شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور حجاب الحازمي))
بسم الله الرحمن الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من أين أبدأ لا نثرٌ يطاوعني
ولا هزار لِشَدْوِ الشعر يأتمر
النثر غابت عن الساحات طلعته
والشعر أقوى فلا يبدو له أثر
الشعر كانت له الصولات أعرفها
يحيا بها القفر إن عاجت به الفكر
ألم يكن حينما أدعو عرائسه
نحوي تبادرني الأصداف والدرر
والنثر إن رضته جاءت سحائبه
رعداً وبرقاً، ويهمي بعدها المطر
واليوم أجْفَلَ عني واختفى عنتاً
سحر البيان، فهلاً جاء يعتذر
ما بال ذاك الخميل النضر؟ كيف ذوت
أزهار ناديه حتى صوّح الزهر
أخانه النبع؟ أم جفت جداوله
فغادرت ساحة الأطياف والصور
أولى بشعري وقد أعيا تَطلُّبَهُ
أن يدرك الفضل، يغشاه ويبتدر
وكيف يخشى مقام المحتفين به
في يوم تكريمه الزاهي وينتقر؟
لربما أخرست شعري عوارفكم
ولم يطق شكرها فانتابه الخور
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فهذه ليلة من ليالي العمر الاستثنائية التي تعجز فيها الكلمات عن التعبير عنها وعن أجوائها الجميلة بما يتناسب وطقسها الرائع إنها ليلة من ليالي التكريم التي عبرت عن بعض وقعها على نفسي في إحدى مناسبات التكريم الكثيرة التي شرفت بها في عدد من المواقع -ولله الحمد والمنة- فقلت في أحد الأبيات:
ولقاء التكريم أغلى من الحب
وأعلى من ناطحات السحاب
وما دامت كلماتي عاجزة عن التعبير في هذا المساء عما أريد فلعلي ألجأ إلى التعبير عما تكنه المشاعر بوسيلة أخرى هي الدمع غير المنظور مقتدياً بذلك الشاعر الجميل الذي ربما ساعفته هذه الوسيلة فعبر بها عن مكنونه حين أنشد:
شكرت جميل صنعكم بدمعي
ودمع العين مقياس الشعور
وسأضيف إلى دمع العين دمع القلب المبتهج بصنيع صاحب الاثنينية وبحضوركم -أيها الأحباب- في هذا الجو المشبع بصادق مشاعر النبل، المفعم بسابغ الأفضال من أخ كريم مفضال، هو صاحب الأيادي البيضاء على الفكر والثقافة، مؤسس هذه الاثنينية وراعيها الأستاذ الأديب الوجيه عبد المقصود خوجه جزاه الله خيراً على ما بذل ويبذل، واسمحوا لي أن أتقدم إليه بخالص الشكر ووافر التقدير على تلطفه بدعوتي لهذا التكريم الذي هو أهله ومعدنه؛ لأنه بهذا الصنيع قد أفضل عليّ مرتين: حينما خصني بالاحتفاء في هذا المساء المبارك، وحينما جمعني بهذه الصفوة من العلماء والمفكرين الذين يمثلون خيرة رجالات الفكر والأدب ممن تتقازم قامتي القصيرة بجانب قامة أيِّ منهم؛ لأنهم كلهم أصحاب علم وفضل لا أطاوله، وهذه المكرمات التي نفحني بها هذا الرجل الكريم هي من صنائع المعروف التي لا يجيدها سوى عظماء الرجال، وعبد المقصود خوجه الذي ورث عن والده هذه الخلال يأتي في مقدمتهم.
أيها الإخوة الحضور لئن جئت إلى هذا الكرسي بعد أن سبقني إليه أكثر من أربعمائة أديب وعالم ومفكر ربما كانوا كلهم أو جلّهم أولى مني به، فلقد احتفت بي هذه الاثنينية وصاحب هذه الاثنينية منذ وقت مبكر جداً وكرمتني كما كرمت أعداداً كثيرة من أدباء المملكة وأدباء العروبة، كرمتني بتواصلها وعطاياها المتمثلة في سيل مطبوعاتها الثقافية المميزة، تلك المطبوعات التي أعادت للأدب في المملكة توهجه وألقه ولقد كانت مطبوعات الاثنينية تأتيني مشفوعة برسائل أدبية راقية، من أديب كبير يتقن انتقاء العبارات الراقية وإني لأعتز بحفظ عدد كبير منها، ولم تكتف الاثنينية وصاحبها المفضال بكل ذلك، بل خاطبتني في بعض تلك الرسائل الجميلة كواحد من ذوي الرأي والمشورة فيها طالبة رأيي المتواضع في بعض مشاويرها الثقافية الرائدة، كل ذلك وغيره كان وما زال محل تقديري لهذه الاثنينية المباركة ولصاحبها ولمنجزها الثقافي الكبير، فشكراً عبد المقصود خوجه.. وشكراً اثنينية عبد المقصود خوجه.. شكراً لهذا العطاء المتدفق في أنهار الثقافة وشرايين الوطن، شكراً أيها الإخوة الحضور الذين أكرمتموني بحضوركم وحواراتكم وغمرتموني بفيض من كريم أخلاقكم ومودتكم.
قصتي مع الحرف والكلمة:
أما قصتي مع الحرف والكلمة فلربما كانت شبيهة بقصص كثير من المحسوبين على ناديها، الكارعين من حياضها، إن لم تكن من أقل قصص بداياتهم شأناً، ومع ذلك وجرياً على سنن الاثنينية فسأقدم عنها لمحات، وإن كان الحديث عن النفس من أصعب الأحاديث وأكثرها على الكاتب حرجاً، غير أنني في هذه الليلة مطالب بشيء من هذا، وأرجو أن أوفق فيه.
- ولادتي كانت في مدينة (ضَمَدْ) بمنطقة جازان وهي مدينة علمية تأريخية عرفت بالعلم والعلماء والشعر والشعراء منذ وقت مبكر فهي بلدة شاعر القرن السابع: القاسم بن علي هتيمل الضمدي (883-990هـ) وبلدة علي بن عبد الرحمن البهكلي علامة القرن الحادي عشر (1073-1114هـ) وابنه علامة القرن الثاني عشر: الحسن بن علي بن عبد الرحمن البهكلي: (1099-1155هـ)، وبلدة علامتي القرن الثالث عشر: الحسن بن أحمد عاكش (1230-1290هـ) والعلامة الوزير: الحسن بن خالد الحازمي: (1188-1234هـ) وبلدة علامتي القرن الرابع عشر: أحمد بن حسن عاكش (1328-1388هـ) والعلامة يحيى بن موسى بن عباس الحازمي (1321-1367هـ) وهذين الأخيرين كانا من قضاة الملك عبد العزيز رحمهم الله.
وهؤلاء العلماء الأفاضل يمثلون نماذج لعدد من العلماء الذين احتشدت بهم هذه المدينة العلمية في تلك القرون وبعضهم ترك تراثاً علمياً وتأريخياً حافلاً بعضه تم تحقيقه ونشره وبعضه ما يزال مخطوطاً.
وهذه المدينة ذات الإرث الحضاري العريق ولدت بها ونشأت في أسرة علمية معروفة، فوالدي العلامة يحيى بن موسى بن عباس الحازمي (1321-1367هـ) كان من أكابر علماء منطقة جازان وكان أحد قضاة الملك عبد العزيز حتى توفي -رحمه الله- عام 1367هـ وجد والدي ووالدتي عباس بن إبراهيم الحازمي (1338هـ) كان من كبار علماء المنطقة في عصره وكذلك ابنه العلامة (إبراهيم بن عباس بن إبراهيم الحازمي) (1338هـ) وهو جدي لأمي كان من العلماء الربانيين المشهورين في المنطقة وكانت والدتي معلمة للقرآن الكريم وعلى يديها تلقيت تعليمي في القرآن الكريم مع عدد من لداتي وأقاربي وبعد أن ختمت القرآن الكريم (بالطريقة التقليدية) التحقت بالمدرسة الابتدائية التي كانت في بدايات التأسيس الرسمي غير أني تركتها بعد فترة قصيرة لعدم انتظام الدراسة فيها والتحقت بمدرسة علمية أسسها في مدينة ضمد الداعية الكبير العلامة الشيخ/عبد الله القرعاوي وهذه المدرسة كانت تعد طلابها للالتحاق بمعهد صامطة العلمي حيث بقيت بها ثلاث سنوات، بعدها تم التحاقي بمعهد صامطة حيث أكملت به دراسة المرحلة التمهيدية والمتوسطة والثانوية كما هو موضح بالسيرة الذاتية.
وهكذا فقد كان لهذه البيئة العلمية التي نشأت فيها أثرها الكبير على حياتي العلمية والعملية.
توفي والدي -رحمه الله- قبل أن أكمل سنتي الثانية من عمري فحافظت والدتي -رحمها الله- على تراث الأسرة العلمي المخطوط والمطبوع الذي كان غالبه في خزائن منزلها وظلت خلال رعايتها لي تذكرني بواجبي الكبير نحو هذا الإرث العلمي وتوجهني برغم صغر سني للالتحاق ببعض الحلقات العلمية التي كان يقيمها بعض علماء البلدة من زملاء والدي في منازلهم وتوعز إليهم بتذكيري بمكانة والدي العلمية وبمكانة أسرتنا لتوقظ في نفس ابنها الحماس، وذلك ليتمكّن من إكمال رسالة هذه الأسرة العلمية والحفاظ عليها.
وهكذا وجدتني منذ صغري محاطاً بذلك الإرث العلمي المطبوع والمخطوط داخل منزل الأسرة، وبتلك السير العطرة لعلماء الأسرة وعلماء البلدة وعلماء المنطقة التي تصك مسامعي صباح مساء، مدفوعاً بتلك الرعاية الحانية من الوالدة الحريصة على أن يكون وحيدها، امتداداً لتلك الأسرة العلمية يحافظ على تراثها ويكمل بعض مشاويرها العلمية.
ولقد شجعتني -رحمها الله- على القراءة الحرة منذ بدايات خطواتي التعليمية، فكان اهتمامي لا يقف عند الكتب المقررة فقط، وإنما أحاول قدر الإمكان أن أبحث عن الجديد، وحين أتممت المرحلة الثانوية كنت قد كوّنت لنفسي حصيلة معرفية لا بأس بها، مكنتني من نشر أول مقال لي في الشهر الأول من التحاقي بكلية اللغة العربية في الرياض حيث نشر في صحيفة الدعوة الأسبوعية قبل أن تصبح مجلة، وفي العام نفسه تجرأت على كتابة مقال أدبي آخر وأرسلته لمجلة اليمامة فنشره شيخنا حمد الجاسر دون أن يحذف أو يعدل فيه جملة واحدة فكان ذلك جواز مرور لمواصلة الكتابة في صحف العاصمة وبعض صحف المملكة، وفي تلك السنة بدأت صلتي الأدبية بكتب الأدب شعراً وروايات وقصصاً ودراسات، الأمر الذي حفزني على مزيد من القراءة، فكنت أذهب إلى إحدى المكتبات العامة في شارع الوزير بالرياض واسمها آنذاك (المكتبة الوطنية) وكنت أقضي فيها الساعات قارئاً ومنقباً، وبتوجيه من بعض أساتذتي في الكلية فقد اقتنيت عدداً من كتب طه حسين وبعض كتب الرافعي وبخاصة الأدبية منها وبعض كتب المنفلوطي وجبران خليل جبران وبعض الروايات المترجمة إلى جانب بعض كتب شوقي ضيف وبعض كتب الزيات وبعض كتب مارون عبود. وفي العام الثاني من التحاقي بالجامعة نشرت لي أول قصة قصيرة في صحيفة الجزيرة، وكان في نشرها في أعلى الصفحة تشجيعاً كبيراً لي وحفزاً على الاهتمام بكتابة القصة ولو على حساب الشعر الذي بدأت محاولاتي الجادة في كتابته خلال المرحلة الثانوية.
- وفي السنة الثانية أيضاً بدأت مشاركاتي في المسابقات الثقافية في الإذاعة وفي التلفزيون وعلى مستوى الكلية فقد فزت في الإذاعة بالمركز الأول في مسابقة عن كتاب النقد الأدبي أصوله ومناهجه لسيد قطب وكانت المسابقة قد عقدت بصالة محاضرات الكلية وحضرها جمهور كبير من الطلاب والأساتذة، وفي التلفزيون شاركت في مسابقتين عامتين ضمن عدد من زملائي كما شاركت في مسابقة بحثية داخل الكلية عن كتاب (الأسلوب) لأحمد الشايب حققت فيها المركز الأول.. وكان لهذه المشاركات وما حققته فيها من نتائج طيبة آثارها الكبيرة على مستقبلي الأدبي فقد فتحت أمامي آفاقاً واسعة وشجعتني على مزيد من القراءة والاطلاع والمتابعة، كما حفزّتني على الكتابة فأخذت أوالي نشر بعض الدراسات الأدبية والنقدية، وأشارك أحياناً في بعض القضايا الأدبية أو النقدية المثارة في الصحف، وهكذا وجدتني في تلك الفترة منجذباً لعدد من الألوان الأدبية، فالقصة القصيرة تستهويني كتابتها -برغم صعوبتها- والشعر متنفسي الأول. وإن كنت ما زلت أتردد في نشره. والمقالة الأدبية والدراسات الأدبية تستأثر بالاهتمام الأكثر، وهذه، وتلك تتطلب مزيداً من القراءة الجادة، ومزيداً من الاطلاع. وأحمد الله أن كل ذلك كان داعماً لمشواري الدراسي النظامي.. وحين تخرجت في الجامعة كانت لدي بعض العوائق التي تحول بيني وبين إكمال مشوار الدراسات العليا فانخرطت في العمل التربوي معلماً في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ومع ذلك ظللت حفياً بعشقي المعرفي، فلم تنقطع صلاتي بالقراءة ولا بالكتابة ولا بالمشاركة في الصحف والمجلات المحلية، شعراً وبحوثاً ودراسات، وفي هذه المرحلة تضاعف اهتمامي بالشعر بحكم انتمائي عضواً مؤسساً بنادي جازان الأدبي وبسبب الدعوات التي كانت توجه إليَّ للمشاركة في بعض المناسبات الوطنية وغير الوطنية وكذلك للمشاركة في بعض الأمسيات الشعرية، غير أنني لم أبادر إلى نشره لأسباب أحتفظ ببعضها لنفسي.
وفي عام 1401هـ نشرت مجموعتي القصصية الأولى: (وجوه من الريف) التي قدمها لي صديقي الأستاذ الأديب الشاعر: أحمد بن يحيى البهكلي تقديماً أدبياً نقدياً رائعاً، ولأن القصة القصيرة في المملكة كانت في بداياتها آنذاك فقد حظيت تلك المجموعة باهتمام كبير وكتبت عنها عددٌ من الدراسات والتقريظات وقدم بعضها في الإذاعة السعودية تمثيلاً بعد أن أُعد لها (السيناريو) المناسب، وترجمت إحداها إلى الإنجليزية، ونفدت طبعتها الأولى والثانية في العامين الأولين من نشرها ومع هذا التشجيع الكبير، إلاّ أنني وجدتني منجذباً إلى الدراسات الأدبية والنقدية وبخاصة دراسة ما له صلة بأدب وشعر وتراث المنطقة (جازان) ذلك لأنني أحسست بأنني محاط بإرث ثقافي عظيم كتب عن بعضه الكاتبون، ومع ذلك فما زال مجال القول فيه واسعاً، فأخذت أكثف جهودي المتواضعة لسدّ بعض الثغرات التي أرى لزاماً عليَّ سدها قدر الإمكان، وفي هذا المجال فقد نشر عدد من الدراسات وبخاصة عن الشعر والشعراء في منطقة جازان قديمهم ومعاصرهم وكان آخرها كتابي: (الشعر والشعراء في جازان خلال ثمانية قرون) كما نشر لي قبل ذلك كتاب عن النقد الأدبي ونشر لي أيضاً كتاب عن تاريخ التعليم في المنطقة، إلى جانب كتب تتناول موضوعات أخرى لا تبتعد كثيراً عن اهتماماتي الأساسية وكلها جهود متواضعة لا زلت أسعى إلى تحسينها والإضافة إليها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولربما أتت تلك الاهتمامات -مع قلتها- على حساب القصة والاهتمام بها، حيث إنني لم أكتب بعد نشر المجموعة القصصية الأولى سوى عدد يسير جداً من القصص القصيرة التي لم أجد وقتاً لجمعها أو الإضافة إليها، بعكس الشعر الذي ما زال يسرقني من وسط اهتماماتي الأخرى وإن كان لم يحظَ بالاهتمام المناسب، مع أنه قد نشر لي منه أكثر من ثلاثين نصاً في عدد من الصحف والمجلات وكتب الدراسات الأدبية، إلاّ أنه لم ينشر لي منه ديوان يحمل اسمي حتى الآن، وهكذا فقد أخذتني الدراسات الأدبية إلى ساحاتها التي ما زلت أحاول ارتياد بعض حقولها الغنّاء، وبقي لاهتماماتي الأدبية الأخرى فضول وقت لا تكفيها ولكنها قد رضيت به على مضض.
هذه لمحات عن بعض مشاويري مع الحرف والكلمة.
أمَّا عن مشواري العملي الرسمي وغير الرسمي فهو لا يختلف كثيراً عن مشاوير الآخرين العملية فقد عينت بعد تخرجي من كلية اللغة العربية بالرياض في عام 1389هـ معلماً بمعهد نجران العلمي وفي السنة الأولى كلفت بالتدريس في المرحلتين المتوسطة والثانوية وأضيف إليَّ تدريس مواد دراسية من مواد التربية الإسلامية، ومن مواد الاجتماعيات إضافة إلى عدد من مواد اللغة العربية، وقد تخففت من بعضها في السنتين الأخيرتين..
وكنت خلال فترة عملي في معهد نجران العلمي التي استمرت ثلاث سنوات مسؤولاً عن النشاطات الثقافية في المعهد كالإذاعة والمسرح والإشراف على بعض النشاطات الصفية وغير الصفية مما له علاقة بالنشاط الثقافي.. كما كنت مشرفاً على لجان الاختبارات بالمعهد.
لا أتحدث عن جهودي وجهود زملائي أعضاء مجلس إدارة النادي وعلى رأسهم نائب رئيس النادي الأستاذ أحمد بن يحيى البهكلي ولا ما حققه النادي من نجاحات سواء في مجال النشاطات الأدبية والثقافية المنبرية أو في مجال المطبوعات أو في مجال رعاية الأدباء الشباب وتشجيعهم ولكنني فقط أود أن أشير إلى بعض المحطات المهمة، ومنها:
1- النادي الأدبي في جازان استحدث ورشة خاصة بالأدباء الشباب (سميناها: الاثنينية) وبدأت نشاطاتها منذ عام 1414هـ واخترنا للإشراف عليها هيئة من الشباب أنفسهم يختارونهم وترصد لهم مكافأة شهرية من النادي، ويجري تجديد دمائهم كل ثلاث سنوات بعد تقويم عطائهم..
2- النادي نشر لمعظم أدباء منطقة جازان على كافة المستويات واهتم كثيراً بأدباء الشباب ويندر أن تجد أديباً منهم لم تنشر مجموعته الشعرية والقصصية الأولى في النادي.
3- كما نشر لبعض أدباء المملكة ولبعض الأدباء العرب البارزين المقيمين في المملكة.
4- النادي تبنى إصدار سلسلة من الرسائل الجامعية التي تتناول جوانب أدبية أو تاريخية أو تراثية للمنطقة.. وفي هذا الجانب كان العدد السادس من هذه السلسلة قد صدر قبل عام 1427هـ وبعضها يقع في ثلاثة مجلدات وغالبها لأكاديميين من أبناء المنطقة.
5- نادي جازان الأدبي أصدر دورية سماها (مرافئ) وكان لها صدى أدبياً وثقافياً جيداً، رأس تحريرها: نائب رئيس النادي الأستاذ أحمد بن يحيى البهكلي تعاونه هيئة تحرير أذكر منهم الدكتور حسن حجاب الحازمي، والدكتور علي حسين الصميلي، والدكتور محمد حمود الحبيبي وآخرين.
6- كما أصدر نشرة دورية سماها: (أصوات) واستكتب لها الشباب ورأس تحريرها عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ عبد الرحمن محمد الرفاعي.
ومن المحطات الثقافية التي أعتز بها:
1- رئاستي للجنة الثقافية في المنطقة الخاصة بالاحتفاء بمئوية تأسيس المملكة.
2- اختياري مستشاراً ثقافياً في الهيئة العليا للسياحة في المملكة أثناء مرحلة التأسيس.
3- دعوتي السنوية لحضور فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ عام 1408هـ والمشاركة في حواراته ومداخلاته وإدارة ندواته.
4- مشاركتي في حضور الندوة التي أقامتها دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع مؤسسة الأهرام الصحفية بالقاهرة بمناسبة مرور عشرين على تولي الملك فهد مقاليد الحكم في المملكة.
5- مشاركتي في تمثيل المملكة بمهرجان جرش عام 1407هـ.
6- اختياري لعضوية مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية.
7- اختياري شخصية العام الثقافية في جائزة الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز للتفوق في عام 1430هـ.
8- احتفاء اثنينية عبد المقصود خوجه في هذا المساء بشخصي الضعيف.
- احتفاء أساتذتي وزملائي وإخواني بهذه المناسبة سواء أولئك الذين تجشموا عناء السفر أو من تفضلوا عليَّ بالاتصال التلفوني مهنئين أو كل من شرفوني بحضور هذه المناسبة العامة.
وحين انتقلت إلى التعليم العام في وزارة المعارف بمنطقة جازان عملت معلماً في المرحلتين المتوسطة والثانوية وكنت مسؤولاً عن بعض النشاطات المتعلقة باللغة العربية إلى جانب النشاطات التعليمية الصفية. وبقيت كذلك حتى كلفت بإدارة المدرسة الثانوية بضمد.
وفي هذه الفترة انخرطت في العمل الاجتماعي التطوعي وشاركت في بعض فروعه على مستوى بلدتي مدينة ضمد وعلى مستوى المنطقة (جازان) وبدأت مشاركاتي في بعض النشاطات الثقافية المنبرية على مستوى منطقة جازان وخارجها وبخاصة بعد أن شاركت في مجلس إدارة نادي جازان الأدبي عضواً مؤسساً في عام 1395هـ، ولأن التفصيلات في ذكر نماذج أو أمثلة من هذه المشاركات قد يطول ويمل وبخاصة لأنه حديث عن النفس، والحديث عن النفس أشدّ إملالاً فلعلّي أكتفي بالإشارة إلى بعضها..
- كلفت برئاسة اللجنة الثقافية في المنطقة أثناء الاحتفاء بمئوية تأسيس المملكة العربية السعودية، كما كلفت برئاسة عدد من اللجان الاجتماعية والثقافية في مناسبات أخرى.
- أسهمت في بعض النشاطات الأهلية والاجتماعية، وكنت أشارك في الإعداد لاستقبال كبار المسؤولين أثناء زياراتهم للمنطقة أتولى أحياناً تقديم كلمة أهالي المنطقة المتضمنة الترحيب بالزائر شعراً ونثراً كما تتضمن التذكير ببعض الاحتياجات الملحة للمنطقة سواء أثناء زيارته للمنطقة أو حين تختار للتشرف بمقابلتهم في العاصمة.
- عملت رئيساً لنادي ضمد الرياضي (تحت التأسيس) لفترة تزيد عن خمسة عشر عاماً وحاولت خلالها مع زملائي أعضاء مجلس الإدارة المختارين أن نحصل على الموافقة النهائية من خلال رعايتنا المستمرة للشباب الملتحق به، وبذلنا أقصى الجهود في ذلك.
- كلفت برئاسة نادي جازان الأدبي في عام 1413 حتى عام 1427هـ، ولا أريد أن أطيل عليكم.
آمل أن نستكمل الحديث عنها من خلال الحوار معكم إن سمح الوقت بذلك، والله ولي التوفيق. وشكراً لإصغائكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :505  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 102 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.