِنسانُ عند إلهي
ليس بعد الإِيمان أَرجو لأَمري
* * *
كلُّ آلامي أَحتويها بصدري
خفقاتٌ أَجترُّها في صمودِ
والفؤادُ المكلُوم أَسقيه صبري
سوف أَحيا في عالمٍ من ورودِ
* * *
شاكياً لا يُضنيه هولُ البكاءِ
فَيغنِّي كساخرٍ من وجودِهْ
فهْو أَقوى من عاديات الشِّتاءِ
وهْو صَلْبٌ يَعلو كيانَ جدوده
* * *
إِنَّه قلبي الشَّاعريُّ الكبيرْ
وهْوَ خلاَّقُ الفنِّ خِلُّ الجمالِ
صانعٌ للأَمجاد عبرَ العصور
سوف يبقَى بالحبِّ سامي الخِلال
* * *
يزرعُ النُّورَ في دربِ الحيارَى
آملاً يرقَى عالَم الأَصفياءِ
يَقتفي خَطوى مشفقاً لا يُباري
فَهْو قلبي الوحيدُ في الأَوفياءِ
* * *
يا رفيقَ الآمالِ حسبُ مُنانا
أَنْ تُناجينا اليومَ عند الأَميرِ
(فيصـلُ بـنُ الفهدِ) المضـوِّي حِمانـا
مُشرقٌ بابْتسامِه كالزُّهور
* * *
فرئيسُ الشّبابِ يرعَى الفنونا
والثَّقافاتِ والشَّبابَ الطُّموحا
إنَّهُ يَبني للحياةِ الْحصونا
وبتكريمِه سيأْسو الجروحا!
* * *
فهْو للآداب الرئيسُ المعنَّى
عزَّ روَّادُها بتلك النَّوادي
وأُنادي: يا صَحْبُ هيَّا تَمنَّى
يا صحابَ الأَفكارِ هذي النَّوادي
* * *
ليتكمْ تَعمُروا بها الأُمسياتْ
ونرَى المأْملَ القديمَ الجديدا
وحدةٌ للإِعلام والذِّكرياتْ
تَرتدي إِجلالاً ورأْياً سديداً
* * *
يا رِفاقي ميدانُكمْ لا يُضاهَى
أَسهِموا في إِعلائِه بالتَّآزُرْ
أَخلصوا للآدابِ في منتَداها
عزِّزوا إمكاناتِها بالتَّناصُرْ
* * *
فالأَميرُ الباني يريدُ الثِّمارا
نهضةً للأَفكار تَشتدُّ فينا
وبلادٌ تُريدُ منَّا ازْدهاراً
موطنُ النُّورِ يَستعيدُ الفنونا
* * *
أَتُراني بلَّغتُكمْ يا رفاقي
فرسالاتُنا عظيمٌ مداها
والرِّعاياتُ للشَّباب تُلاقي
جهدَنا بالتَّكريم يُعلي الجِباها
* * *
حسبُنا من أَميرنا أَنْ دعانا
فنلبِّي في موكب المبدِعينا
نَبتني صرحَ الفِكر حتى يَرانا
قد أَقمنا آدابَنا مخلصينا
* * *
فخرُنا في العطاء صدقاً وفنَّاً
يَرتقي في بلادنا كلُّ جانِبْ
ونُعيدُ الأَمجادَ.. والكلُّ يَهنا
في حياةٍ تَزهو بكلِّ الجوانب
* * *
والتَّحيَّاتُ للأَمير المفدَّى
وهْو يسعَى بالعزم والحزمِ حتَّى
يَشهدَ الغرسَ مثمراً يتبدَّى
باركَ اللَّهُ في جهادٍ تأَتَّى:
* * *
في ظلالٍ من الرِّعايةِ تبقَى
دعوةَ الجِدِّ للفنون الجميلَةْ
رمزَ إِيمانٍ بالشَّباب ليرقَى
ساميَ النَّهج في خُطاهُ الجليلةْ
المدينة المنورة: سنة 1401هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :620  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.