شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. في البداية يجب أن أسجل شكري وتقديري ودعواتي لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه الذي أتاح لي هذه الفرصة الطيبة، والتي لا شك في أنني سوف أستفيد منها كثيراً، كما أحيي والدي معالي الدكتور محمد عبده يماني الذي أؤكد له أن أحد الأسباب الرئيسية للحراك التطويري لجامعة الملك سعود هو البر بشخصيات مثل معالي الدكتور محمد عبده يماني وزملائه.. إذا أذنتم لي سعادة الشيخ لو نشاهد فيلماً بسيطاً لمدة سبع دقائق ثم نستكمل حديثنا..
بسم الله الرحمن الرحيم، لا شك في أن جامعة الملك "سعود" أقدم الجامعات في المملكة العربية السعودية وأهمها، ومن هذا المنطلق تقع مسؤولية وطنية خاصة على هذه الجامعة، ولكي تقوم بهذه المسؤولية الوطنية لا بد من أن تدرك ما هو الدور المأمول والمطلوب منها في المرحلة المستقبلية، ولكي تحدد الدور المطلوب منها يجب أن تدرس المتغيرات الداخلية والمتغيرات الخارجية، وتحدد ما هي نقاط القوة التي تحسب لصالح هذه الجامعة، سواء في الداخل أو في الخارج.
جامعة الملك "سعود" مرَّت عبر تاريخها الزمني بثلاث مراحل مفصلية، المرحلة الأولى: وهي مرحلة التأسيس ومرحلة الإبداع، وتمتد من وجهة نظري إلى عام 1412 أو 1413، أي منذ تأسيسها حتى عام 1414هـ كانت تُحْسَب على الإبداع البحثي أكثر من غيرها، لكن نتيجة تراكم وزيادة عدد خريجي الثانوية العامة، وقلة الجامعات السعودية كان نصيب جامعة الملك "سعود" من هذه الأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية العامة كبيراً جداً، وبالتالي ركزت على الوظيفة التعليمية وكانت جميع مواردها المتاحة تقريباً قد خُصصت للوظيفة التعليمية حتى عام 1424هـ، حيث تمكنت إحصائيات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ذلك العام من حصرها في النقاط التالية:
1- عدد الجامعات: سبع جامعات.
2- عدد الكليات: 76 كلية جامعية.
3- عدد المحافظات: لا يتجاوز 15 محافظة.
وفي ذلك الوقت قُدِّم مشروع سُمِّي مشروع الأمير عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العالي، عندما كان سمو الأمير ولياً للعهد، وذلك في 9/1/1425هـ. كانت مكونات هذا البرنامج أو هذا المشروع عدداً من البرامج من ضمنها التوسع في الجامعات الحكومية وخاصة في المناطق وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى، التوسع في التعليم العالي الأهلي، مشروع الابتعاث، حوافز لأعضاء التدريس، وغيرها من البرامج.. هذه المقدمة شكلت دفعاً قوياً لـ جامعة الملك "سعود"، وتغيرت اليوم هذه الأرقام فارتفع عدد المحافظات من 15 محافظة إلى أكثر من 82 محافظة، وعدد الكليات الجامعية من 76 كلية إلى أكثر من 450 كلية، ومخصصات التعليم الجامعي ارتفعت من 6.5 مليارات ليتجاوز اليوم إجمالي التكاليف سبعين ملياراً، كما ارتفع عدد الجامعات من سبع جامعات إلى 24 جامعة حكومية بالإضافة إلى تسع جامعات أهلية. تشكل هذه الأرقام نقطة قوة لصالح جامعة الملك "سعود" لكي تكتشف نفسها من جديد وتتخذ لها وظيفة لا يمكن أن يقوم بها إلا أمثال جامعة الملك "سعود"، وأمثال جامعة الملك "سعود" في المملكة العربية السعودية أكثر من جامعة.. بعد ذلك تمت دراسة هي المتغيرات في العالم الخارجي.
ركزت جامعة الملك "سعود" على دراسة تجارب تسعين جامعة عالمية في 13 دولة متقدمة، وخاصة الجامعات في جنوب شرق آسيا، لذلك توصلت الجامعة إلى أن يكون لها حلم.. هذا الحلم حدوده السماء ما هي خصائص هذا الحلم؟ أن يجمع الناس على التشكيك في تحقيقه، وهناك علاقة طردية بين حجم الحلم وبين حجم الإنجاز، لأن جامعة الملك "سعود" يجب أن يكون حلمها كبيراً جداً والسبب في ذلك عدة عوامل، أولها: هناك بنية تحتية متكاملة في جامعة الملك "سعود"، فلو أردنا أن نقيم البنية التحتية من مبانٍ ومختبرات ومن أجهزة لن تقل قيمتها على الإطلاق عن أربعين مليار ريال، والأكثر هو احتواؤها على مجموعة من أعضاء التدريس المتميزين جداً، وعندما أقول كلمة "متميزين" ويصححني معالي الدكتور محمد عبده فلأنه يعرف ذلك أكثر مني بحكم ارتباطه التاريخي بهذه الجامعة.. سأضرب مثلين ويمكن تعميم هذين المثلين: على سبيل المثال، 75٪ من الاستشاريين الأطباء في كلية الطب في جامعة الملك "سعود" قد تخرجوا من أفضل ست جامعات في كندا، 25٪ من إجمالي العاملين في كلية الطب بجامعة الملك "سعود" قد تخرجوا من جامعة (ميغيل) في كندا. الجامعة رقم 1 في كندا. هذا مثال، وهذا يعتبر أحد المحركات الذي يمكن أن تحلِّق به جامعة الملك "سعود". المثال الثاني، وهي كلية الهندسة، كلية الهندسة.. إن 80٪ من أعضاء هيئة التدريس في كلية الهندسة قد تخرجوا من أفضل عشر جامعات في أمريكا، ومن حسن الطالع أن معالي الدكتور محمد آل الشيخ كان عميداً لكلية الهندسة من سنة 1401 إلى حوالي سنة 1406، وكان لديه مبدأ يقوم على عدم ابتعاث أي معيد إلا إلى إحدى الجامعات المتميزة في العالم. لذلك أقول إن البنية البشرية القوية متوفرة في جامعة الملك سعود، كما البنية التحتية من المختبرات، فهذه نقطة قوة.. نقطة القوة الأولى: بدلاً من أن تكون جامعة الملك "سعود" (حمَّالة أسية) المجتمع في قبول خريجي الثانوية، فقد ساهمت مساهمة فاعلة في تأسيس عدد من الجامعات في المناطق: فابتدأت بـ جامعة الملك "خالد" في أبها، وتشاركت مع جامعة الملك "عبد العزيز" في تأسيس جامعة "جيزان"، وشاركت مع حفيدتها أو ابنتها جامعة الملك "خالد" في تأسيس جامعة في نجران، كما أسست جامعة في القصيم وأخرى في الجوف، ثم ركزت على منطقة الرياض بحكم أن المحافظات الرئيسية في منطقة الرياض باتت تشكل ضغطاً كبيراً جداً على الجامعة، فانتهجت الجامعة خلال السنوات الأربع الماضية سياسة تقوم على عدم جواز الانتقال من الوظيفة التعليمية إلى الوظيفة البحثية حتى تجد بدائل رئيسية في الوظيفة التعليمية، فركزت على عشرين محافظة في منطقة الرياض حيث أسست وأعادت هيكلة أكثر من أربع وخمسين كلية في منطقة الرياض وتُوِّجت ولله الحمد بموافقة سامية على تأسيس ثلاث جامعات وهي جامعة "الخرج" وجامعة "شقراء" وجامعة "المجمعة"، وبالتالي يجب أن تركز جامعة الملك سعود بعد هذا العمر الطويل على وظيفة واحدة وهي الوظيفة البحثية.
لقد أشار الشيخ عبد المقصود اليوم إلى نقطة مهمة للغاية وهي البرامج التعليمية، إذ لا يمكن أن تكون عندنا برامج تعليمية قوية إلا إذا توفر فيها عنصران أساسيان عنصر "البينش ماركينغ" أو المرجعية، والثاني الأكاديمية (الستاندرد) وهي المعايير الأكاديمية العالمية. إن التعليم العالي اليوم من وجهة نظري ليست له خصوصية، نشترك مع العالم في كل شيء، في كل تفاصيله، لذلك يا شيخ عبد المقصود فقد رُبِطَت كل كلية من جامعة الملك سعود بواحدة من أفضل عشر كليات على مستوى العالم، وسأضرب ثلاثة أمثلة حتى لا أضيع الوقت في ضرب الأمثلة؛ كلية الهندسة في جامعة الملك "سعود" اليوم "البينش مارك" أو المرجعية لها هي الجامعة الوطنية السنغافورية، لأن كلية الهندسة في جامعة سنغافورة هي رقم ثمانية على مستوى العالم، و "البينش مارك" لكلية الصيدلة في جامعة الملك سعود هي كلية الصيدلة في جامعة "تكساس يونيفيرستي" في أوستن لأنها رقم 2، والمرجعية لكلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود هي "وارتن" في لندنit’s number one على مستوى العالم.. لذلك إذا ما كانت هناك مرجعية محددة لكل كلية من الكليات فلسوف نستطيع أن ننتشل المناهج التعليمية وننافس العالم في المناهج، لأن إعداد الخطط الأكاديمية في أي جامعة سواء في المملكة العربية السعودية أو في أي جامعة أخرى يتم بطريقتين: طريقة تقليدية عقيمة تهدف إلى خلق فرص لأعضاء هيئة التدريس ويكون الطالب هو آخر من يتم التفكير فيه، أو الطريقة المرجعية العالمية المبنية على عناصر الاعتماد الأكاديمي وهي "البينش ماركينغ" والمعايير الأكاديمية.
أؤكد لكم اليوم أن جامعة الملك "سعود" قد أكملت منظومة تحديث خططها ليس بناءً على الخطة أو الطريقة التقليدية التي تبحث عن خلق فرص عمل لأعضاء هيئة التدريس، حيث يحاول كل عضو أن يحافظ على تخصصه الدقيق ويربط استمرارية الجامعة بوظيفتها التعليمية فقط، وبالتالي "يحامي" الكورسات التي يدرسها ويكون الطالب خارج محور العملية التعليمية، بل بناء على خطة تعتبر الطالب هو محور العمل التعليمي، لأنه ليس هناك أي خيار، لا يمكن أن تحصل على الاعتماد الأكاديمي من دون أن يكون الطالب هو محور العملية التعليمية، لا يمكن أن تحصل على اعتماد أكاديمي وأنت لا تطبق التعليم المبني على المخرجات.. قضايا الاعتماد الأكاديمي اليوم ستدخل في تفاصيل العمليات الداخلية في الجامعة، أي أين يذهب مخرج هذه الكلية أو هذه الجامعة، وبالتالي أنهت جامعة الملك "سعود" دراسة تجربة أكثر من تسعين جامعة، بمعنى لم تدرس الجامعة خبرة هذه الجامعات التسعين بالعمق نفسه بل درستها بوجه عام، إلاّ أنها ركزت على قرابة خمسٍ وعشرين جامعة، وهي تمثل عدد كليات جامعة الملك "سعود" وتوصلت إلى ست كلمات، لأن (There is no vision, there is no mission) أي إن لم تكن لديك رؤية لن تستطيع تحقيق أهدافك.. فمن ليس له رؤية هو كمن يسير تائهاً في الصحراء لكن الجامعة تسير اليوم وفق رؤية محددة، هي الكلمات الست؛ الكلمتان الأوليان: ريادة عالمية. لماذا ريادة عالمية؟ هو أن تشارك العالم في مناهجهم الناجحة، أن تشارك العالم عن طريق برامج توأمة، أن تشارك العالم في الوسائل نفسها التي اختصرت دول جنوب شرق آسيا، وطوّرت جامعاتها بمنهجية التوأمة نفسها، "الجامعة الوطنية السنغافورية" كانت فرعاً "للجامعة الماليزية الوطنية" قبل ثلاثين سنة، انفصل هذا الفرع وأصبح رقمه الترتيبي الثامن عشر على مستوى العالم، بينما لازال الأصل أكثر من 300، لماذا؟ لأن الفرع دخل في توأمة حقيقية مع عشر جامعات عالمية مرموقة فحقق الريادة العالمية، وكل كلمتين لهما برامج.. جزء من الريادة العالمية برنامج "التوأمة"، جزء من الريادة العالمية برنامج "استقطاب نوبل"، جزء من الريادة العالمية استقطاب من يشار إلى أبحاثهم بكثافة عالية الكلمتان الثانيتان "الشراكة المجتمعية"؛ الجامعة في كل مجتمع يملكها المجتمع، والكلمة السحرية لجامعة الملك "سعود" هي "الشراكة"، فبهذه الشراكة استطاعت الجامعة أن تتفاعل مع شرائح المجتمع بين رجال أعمال وبين شركات وبين كل مكونات القطاعين الحكومي والخاص.
أما الكلمتان الأخيرتان فهما بناء مجتمع المعرفة؛ لا يجب أن يقتصر طموح الجامعات على مجرد تخريج مجموعة من المهندسين والأطباء في كل عام، هذا الأمر يمكن أن تقوم به أي جامعة عمرها خمس أو ست سنين، لكن جامعة بوزن جامعة الملك "سعود" بعد ثلاث وخمسين سنة لا يجب أن تقتصر مفاخرها على أنها خرَّجت عدداً من المهندسين وعدداً من الأطباء، ما هو المأمول من جامعة بوزن جامعة الملك "سعود"؟ المأمول أن تلعب دوراً استراتيجياً لحفظ حقوق الأجيال القادمة، وعندما نقول الأجيال القادمة ليست كلمة نخبوية للمثقفين أو التنويريين، الأجيال القادمة باختصار ولدي وولدك، ابنتي وابنتك، فكيف نحفظ حقوقهم؟ يجب أن ننفذ ما ورد في خطة التنمية الثامنة الفصل 19 التي نصت على ضرورة أن ننوع الاقتصاد الوطني، ولكي ننوع الاقتصاد الوطني يجب باختصار أن ينتقل الاقتصاد السعودي من (Oil base economy) إلى (Knowledge base economy) أي من اقتصاد مبني على البترول إلى اقتصاد مبني على المعرفة، لماذا؟ لأن الاقتصاد العالمي مر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى: الاقتصاد الزراعي، المرحلة الثانية: الاقتصاد الصناعي، أما اليوم فنحن أمام اقتصاد بمثابة كعكة كبيرة سيتم التنافس عليها، ألا وهو الاستثمار في العقول، ولذلك فإن 57٪ من الاقتصاد العالمي اليوم اقتصاد معرفي، ما هو الدليل؟ لو أجرينا مقارنة بين أي دولة عربية وكوريا الجنوبية قبل ثلاثين سنة واليوم، نجد أن في الإنتاج المعرفي كان الإنتاج العربي قبل ثلاثين سنة تقريباً ثلاثة آلاف بيبر ورقة (Paper) في السنة تُنشَر في (ISI) وهي المجلات العلمية الرصينة، وليست مجلات الترقية، هذا واحد، اثنان: كان متوسط دخل الكوري لا يتجاوز دولار إلى خمسة دولارات، المحظوظ الذي يذهب ويبني في جامعة الملك "سعود" قبل ثلاثين سنة كان يتقاضى 5 دولارات، وكان الإنتاج الكوري المعرفي يشكل 10٪ من الإنتاج العربي، عبارة عن 270 ورقة (Paper) في السنة، ماذا حدث بعد ثلاثين سنة؟ لقد تضاعف الإنتاج العربي المعرفي سبع مرات، فأصبح قرابة 21.000 بيبر.. ماذا حصل للإنتاج المعرفي الكوري؟ تضاعف مئتي مرة فبلغ 56.000 بيبر في السنة، وهناك علاقة طردية بين عدد البيبرز الأوراق (Papers) التي تُنشر في السنة وبين براءة الاختراع، (اسبن أوف كومباني) وغيرها من الأشياء الكبيرة، اليوم ماذا لدى كوريا؟ لديهم شركة Samsung تبلغ مبيعاتها السنوية لوحدها 64 مليار دولار.. هل لباطن الأرض أي علاقة بالـ 64 مليار دولار؟ لا. كلها مرتبطة بالعقل البشري. فهذه الدولة التي كان اقتصادها قبل ثلاثين سنة أضعف من اقتصاد غانا، أي أضعف من أضعف دولة أفريقية، لديها اليوم ست شركات لديها، إنتاجها السنوي 550 مليار دولار، ساهمت في مضاعفة دخل المواطن الكوري 19 مرة، ما هو الشاهد من هذه القصة؟ الشاهد: الجامعات الكورية كانت هي الأداة الرئيسية في يد الحكومة في الوصول إلى هذه النتيجة، وتعزيز التنافس؛ لأنه لا يمكن أن تكون عندنا جودة من دون تنافس وتكامل، ويجب على جامعة الملك "سعود" أن تحفز التنافس الشريف.
اليوم لو لم يكن هناك تنافس شريف بين "استان فورد" و "بيركلي" لانتهى الاثنان، لو لم يكن هناك تنافس شريف بين "إم آي تي وهارفارد" لانتهيا أيضاً، لذلك اختار الكوريون جامعتين: جامعة سيؤول والجامعة الوطنية، واحدة أسموها "إم آي تي" وواحدة أسموها "هارفارد"، لذلك لديهم اليوم ثماني جامعات تدخل في تصنيف شنغهاي.. ونحن اليوم لدينا في المملكة العربية السعودية على الأقل ثلاث جامعات مؤهلة تأهيلاً كاملاً كي تدخل في شنغهاي، هل شنغهاي هدف؟ لا. هي وسيلة، وأريد التحدث عن موضوع شنغهاي، لأن الاعتماد هو همّ المهنيون الأكاديميون والتصنيف هو هم السياسيون وكلاهما مهم.. يجب أن تركز الجامعات على استثمار كل شيء، تصنيف شنغهاي اليوم هو خارطة طريق.. هو خطة استراتيجية للجامعات الصينية. حتى لا تضيّع الجامعات الصينية الوقت ذهبوا واختاروا أفضل عشر جامعات ودرسوها بعمق وحددوا مواصفاتها، ووجدوا من بين هذه المواصفات أن لدى هذه الجامعات العشر أشخاصاً يفوزون بجائزة "نوبل"، أعطوها 20٪، ووجدوا أساتذة على رأس العمل في الجامعة -لا عبر التعاقد- وهم من حملة جائزة "نوبل" وأعطوها 20٪، وجدوا خاصية أخرى أن هناك طلاباً قد تخرجوا من هذه الجامعة في آخر خمس سنوات وفازوا بجائزة "نوبل" فأعطوها 20٪، ثم وجدوا في هذه الجامعات أن هناك أساتذة متميزين جداً في البحث العلمي ينشرون في مجلات علميةVery high impact factor، (معاملة تأثيرها عالٍ جداً)، واختاروا مثلاً: (Unnature and Science)؛ فهذه المجلة يعرف الأطباء أن (الإمباكت فاكتور) المعامل المؤثر لديها هو 37، لا يمكن أن تنشر في هذه المجلة إلا بحثاً هو بمثابةadded value على المعرفة، أو بمثابة break through أو medical discovery.. لا بد أن يكون هناك فعلاً إبداع.. هناك أصالة.. هناك قيمة مضافة.. هناك اكتشاف، ووضعوا لها 20٪.
النقطة الأخرى: وجدوا أن معظم النشر العلمي لهذه الجامعات يتم في المجلات المصنفة بالـ ISI فوضعوا 20٪، ووجدوا خاصية خامسة حتى تكتمل 100٪ أن لديها باحثين يشار إلى أبحاثهم من أهميتها بكثافة عالية وبالتالي وضعوا 20٪، ثم اعتمدت الجامعات الصينية هذه المعايير كخارطة طريق للجامعات البحثية، هل الأفضل 500 تتوفر بها خمسة عناصر؟ لا. هارفارد هي التي نالت 100٪، تلتها MIT التي نالت 69٪ على الرغم من صلابة هذا التصنيف. لا تتوفر العناصر الخمسة إلا في أولى ثماني جامعات، أما بقية الجامعات فتتنافس في العناصر الثلاثة الأخرى، وأنا أقول هناك خمس أو ست جامعات في المملكة العربية السعودية يجب أن تجعل هدفها الطريق للعالمية لأنه إذا ما توفرت عناصر الإبداع.. وإذا ما كان عندي باحث متميز يشار إلى أبحاثه بكثافة، فهذا عنصر قوة، هذا عنصر جودة.. إذا ما كان لدي باحثون ينشرون أبحاثهم في ISI حيث عنصر جودة، إذا كان لدي باحثون ينشرون في "Unnature and Science" حيث الـ "إمباكت فاكتور" لديها 37، وأقول لكم إن جامعة الملك "سعود" قد نشرت أبحاثاً في مجلات (الإمباكت فاكتور) لديها هو 54، وأنا أتشرف أن يكون لدي أستاذ سعودي الدكتور محمد العمران كذلك الدكتور بدر الجبري وقد نشرا في مجلة أعلى من مقاييس ومعايير "شنغهاي".. "شنغهاي" طلبت المعامل المؤثر "إمباكت فاكتور" المعامل المؤثر 37 فيما تفتخر الجامعة اليوم بأن لديها أساتذة ينشرون في الـ 54.. لا نريد أن نضيع الوقت في هذا التصنيف.
حسناً.. جامعة الملك "سعود" قد حددت خصائصها لعام 2040م.. طبعاً كلام جدلي، من الذي سيحاسب الفريق الحالي؟ لجنة عام 2040م، لكن هناك مجموعة خصائص يجب أن تتوفر.. نحن قلنا ريادة عالمية، ما هي مواصفات الريادة العالمية؟ مواصفات الريادة العالمية مجموعة من الخصائص، واحد: استقرار الموارد المالية. اليوم لا يمكن لجامعة تدعي الريادة العالمية والريادة البحثية ألاَّ تملك استقراراً مالياً، ما هو عنصر التميز في جامعة "هارفارد"؟ لديها أوقاف تبلغ 36 مليار دولار، ما هو عنصر التميز في جامعة ليس لديها إلا عشرة آلاف طالب؟ لديها 18 مليار دولار. من هو أولى بالوقف التعليمي؟ ليس في الأمر مزايدة: إن أول من أسس مفهوم الوقف التعليمي هو ديننا.. اليوم جامعة الملك "سعود" تقدم ثقافة جديدة للعمل الخيري، ولها فلسفتان في الوقف، فبالإضافة إلى الفلسفة الداخلية لضمان استقرار الموارد المالية هي تقدم فلسفة جديدة للمجتمع. نحن في المملكة العربية السعودية من أكبر البلدان في العمل الخيري، لكن العمل الخيري في المملكة مختزل من وجهة نظري في قضايا محددة منافعها، واليوم جامعة الملك "سعود" تقول لرجال الأعمال بدلاً من أن "يعملوا ماركتينغ" أي تسويق رجال الأعمال "اشتر واحداً وأعطيك اثنين مجاناً" نحن نقول: Three in one؛ من ساهم في الوقف التعليمي -وأرجو أن تصححني يا معالي الشيخ- فسينطبق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كل الثلاثة. اليوم نحن نقول في جامعة الملك "سعود" تبرع وخذ Three in one، تبرع وسيكون لك ولد صالح يدعو لك، وستكون لك صدقة جارية، وهي علم ينتفع به.
حلم الجامعة اليوم كبير جداً في الوقف. ما هو حلمها؟ 25 مليار دولار. استخدمنا الدولار كي نقلل الرقم، ولا يكون له أثر نفسي كبير، هل هذا حلم جنوني؟ نعم حلم جنوني، الناس لو أجمعوا على تحقيقه لاستحق ألاّ يُحترم، الحلم الذي يستحق الاحترام هو من يجعل السامعين كلهم يقولون: إنه يغرد خارج السرب.. غير أن جامعة الملك "سعود" في 31 ديسمبر 2010م -أي بعد 12 شهر- ستجمع المليار الأول، وأنا متأكد جداً من أن خادم الحرمين الشريفين بإرادته السياسية القوية في التطوير يعاونه سمو سيدي ولي العهد وسمو النائب الثاني وسمو الأمير سلمان أن جامعة الملك "سعود" سوف يضعون مكان كل ريال على الأقل 5 ريالات، وبالتالي تستطيع الجامعة أن تختصر الزمن وتجمع هذا الوقف. اليوم في هذه اللحظة تُبنى عشرة أبراج، إن ما رأيتموه ليس صوراً، رأيتم أول المخطط "الكرينات" الثانية بدأت الجامعة في تأسيس عشرة أبراج على تقاطع شارع الملك "عبد الله" مع شارع الملك "خالد" -معالي الشيخ يعرفه وطبعاً الشيخ عبد المقصود يعرفه- هناك تُبنى عشرة أبراج، عبارة عن ثلاثة أبراج فندقية وستة أبراج مكتبية وبرج طبي بألف وخمسمائة مليون، وهذه هي المرحلة الأولى، ولو أضفنا إليه قيمة الأصول فسيبلغ ثلاثة آلاف مليون ريال.. الجامعة أجَّرَت الآن 20٪ منه، أَجَّرَت الفندق 246 غرفة، والبرجين الفندقيين لأن المُشَغِّل لا بد أن يدخل مع الجامعة في التصميم وفي التنفيذ.
الخاصية الثانية: أن تكون العلاقة -وهنا سأُلمِّح إلى الذي تفضل به الشيخ عبد المقصود- أن تكون العلاقة بين العاملين في الجامعة والجامعة علاقة تعاقدية مرتبطة بفترة زمنية تُجدد أو تُلغى بناء على الإنجاز، إذا لم تنتقل جامعاتنا للـ "performance contract" العقد حسب الأداء فلن نستطيع أن نتحرك إلى أي مكان، يجب أن لا يكون العمر هو الفيصل في العملية، بل يجب أن يكون الفيصل هو الإنجاز.. إن الجامعات ليست دار رعاية اجتماعية، الجامعات يجب أن تستقطب المبدع والمتميز بصرف النظر عن جنسيته، المعرفة ليس لها جنسية ولا دين، لذلك جامعة الملك "سعود" اسمها "King Saud university KSU" الـNick name KSU (Knowledge Sharing University) لا بد أن نتشارك مع العالم بكل شيء، وبالتالي تؤمن خاصية العلاقة التعاقدية استقرار الموارد المالية، اليوم أقول لكم إن جامعة الملك "سعود" لديها مجموعة من الخبراء الوطنيين وغيرهم تبلغ رواتبهم أربعة أضعاف راتب مدير الجامعة، وأنا سعيد جداً كوني أُدير مؤسسة يوجد فيها على الأقل 120 دكتوراً يتقاضون مرتبات أفضل من مدير الجامعة، لأن الفرق بين ما يسمح به النظام وبين ما يأخذه الدكتور قد أخذه هو بيمينه، فأحد الدكاترة قد يقنع شركة ببراءة اختراع ويأخذ 5 مليون جرانت Grant (منحة) ألا يستحق مكافأة لهذا الشيء، فهذا الآن أحد العناصر.
العنصر الرابع: اليوم أنا أقول لكم إن جامعة الملك "سعود" تشارك الجامعات العالمية المرموقة في الخصائص الثلاث التي ذكرت، لكن مشاركتها ليست بنسبة مئة في المئة، إلاّ أنها بدأت الخطوة الأولى، تشاركهم في استقرار الموارد المالية، في نهاية 2010م سوف لا تقل الموارد الذاتية لجامعة الملك "سعود" والمخصصة لميزانية البحث العلمي عن 250 مليون، هل هذه كافية؟ لا.. هل هي خطوة في الطريق الصحيح؟ نعم، لأنها ضاعفت على الأقل ست مرات ميزانية البحث العلمي في الجامعة، هذه نقطة.
الخاصية الأخرى: الجامعة اليوم لديها أكثر من 180 خبيراً عالمياً بينهم 14 قد فازوا بجائزة "نوبل"، وتفتخر جامعة الملك "سعود" اليوم بأن أكبر تجمع على مستوى العالم في ما يخص عدد حملة جائزة نوبل (لوريت) موجود في جامعة الملك "سعود". طبعاً لا يمكن لحملة "نوبل" في أي جامعة حتى في جامعتها الأم أن يتفرغوا تفرغاً كاملاً وسأتيح الفرصة للدكتور محمد العمراني لكي يعطينا مثالاً مع لويس أجنارو في نهاية الجلسة.. فقط ذكّرني يا دكتور محمد.
الخاصية الأخرى أو الكلمتان الأخيرتان: الشراكة المجتمعية. المثال برنامج أوقاف الجامعة 1500 مليون، المثال الثاني برامج كراسي البحث.. كراسي البحث لا يدّعي أحد اختراعها.. التجربة طويلة من خمسمئة إلى ستمئة سنة، خصوصاً في الجامعات البريطانية، لكن جامعة الملك "سعود" تدّعي وتملك الدليل أنها طوَّرت هذا النموذج، ما هو الفرق بين التجربة العالمية وتجربة جامعة الملك "سعود"؟ التجربة العالمية تقول إن الكرسي مرتبط بفترة زمنية محددة؛ جامعة الملك "سعود" تقول إن العلاقة بين الممول والجامعة عبر أوقاف الجامعة سيكون عمرها عمر الجامعة المستقبلي. الفرق الثاني: الذي يشرف على كرسي البحث: في التجربة العالمية هو أستاذ واحد؛ في جامعة الملك "سعود" فريق بحثي لا بد من أن يكون أربعون في المئة منه مؤلفاً من خبراء عالميين في مجال الكرسي. الفرق الثالث: بدل أن تكون مراكز الأبحاث هي المسيطرة على توزيع البحوث، أصبحت كل مجموعة بحثية مركز بحوث بحد ذاته، ما هي حصيلته؟ 90 كرسي بـ 500 مليون، هل ذهبت الجامعة وصرفت الـ 500 مليون وقالت دعوا الإدارة الحالية أو الفريق الحالي يستمتع بالـ 500 مليون؟ لم تصرف الجامعة ريالاً واحداً.. كلها استثمرت في أوقاف الجامعة، هنا يكمن الفرق بين برنامج "كراسي البحث" في جامعة الملك "سعود" وبرنامج "كراسي البحث" في أي جامعة بما فيها "هارفارد"؛ فبرنامج "كراسي البحث" في جامعة الملك "سعود"، يملك اليوم استثمارات بـ 560 مليون هي عبارة عن فندق وبرجين، فبالتالي علاقة الممول لم تكن خمس سنوات -علاقة الشيخ باحمدان، أو بقشان أو سَمِّهم- بل أصبحت علاقتهم الخمسة ملايين هذه التي ضُخَّت في الأوقاف.
الإنتاج العلمي: ما هو تأثير برنامج "كراسي البحث" على جامعة الملك "سعود"؟ 45٪ زيادة في النشر العلمي النوعي جاءت من كراسي البحث.. إذا أردت أن تحكم على شيء ما إذا كان ناجحاً أم لا، لا بد أن ترجع لأهدافه، فجامعة الملك "سعود" عندما قامت بالتسويق لبرنامج "كراسي البحث" حددت أهدافها بالضبط، والحكم على نجاح الشيء هو ربطه بأهدافه؛ كان الهدف الأول تمكين الجامعة من استقطاب الفائزين المبدعين والفائزين بجوائز عالمية: "نوبل"، "جائزة الملك فيصل"، "جائزة الأمير سلطان"، أو الـ "هايلي سايتد" حسناً ما الذي أتت به كراسي البحث؟ أتت بأربعة عشر فائزاً بجائزة "نوبل" أتت بستة فائزين بجائزة الملك "فيصل"، أتت بفائزين بجائزة الأمير "سلطان" وبثمانية عشر شخصاً "هايلي سايتد" بالإضافة إلى مئة وثمانين. كم عدد البحوث أو المشاريع البحثية التي ساهم برنامج "كراسي البحث" بربطها بالجامعات العالمية المرموقة؟ 120 مشروعاً بحثياً، فبالتالي هذا البرنامج لم يُنشأ كي يموت بعد خمس سنوات، ومن حسن الحظ أن هذا البرنامج يملك الثلاثة أبراج التي أُجِّرت بكاملها بـ 56 مليون ريال، عدد الكراسي 90 تشرفت الجامعة بأن يكون لسيدي خادم الحرمين الشريفين كرسيان، ولسمو الأمير سلطان أكثر من كرسي، سمو الأمير نايف، سمو الأمير سلمان، أصحاب السمو، رجال المال والأعمال، عندنا الآن 90 كرسياً بحثياً.
النقطة الأخرى: الريادة العالمية أعطينا مثالين، الشراكة المجتمعية أعطينا مثالين. ما هو مجتمع المعرفة؟ اليوم لا يمكن أن تنتقل إلى الاقتصاد المعرفي إلا بعد أن تبني مجتمع المعرفة، ما هي خصائص مجتمع المعرفة؟ هو أن يكون لديك أفراد لديهم محصول معرفي قوي ومحصول مهاري قوي، ماذا عملت الجامعة؟ عملت الجامعة على تأسيس حديقة علمية أو "Science Park"، هل الجامعة اخترعت "الساينس بارك"؟ لا.. لكن الجامعة اليوم تفخر بأنها طورت الـ "ساينس بارك" كيف؟ Silicon valley of Science Park، السويديون طوروا الجيل الثاني من الساينس بارك، الكوريون الجيل الثالث، أما جامعة الملك "سعود" فتفتخر بأنها طورت الجيل الرابع. فهل طورته فقط بمجموعة من الخبراء المحليين؟ لا. من الأشياء التي تعلمناها من الكوريين والسنغافوريين أننا طورنا الجيل الرابع للـ "ساينس بارك" وسميناه "وادي الرياض للتقنية". ما هي استثماراته الحالية؟ الآن وفي هذه اللحظة التي نتحدث فيها لديه استثمارات بـ 2250 مليون ريال، 25٪ منها من شركة واحدة وهي شركة "سابك". ماذا أفاد برنامج "كراسي البحث"؟ ما هي علاقة برنامج "كراسي البحث" بالـ "ساينس بارك"؟ كرسي "سابك" حصَّل 126 مليون دولار، بدأنا بكرسي واحد وانتهينا بأكبر "آراندي سنتر" في الصناعات البتروكيميائية، تحتضنها جامعة الملك سعود بـ 126 مليون دولار.. 475 مليون ريال، كرسي الأدوية 5 مليون حصَّل 60 مليوناً بإنشاء مركز بحث وتطوير في التصنيع الدوائي، فأصبح طالب جامعة الملك "سعود" في البكالوريوس والدراسات العليا يذهب إلى "آراندي سنتر" التابع لجامعته. كرسي ثانٍ حصَّل 350 مليون لأوقاف الجامعة، فهي حلقات مرتبطة مع بعضها البعض، لا يمكن أن تعزل الريادة العالمية عن الشراكة المجتمعية وعن بناء مجتمع المعرفة.
هذه الرؤية بدأت ملامحها الآن تتحقق، التحدي كبير والحلم أكبر منه، وأقول لكم اليوم جميعاً إن جامعة الملك "سعود" بحسب المعطيات الحالية تسير في الطريق الصحيح لكن التعليم العالي والبحث العلمي يجب دائماً أن يأخذ وقته. جامعة الملك "سعود" تقف اليوم على أول خط من ألف خط في كل درجة منها ألف درجة، فبالتالي دعونا نتخيل جامعة الملك "سعود" بعد ثلاث سنوات، أقول لكم اليوم إن جامعة الملك سعود تستهدف أن تكون في عام 2010م في المرتبة 400 بحسب تصنيف "شنغهاي" -وهو التصنيف الرصين الذي يجب أن تحاكم وفق معاييره الجامعات البحثية- ولكنها تعمل للمرتبة 300، وبمشيئة الله سوف تدخل جامعة الملك سعود في الـ 300 ويبقى التصنيف وسيلة وليس هدفاً.
العنصر الأخير: هو جودة البرامج الأكاديمية. لا يمكن لأي جامعة هنا أن تدعي أن برامجنا قوية أو غير قوية من دون أن تحضر الدليل، وسأحضر دليلاً واحداً يتعلق بكلية الهندسة في جامعة الملك "سعود"؛ إن مؤشرات جودة البرامج هو الاعتماد الأكاديمي سواءً من الهيئات المتخصصة العالمية أو من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، وأنا أقول -من وجهة نظري- إن زامر الحي يطرب في الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي لأن معاييرها قوية فعلاً، وقد بنيت على تجربتين رئيستين: التجربة الأمريكية في الاعتماد الأكاديمي، والتجربة الأوروبية في ضبط وتحسين الجودة، لكن يجب أن تعمل جامعاتنا على الطريقين: على الاعتماد الأكاديمي من الهيئات المتخصصة وخاصة من أمريكا وكندا، والمسار الوطني، وأقول لكم إن كلية الهندسة في جامعة الملك "سعود" قد زارها مثلاً رئيس الهيئة المتخصصة باعتماد برامج الهندسة (الإبِتْ)، وفي الزيارة الأولى نالت اعتماداً لست سنوات: اعتماد مؤسسي واعتماد برامجي.. وقيل في الجامعة إن أي قسم في نهاية عام 1433هـ لا يحصل على الاعتماد الأكاديمي يجب أن يُغلق، فالقسم الأكاديمي الذي لا يستطيع أن يحضر الدليل والشاهد على قوته الجامعة لا تحتاجه.. لماذا؟ لأن الجامعة أكملت الخطة الاستراتيجية للسنوات العشرين القادمة، خلاصة الخطة الاستراتيجية: الخطة الاستراتيجية عمل بها فريق وطني لمدة ستة أشهر على أساس أن نحدد ماذا نريد ثم ندخِّل بيت خبرة عالمي وضع الخطط الاستراتيجية لأفضل الجامعات في العالم. خلاصة الخطة الاستراتيجية في جامعة الملك "سعود" تقول: "We need to be good in every thing but in great something" اليوم "هارفارد" ليست قوية في كل شيء، ربما لديها برامج لا تعتمد اعتماداً أكاديمياً، "ستانفورد" ليست قوية في كل شيء، ربما لديها برامج لا تحصل على اعتماد أكاديمي، لا يمكن لأي جامعة "Combine University" -أي جامعة شاملة فيها كل التخصصات- لا يمكنها على الإطلاق أن تتميز في كل شيء، وإذا طَلبَتْ هذا الشيء فقد طَلبَتْ المستحيل، لا يمكن وقطار التطوير في جامعة الملك "سعود" ألا يوجد إلا خمسة مقاعد متاحة يتنافس عليها أربعون عميداً.
ولذلك فإن سر أسرار نجاح التجربة في جنوب شرق آسيا أنهم كانوا يستخدمون عاملين رئيسيين: 70٪ تحفيز و 30٪ ضبط، لا تبحث عن الناس، اجعل الناس يبحثون عنك. الكلية لديها مجموعة من العمداء وهناك خمسة مقاعد للذي يستطيع من أصحاب الكفاءة، وهذه مواصفات الركاب (مو على كيفك) وإذا فاتك القطار في محطة فهذا لا يعني بالضرورة أن هناك قطاراً آخر، لذلك أنا اليوم أراهن على مجموعة من الكليات ومن حسن حظي في هذه الليلة أن كلية معالي الدكتور محمد عبده يماني هي من ضمن هذه الخمس، والحمد لله أنها صارت (طال عمرك) من ضمن الخمس، لكن ليس في كل اختصاصاتها، هناك اختصاصان فقط وإن شاء الله تكتمل المنظومة. لا أريد أن أطيل فهذه عبارة عن مقدمة.. خواطر، لكني أؤكد لكم أن الحِراك ليس فقط في جامعة الملك "سعود" بل هناك حراك شامل، وهو يتفاوت بلا شك من جامعة إلى أخرى وهذا أمر طبيعي، لكن جامعة الملك "سعود" يجب أن تبادل العطاء بإنجاز نوعي، وهذا العطاء جاء من عدة عناصر -اليوم أمام الجامعات السعودية مجموعة من عناصر القوة والفرص القوية، واحد منها الإرادة السياسية، الإرادة السياسية؛ قوية جداً وخاصة في منظومة التعليم، اليوم 137 ملياراً ذهبت للتعليم، 35 ملياراً للجامعات، وأشهد هنا شهادة حق: إن وزارة المالية إذا ما قُدِّم لها مشروع نوعي مبرر ودقيق ثق ثقة تامة بأنه سيُدعم.. وبالتالي، فإن النقطة الأولى هي الإرادة السياسية، ونقطة القوة الثانية: الوفرة الاقتصادية. اليوم ولله الحمد تعتبر دولتنا في "الـ جي تُوَني" من أفضل عشرين دولة في الدخل. نقطة القوة الثالثة: الاستثمار؛ أنا أعتقد أن المملكة العربية السعودية قد استثمرت في الابتعاث على الرغم من أن الابتعاث قد توقف فترة من الزمن، لكن هناك رواداً في كل الجامعات، هناك قوائم محددة لا يمكن لأي جامعة أن تبعث من خارجها، وبالتالي هذه نقطة قوة إن البنية التحتية لبعض الجامعات قوية جداً، اليوم تبنى المدن الجامعية، اليوم تتجاوز ميزانية التعليم العالي وإجمالي تكاليف المشاريع 87 مليار ريال، لكن هناك تحدياً أمام الجامعات السعودية وهي "جامعة الملك عبد الله للابتعاث"، فيها سبعين ألف مبتعث في أفضل الجامعات.
اليوم يجب أن يكون للوظيفة التعليمية مؤشران: المؤشر الأول: هو قدرة الخريج على خلق فرصة عمل لنفسه ولغيره، وهو العمل الحر، وقد أنشأت جامعة الملك "سعود" مركز ريادة الأعمال لتعليم الناس تعليماً حراً، وتعاقدت مع جامعة "جون شابنغ" في السويد ذات المرتبة الثامنة على مستوى العالم في هذا الاختصاص، والمؤشر الثاني: أن يستقطب من أفضل مؤسسات التوظيف بأعلى المزايا المالية، يجب أن يجتمع فيهم المحصول المعرفي، وشكراً.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أولاً: شكراً وبَيَّضَ الله وجهك على هذه المعلومات، بالمناسبة جامعة الملك "سعود"، أين موقعها في المملكة أم في خارج المملكة؟ إن الكلام الذي قلته وحلقت بنا فيه قد جعلنا نتمنى لو سمعناه قبل الآن لأن الناس لا تعلم هذه الحقائق، وشكراً على الفقرة الإعلانية التي تناولت في آخر كلامك وزارة المالية، وذلك بأنها موفية معك.. فهذه أعتبرها فقرة إعلانية.
معالي الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان: لكنها كلمة حق.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: نعم، ربما تجاملكم أنتم، نحن تهملنا، حسناً كما وعدت الدكتور محمد العمراني فليتفضل...
معالي الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان: أنا سأعطي مثالاً هو جزء من العالمية، أنا قلت إن في وادي الرياض للتقنية خاصيتين: الجيل الرابع، وخمسة ستالايتات. الآن سيعطينا الدكتور محمد نموذجاً عن التعاون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :679  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج