شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حمزة شحاتة بين بؤس الحياة وعبقرية الفنان
- يُحمد لنادي جدة الأدبي احتفاؤه بالشاعر الأديب الكبير حمزة شحاتة رحمه الله من خلال ملتقى (قراءة النص)، والذي قدّم على مدى عقد من الزّمن قراءات أدبيّة ونقديّة مختلفة شاركت فيها شخصيّات أدبيّة وفكريّة محلّية وعربيّة، ولكن احتفاء النادي بـ(شحاتة) على خلفية أنّ الشّاعر عاش جزءًا كبيرًا من حياته في ربوعها وتغنى بشطآنها وبثّ همومه وأحزانه في لياليها المضيئة؛ فإن هذا الاحتفاء يحمل سمة الوفاء لرائد من روّاد الشّعر في المملكة العربية السعودية، ولولا أنّ (شحاتة) كان يميل إلى العزلة وينفر من الأضواء لكان موقعه في خارطة التجديد في القصيدة العربيّة لا يقّل عن دور روّاد مدرسة الدّيوان من أمثال العقّاد وعبدالرحمن شكري وإبراهيم المازني، ورموز مدرسة أبوللو من أمثال أحمد زكي أبوشادي، وإبراهيم ناجي، ومحمّد عبدالمعطي الهمشري، ومصطفى السحرتي، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمود أبوالوفاء، بل إن (بيان حمزة شحاتة الشّعري) مقدّمة كتاب شعراء الحجاز في العصر الحديث والذي صدر عام 1370هـ ـ 1950م يتزامن مع انطلاقة الشعر التجديدي أو (الحر) كما ينعتونه على يد الرائدة نازك الملائكة، حيث وصف النقّاد ديوانها (شظايا ورماد) الصادر عام 1949م بأنّه من أبرز التّجارب المؤسّسة في حقل الشّعر الحديث.
- ويصف النّاقد الكبير عبقرية الشّاعر شحاتة بقوله: (كان ينشد الإجادة والإتقان في كلّ شيء كإجادة الموسيقى والعزف كـ(هاوٍ) ومعرفته للألحان، ومقامات الغناء، هذا الأمر جعل شحاتة نسيج وحده بين مجايليه، فريدًا في هذا المنحى، فلم يُرضِ طموحه سوى السّمو لأعلى الدرجات في الإبداع) (انظر: مقدمة كتاب "قراءة نقدية في بيان حمزة شحاتة الشعري").
- بعد كتابة هذه المقدمة نزح (شحاتة) إلى مصر؛ ولكنّه آثر الصمت لأنّه كان يسعى لتعليم بناته وتنشئتهن، وعندما نُشر تحقيق عن شخصيته الأدبيّة والشّعرية في إحدى الصّحف المصريّة، سأله أحد جيرانه في الحي الذي كان يسكنه إذا ما كان هو الشخص الذي عنته بالإشادة تلك الصحيفة، فنفى نفيًا قاطعًا، وأوصد باب داره خلفه. ويعرف صديقنا الشاعر الأستاذ محمّد صالح باخطمة عن الحقبة التي عاشها الشاعر بعيدًا عن الوطن الكثير، وأخاله بصدد إخراج كتاب عن ذكرياته مع (شحاتة). ومن أكثر الأدباء المعاصرين معرفة به لأنّهم جلسوا إليه واستمعوا لأحاديثه التي كانت مثار إعجاب الكثير الأستاذان عبدالله جفري وحمزة إبراهيم فودة.
إن انعقاد هذا الملتقى يدعوني للتوجّه لمعالي وزير الثّقافة والإعلام السيّد إياد مدني، بأن تقوم الوزارة مع إحدى المؤسسات الثقافية والفكرية بتخصيص جائزة تحمل اسم (شحاتة) تقديرًا لدوره الرائد في أدبنا المعاصر كأديب جمع بين الإجادة في كثير من الفنون وفي مقدّمتها الشّعر والنّثر إضافة إلى رؤيته الفلسفيّة للحياة والتي تعكسها بعض قصائده ومنها قصيدته القافيّة ذات الجرس الشّعري العالي وتقول بعض أبياتها:
أيّها الكادحُ الّذي اتّخذَ الوَعْـ
ـرَ سبيلاً إلى السَّعادةِ رِفْقَا
هيَ وَهْمٌ مجدّدٌ أنتَ مِنْهُ
في نِضَالٍ بِه تَنوءُ وتَشْقَى
وهي لُغْزٌ تَمْضِي الحياةُ ولا تَكْـ
ـشِفُ عنهُ الظُّنونُ خرقًا ورَتْقَا
كمْ سَرينا على سنَاهَا حَيارَى
نركبُ الوَعْرَ والعَواصفَ خرقَا
وانْتشينا بِها خَيالاً مِن الرَّا
حة أحنى مَهدًا وأنضرَ أُفْقَا
فإذا نَحنُ في كفاحٍ مَريرٍ
بين سارٍ على الكِلالِ ومُلْقَى
قُلْ لِمَنْ يبتغِي المذلَّةَ بالصَّـ
ـبرِ عَليها قَدْ ارتضيتً الأشقَّا
إنّمَا الصَّبرُ، والمنيَّة غَيبٌ
أنْ تخوضَ الغمارَ غيرَ مُوقَّى
كمْ نَجا مِن كَريهةٍ مُستميتٌ
وأصابتْ سِهامُها مَنْ توقَّى
حكمةٌ أنْ تُصانَ بالصِّبرِ والذُلِّ
حياةٌ لو أنَّ حيًّا سيبقَى
غيرَ أنَّ البقاءَ أحبولةَ المَو
تِ أقيمتْ لنا نُسورًا وورقَا
شَرِبَ النَّاسُ بالرَّذيلةَ صَفْوًا
وشَرِبنا على الفضيلةِ زنقَا
 
 
طباعة
 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .