شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ محمد علي الصابوني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، نحمد الله تعالى ونصلي ونسلم على صفوة خلقه سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أيها الأخوة الأفاضل.. سماحة الشيخ الجليل له في نفسي كل حب وتقدير وكل إجلال وإكبار لا لمنصبه الديني الرفيع، وإنما لتميزه بصفات نبيلة جليلة، سَمَتْ به إلى ذروة العلياء، فكان بحق مفخرة العلماء في لبنان في زمن كثر فيه المداهنون وقَلَّ فيه العلماء المخلصون، لسان حاله يقول ما قاله الإمام الجرجاني -رحمه الله-:
ولم أقضِ حق العلم إن كان كلما
بدا طمعٌ صيرته ليَ سلما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلـة
إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو أظلموه في النفوس لأظلما
 
أي لأظلمهم.
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا
محياه بالأطماع حتى تجهما
 
إن أول ما خص الله عز وجل به هذا الرجل الفاضل الذي نحتفي به اليوم أنه عالم رباني، ومعنى العالم الرباني الذي يجهر بالحق ويصدع به ولا يبالي في الحق لومة لائم، العالم الرباني هو الذي أشار إليه الله عز وجل بقوله: الذي يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً غير الله، العالِم الرباني هو الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله.. الله عز وجل عناهم أيضاً بقول: ولكِن كُونُوا ربَّانِيينَ بِمَا كُنتُم تُعَلِّمونَ الكتابَ وبِمَا كُنتُم تَدرسُونَ (آل عمران, الآية: 79).. سيد الخلق يبين لنا العالِم الحقيقي الذي يفخر به الناس فيقول صلوات الله عليه: "العلم علمان: علم في القلب، فذاك العلم النافع، (ذاك مقرون بالعمل) وعلم على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم".
الأمر الثاني: اختص به المحتفى به العلامة فضيلة الشيخ القباني أنه رجل علم ورجل فقه ورجل عمل، اقترن علمه بعمله والعلم الذي لا يقترن بالعمل وبال على صاحبه، فالله عز وجل الذي رفع قدر العلماء بقوله عز وجل: قُلْ هَلْ يستَوِي الذينَ يَعلَمُونَ والذينَ لا يَعْلَمُونَ إنَّما يَتذَكَّرُ أُولُوا الألْبَابِ (الزمر, الآية: 9). اللهم اجعلنا من أولي الألباب، هذا الثناء من الله عز وجل عليهم، الله الذي أثنى عليهم هو الذي ضرب أشنع وأقبح الأمثال لمن لم يستفد بعلمه، كان العلم سبباً لشقائـه، مَثَّل لـه بالكلب، فَمَثلُه كَمَثَلِ الكَلْبِ إن تَحمِل عَلَيهِ يَلْهَثْ أو تَتْرُكهُ يَلْهَث (الأعراف, الآية: 176)، ومَثَّل لـه بالحمـار، مَثَلُ الذينَ حُمِّلُوا التَّوراةَ ثُمَّ لَمْ يَحمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحمِلُ أسْفَاراً (الجمعة, الآية: 5)، ماذا ينتفع الحمار لو حملنا فوقه خزانة كتب من أنفس الكتب، لا يستفيد إلا التعب والعناء، فالله عز وجل خص هذا الرجل بهذا المنصب الرفيع عن جدارة، ولذلك ما اختير من قبل الحكام والرؤساء إنما اختاره أهل العلم الذين يسبرون غور الرجال ويعرفون قدرهم، هذا الرجل من لداتي، أنا وإياه متقاربان في السن هو أكبر مني وأنا ولدت قبله، لكنه يفضلني بالجرأة، وأنا أكبر وأجل فيه تلك الجراءة والصراحة لا بين العامة بل بين الحكام أيضاً، وأرفع قدره عندما سمعته يخرج بمظاهرة يتقدمهم الشيخ بقامته وهيبته يخرج لينكر على رئيس دولة أنه أراد أن يلغي بعض الأحكام الشرعية، يتزوج النصراني بالمسلمات وهذا يخالف شرع الله ودينه، وقف موقفاً حازماً ولم يبال بأحد ثم قال كلمة تكتب بماء الذهب، قال: إن اليد التي تمتد إلى شريعتنا وديننا وأحكامنا ستقطع، ستقطع، هذه جرأة ينبغي أن نشكره عليها.
نسأل الله أن يبارك في جهاده ونحن في زمن أيها الأحباب كثر فيه الخطباء وقل فيه الفقهاء، كثر فيه المراءون والمنافقون لينالوا شيئاً من حطام الدنيا، يفتون بغير ما حكم الله عز وجل، سمعنا من يقول لأعداء الإسلام: اخلعوا هذا الحجاب عن المرأة المسلمة، طالما قوانينكم لا يمكن أن تستقبل أو تقبل مثل هذا فاخلعوا عنها الحجاب، ما هذه المواقف المخزية لهؤلاء الذين قال عنهم الله عز وجل فيهـم: إنَّ الذينَ يَفترُونَ على اللهِ الكَذِبَ لا يَفْلَحُونَ (يونس, الآية: 69). نسأل الله أن يكثر من علمائنا الأفاضل المجاهدين المناضلين الذين يقولون قولة الحق ولا يخافون لومة لائم، وأكرر شكري وثنائي لفضيلة المحتفي بهذا الرجل الذي يستحق منا كل إجلال وإكبار وأن تكون هذه الليلة المباركة سبباً لنستعيد فيه نشاطنا وقوتنا وجرأتنا في قول الحق اقتداءً به، جزاهم الله كل خير والحمد لله رب العالمين.. والسلام عليكم ورحمة الله..
عريف الحفل: والكلمة الآن لفضيلة القاضي الدكتور خالد محي الدين قباني رئيس غرفة في مجلس شورى لبنان ورئيس المجلس الإداري لأوقاف بيروت.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :815  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.