شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
عريف الحفل الأستاذ حسان كتوعه يفتح باب الحوار والأسئلة بين الضيف والحضور
- الأسئلة التي وردتنا من الأخوة الحضور، موجهة لسعادة ضيفنا الكريم، هذا السؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: يصدر عن الموهوبين العرب حكم وأقوال مأثورة وعظات بليغة، ولكن واأسفاه! لم يعمل بها العرب، وبقدر إهمالهم لها استفاد منها أعداؤهم كما لم يتعظوا من النكبات والنكسات التي حلت بالأمة العربية، فاستمروا على حالهم سادرين، تُرى هل سيتبدل هذا الحال المؤسف في الوطن العربي إلى الأصح، وما هو دور المثقف العربي لمواكبة التغير باقتدار وفعالية سيما وأننا على أعتاب القرن الحادي والعشرين؟
 
الضيف يرد على السؤال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، ما يتمناه الأخ ويسأل عنه هو رهن بهذه الأمة التي بين لها رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم طريقاً لاحباً حتى لا تتشعب الطرق "تركت لكم ما إن أخذتم به بعدي لا تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي"..
هذا هو الطريق، هذا طريقنا للنجاح والنهضة والتقدم، ولكل شيء. أما واجب الإنسان المثقف فهو أولاً: أن يعرف دينه، وأن يلتزم به، وأن يدعو الناس إليه، لكن بالوسيلة التي يملكها، وبالمهنة التي يمارسها، فليس شيء أصاب الأمة بالوهن مثل أن يقول كل إنسان أنا مشغول بنفسي، وأن للمفكرين، أو الخطباء، أو الوعاظ دورهم وعليهم أن يقوموا به، وبعض الناس يقولون هناك دولة، هناك حكومة يجب أن تقوم بدورها، وكأنما نسي المسلم أن المسؤولية عند الله مسؤولية فردية، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".. كلنا مسؤول عن أمتنا وعن نهضتنا وعن شأننا ولكن الإنسان يبدأ طبعاً بأقرب الناس إليه، يبدأ بنفسه ثم بمن يعول ثم بعد ذلك إذا امتلأ، مثل الإناء الذي إذا امتلأ يفيض.
أما أنا فيهمني أن أخاطب الأدباء؛ الأدباء الآن في مجتمعنا يقفون أحد ثلاثة مواقف: إما موقف الإنسان المستغرب؛ الذي ما تزال المذاهب والمبادئ تبهر عينيه وتعشي خطاه، وقصارى هذا النفر مهما فعلوا أن يكونوا مقلدين، والإبداع لا يكون للقرود.
وفريق آخر يقف في الحقيقة موقف المشفق على أمته يريد أن يعيد لها سالف مجدها في كل ميدان، ومنها ميدان الأدب.
وفريق ثالث من الأدباء وهم الكثرة؛ يقفون متفرجين على الفريقين، هذا الذي لا يجوز، على الأدباء المسلمين الملتزمين بدينهم أن يبحثوا، وأن يعرفوا أن هذه الأمة لم تُصَبْ فقط في فكرها بل إنها أصيبت في فكرها عن طريق الأدب المشوَّه، وتعرفون دور الأدب وخطورة الأدب أيها الأدباء، ولا أريد أن أتحدث عن هذا أكثر من ذلك.
- د. عبد الله صائم الدهر يقول: دائماً ينظر للأدب الإسلامي على أنه تخصص رفيع لا يقصده إلا المتخصصون، والمفروض أن يكون ضمن منهج الثانوية مثل الشعر الجاهلي والأدب الحديث، فما هو تعليقكم على ذلك، وهل هناك دراسة واسعة لجعل الأدب الإسلامي في متناول الجميع لأهمية ذلك.
 
الضيف يرد على السؤال:
- نحن نتمنى أن يعمم الأدب الإسلامي، وأذكر - والله هذه ليست مجاملة - فالمجاملة ما تنفع المسلم يوم يلقى الله، أقول: لم نعرف دولةً ولا حكومةً رعت الأدب الإسلامي كما رعته هذه الدولة الطيبة، وليس قليلاً أن يدرس الأدب الإسلامي في عدد من جامعات المملكة وأن يدرس في كليات المعلمين المتوسطة كلها، وفي كليات البنات كلها، أما أن يدرس هذا في المدارس الثانوية وما دونها فهذا أمر نتمناه، لكن بمقدار ما ترسخ أقدام الأدب الإسلامي سوف يعمم إن شاء الله. مع أننا لا ننكر أن ما يدرس في المدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية وللبنين والبنات، في هذا البلد؛ هناك نصوص تدخل في الأدب الإسلامي، وإن لم تكن في الأدب الإسلامي؛ فهي تدخل في الأدب الحيادي، الحمد لله وزارة المعارف تراقب الكتب وتنظر فيها ولا يختار - كما نجد في بلاد أخرى - لا تختار نصوصاً يعني مثلاً - مجافية للإسلام أو فيها انحراف عن الإسلام، هذا نجده في بعض البلاد العربية والإسلامية، لكن الحمد لله الذي صان هذه الدولة وهذا البلد الكريم مما أصاب دولاً أخرى فذهب بالدولة وذهب بالأمة.
- بعد أن تحقق الحلم وأصبحت رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومجلتها؛ حقيقة واقعة بفضل الله، أما آن الأوان لتنتشر الرابطة وتصل إلى كل مسلمي العالم عن طريق قناة فضائية إسلامية وما هو رأيكم ودوركم كشخص ورابطة في تحقق هذا الحلم؟ (د. محمد محسن).
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة
وفي الشام أخرى كيف يلتقيان؟!
 
رابطة الأدب الإسلامي، هذه يا إخوان يقول فيها الأستاذ براء ابن الأستاذ الشاعر عمر الأميري رحمه الله، يقول: لو كانت رابطة الأدب المسيحي لكان لها أسطول من الطائرات والسيارات وبناية ضخمة وحساب في البنوك، وأنا أقول لكم، وهل يخفي الإنسان، هذا حسابنا في الشركة المصرفية للإستثمار عند الراجحي، تعالوا وانظروا ما هي إمكانات هذه الرابطة التي يراد لها أن تغزو العالم، والله ثم والله، لولا بركة دعاء هذا الشيخ الذي ما أظن أن يختلف إثنان في زهده وفي صلاحه وفي دينه، لولا دعوات الشيخ أبي الحسن الندوي ما استطاعت هذه الرابطة أن تمشي وأن تقف على قدميها، لكن الله يبارك لنا في القليل القليل، ويبارك لنا في العمل الصغير على قلة الأعوان.
اسألوا أي رئيس تحرير مجلة كم موظفاً عنده؟ كم موظفاً متفرغاً؟ يا إخوان ليس في مجلة الأدب الإسلامي أي متفرغ، نحن أساتذة جامعيون، أعضاء في الرابطة نشتغل في إدارة الرابطة في مكاتبها، من هنا من هذا البلد الطيب الذي استضاف مكتب البلاد العربية ونحرر المجلة. "أحد يصدق"! والله ما عندنا ولا موظف متفرغ ولا غير متفرغ، فنحن مشاريعنا كثيرة وأحلامنا كثيرة، لكن كل المشاريع الإسلامية تقف أمام صخرة الإمكانات المادية، لماذا؟ لأنك عندما تأتي إلى الإنسان المسلم العادي تقول له تبرع للبوسنة والهرسك، يتبرع.. تبرع للأفغان، يتبرع، وهكذا..
ولكن أن تقول له للأدب؟ الأدب ما يزال عند كثير من الناس عبارة عن أُلهية.. يتبرع للأدب والشعر! وهم لا يدركون أن كل العقائد في الدنيا وكل الدعوات في الدنيا إنما قامت بتأثير أدبي، وأستاذنا الشيخ أبو الحسن الندوي التقيت به قبل قيام الرابطة في جنوب الهند وتعجبون لأمر هذا الإسلام؛ في جنوب الهند يوجد مدينة صغيرة، فيها جامعة تسمى "ممباز" وصلنا إليها بالسيارات وفي طريقنا كان يوجد ولاية شيوعية حقيقية يطبق فيها الحكم الشيوعي أكثر من روسيا؛ فقطعوا علينا الطريق بأعذاق الموز، وقالوا لن تمروا إلا بعد أن تدفعوا ضريبةً للدولة الشيوعية؛ لما وصلنا إلى تلك المدينة وجدناهم يقيمون مؤتمراً عن أي شيء. تعجبون؟! ليس عن الإسلام، والله عن الأدب العربي الحديث؛ الأدب العربي الحديث في جنوب الهند! لماذا؟ لأنهم يجدون في هذا الأدب العربي ما يصلهم بدينهم، بعضهم كانوا يقولون لنا نحن دخلنا في الإسلام عن طريق الحضارمة الذين جاؤوا إلى شواطئ الهند الجنوبية..
المهم يا إخوان شيخنا أبو الحسن تكلم كلمةً أنا عجبت لها ولم أصدقها أول الأمر، قال: "إن العالم اليوم تحكمه الكلمة". انظروا إلى كل المبادئ في العالم فلسفتها انتشرت عن طريق الكلمة، الإعلام الجيد المؤثر هو أدب، لا يستعيض عن الأدب ولكن ماذا نفعل؟ نحن لا نستطيع أن نطلب المساعدة للرابطة إلا من الإنسان المسلم الملتزم المثقف الذي يدرك خطورة هذا الأدب ودوره.
الأستاذ محمد قطب أطال الله عمره يقول: إن أعداء الإسلام استخدموا سلاح الأدب لتهديم حصوننا من داخلها. ولنشر الانحلال في أجيالنا. فما أجدرنا اليوم أن نستعمل هذا السلاح، إنه سلاح المجاهدين، ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "يا كعب إن المسلم يجاهد بسيفه ولسانه" فإذا حيل بين إنسان منكم وبين أن يجاهد بالسيف فليجاهد بالكلمة الطيبة وبخدمة الكلمة الطيبة.
 
مداخلة من الشيخ عبد المقصود خوجه
- عبد المقصود خوجه: لي مداخلة أرجو أن يسمح لي بها أستاذي الفاضل؛ الدكتور عبد القدوس أبو صالح. لي تجربة متواضعة في مثل هذه الأمور.. الجميع أعتقد لا يشك ما للدور الإعلامي لأي موضوع من المواضيع، ولنتكلم بصراحة، الجهد الذي تقومون به جهد مبرور وعمل مشكور، والرجال الذين يقومون بهذا العمل منذ بدء الفكرة واستمرارية تنفيذها رجال لا شك في دينهم، وفي توجههم، وفي أسمائهم اللامعة، عبر جهادهم الطويل وتاريخهم المجيد، شيخنا العلامة الداعية الكبير، مولانا أبو الحسن الندوي اسم عالمي لا يذكر إلا ويشكر، ولا بد؛ هناك أسماء كثيرة لو أردت أن أعددها لمعرفتي بها لطال بنا الحديث والليلة ليلتكم وليست ليلتي، ولكن أعتقد كفكرة إذا قبلتم بها واستحسنتموها مع الاخوان أعتقد أنها ستكون منفذاً جيداً لإثراء هذا المشروع..
إذا دعونا مجموعةً من الرجال المؤثرين، ونسمي؛ الأمناء العامون للغرف التجارية، في مدن المملكة، أشخاص لهم وزنهم ممن يدعمون المشاريع الإسلامية ولا أزكي على الله أحداً ولا أعني إذا سميت بعض الأسماء أنني تجاهلت الآخرين عن قصد وإنما مجرد أمثلة، وبدون ألقاب مع احترامي الكبير، صالح عبد الله كامل، ابراهيم أفندي، محمد عبده يماني، أنا في رأي لا نطالب هؤلاء بالملايين، ولا بمئات الآلاف، ولا بعشرات الآلاف، وإنما نطالب باشتراك رمزي سنوي، فلنقل مائة ريالٍ، أمين عام الغرفة التجارية إذا استطاع أن يتبنى هذه الفكرة وعندما تَرِدُ له معاملة لكل تاجر.. عشرة ريالات.. خمسة ريالات.. في البداية لا بد من شرح الفكرة، وأعتقد خير وقت هو عندما تعقد جلسة من جلسات رابطة العالم الإسلامي بوجود مولانا أبو الحسن الندوي يُمهِّدُ للموضوع، أنا من ناحيتي أتشرف بأن أستضيف هؤلاء الرجال، أقصد مولانا أبو الحسن الندوي، د. قطب، فضيلتكم، ومن تختارون من العلماء الأفاضل.
من ناحية أخرى مستعد أن أدعو بقية الإخوان لنتبنى فكرةً ومنهجاً، أنا أعتقد لا نتكلم في ملايين لكن القليل إذا دام فهو كثير، فإذا كان لديكم الرغبة في أمر كهذا يجب أن نعمل له مبكراً وأنا أعتقد أنه سيثمر بإذن الله ويزدهر ويأتي بمال وفير.
- د. عبد القدوس أبوصالح: شكراً لله لكم على هذا الاقتراح الجيد، وشيخنا أبو الحسن الندوي قادم بعد أيام وسنحدثه في هذا؛ خاصة إذا رأينا منكم ما تَفضلتم به من العون، وتبني هذا اللقاء الكريم فجزاكم الله كل خير.
- عريف الحفل: د. غازي الزين عوض الله يسأل: كيف نستطيع أن نضبط علم الصوتيات في اللغة العربية ونحن نفتقر في أقسامنا العلمية بالجامعات لهذا التخصص وإلى معامل اللغة. فهل تعتقدون أن المنهج التعليمي للغة مجدداً يعتبر كافياً الآن ليخرج طالباً مؤهلاً لهذا التخصص، نريد أن نستأنس برأيكم وأنتم أحد فرسان هذا التخصص.
- أشكر الأخ لحسن ظنه لكنني متخصص في فقه اللغة. لكن لي مشاركات كأي إنسان يدافع عن لغة القران، لي بحث في مادة اللغة في مجلة تصدر عن الملحق الثقافي في لندن للمملكة كتبت فيها أيضاً أجوبة، لكن أقول نرجو أن لا نتحمس كثيراً للمناهج الغربية في دراسة اللغة وألفت نظر الأخ الكريم لبحث كتبه الدكتور "محمد محمد حسين" رحمه الله في مجلة كلية اللغة لأن في تراثنا كنوزاً في هذا الموضوع، أما تعميم الدراسات الصوتية؛ فهذا أمر يجب أن يتم. نحن لا نحارب التجديد، لا نحارب التقنية، لكن لا نريد أن تشغلنا أيضاً فتضيعنا عما في تراثنا، يعني ما أظن أن هناك علماء كثيرين في العالم الغربي يقفون أمام عالم مثل ابن جني أو أبي علي الفارسي وأمثالهما.
- الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول: كيف ترون استجابة أدباء الأمة لرابطة الأدب الاسلامي واهتمامهم بها وتضحيتهم من أجلها؟
- الحمد لله الاستجابة كبيرة جداً وتتضح في محورين:
 
المحور الأول أننا لا نعرف اتحاداً للأدباء حتى اتحاد الكتاب العرب كتبوا أن أعدادهم لا تصل إلى أعداد أعضاء رابطة الأدب الإسلامي ولا سيما أنها رابطة عالمية، عندنا مكتب للبلاد العربية ومكتب شبه القارة الهندية، عندنا المكاتب التي ذكرتها في كلمتي وتقابلها في العالم الإسلامي؛ مكاتب الهند وباكستان وبنجلاديش، وأيضاً تركيا تابعة لمكتب البلاد العربية، ثم ماليزيا وأندونيسيا، فهناك الإقبال كبير جداً على الرابطة.
 
الشيء الثاني في مستوى إنتشار المجلة، مجلة الأدب الإسلامي بالعربية التي طبعنا منها أول الأمر ثلاثة آلاف نسخة فقط خفنا ما تنفق، الآن نطبع منها أحد عشر ألف نسخة ويقوم علينا أعضاء الرابطة في مصر والمغرب يقول لي الدكتور عبد الحليم عويس لعل بعضكم يسمع به يقول: كيف ترسلون إلى مصر ألفي عدد وشعبها ستون مليوناً؟! وفي المغرب يقول لي الدكتور حسن الامراني: لو أرسلتم عشرة آلاف عدد من مجلة الأدب الإسلامي لنفدت لكن المشكلة نعود إلى ما كنا نتحدث عنه، حتى تشاركونا همومنا، المجلة في السنة الأولى كانت تكلفنا طبعاً ونقلاً إلى المملكة ودول الخليج أربعة ريالات، الشركة السعودية التي توزع تأخذ 40% فنخسر في المملكة ودول الخليج وهي الدول الداعمة نخسر في كل عدد ريالاً، أما في مصر والمغرب فحدث ولا حرج حيث نخسر ثلاثة ريالات في دول المغرب العربي، ولما زدنا السعر في مصر من جنيهين إلى ثلاث جنيهات صعقت (دار أخبار اليوم) الموزعة، ويصرون على أن نخسر، وقمنا بزيادة قيمة العدد إلى ثمانية ريالات ولكننا أيضاً نخسر فقيمة الورق ترتفع ونحن مع إمكانياتنا القاصرة ندفع مكافآت.
 
العدد الأخير كلفنا بالحرف وبالرقم ستة آلاف ومائة ريال مكافآت فقط، حَدِّث بعد ذلك عن نفقات الطبع والنقل، وهذه مع ذلك بشارة تدل على أن الخير في هذه الأمة، والله يا إخوان أحدثكم بحديث طريف تضحكون له، كنت في استمرار ندوة الشيخ الرفاعي رحمه الله التي يقيمها الصديق محمد باجنيد، وكنا في أمسية، وإذا بالسفير الجزائري موجود هناك وقلت له: يا سعادة السفير ماذا نفعل مع الشباب الجزائري؟ وظن أنني أحدثه عما يحدث في الجزائر؟ قلت له ما في بريد يأتي إلينا إلا فيه من رسالة إلى خمس إلى عشر رسائل من الجزائر تستصرخنا، والله يوجد رسائل تقول: سمعنا عن مجلة الأدب الإسلامي، واحد يقول رأيتها.. رأيتها.. لكن نسألكم بالله لا نستطيع أن نصل إليها.. أرسلوها إلينا مجاناً، هم يظنون أننا نستطيع، فأنا أتحدث هذا الحديث للسفير الجزائري وانتهت الجلسة فجاءني رجل والله ما كنت أعرفه من قبل؛ وحدثني ولا أعرف اسمه قال لي: يا أخي أريد أن أزوركم في المكتب، وبعدما انصرف الناس قال: أنا أتبرع بمئة عدد لشباب الجزائر، والله جاء إلى الندوة ودفع 4.000 ريال حسب ما كان السعر الأول ثم جاء شهر رمضان فزارني في المكتب، وأعطاني شيكاً بعشرين ألف ريال، وهو متخرج من أمريكا، والله لولا أني أعلم أنه لا يريد أن يذكر اسمه لذكرت اسمه، دارس في أمريكا، وهو مقاول، قال لي: أنا عشت في أمريكا ورأيت كيف يعيش الناس، كيف يقدرون الكلمة، وماذا تفعل الكلمة، فأنا أشد على أيديكم وأقدم هذا الشيك.
فهاتان بشارتان يا إخوان أو ثلاث أولاً: الرابطة لها مكاتب في العالم الإسلامي والعربي، الأعضاء كثر، ثم المجلة تعطي دليلاً على أن الخير في هذه الأمة، ثم أن يوجد شخص مثل هذا الرجل الكريم وأن يأتي ويسعفنا.
أنا مرةً كتبت لإذاعة الرياض أقول: ماذا حدث للعرب؟ اليهود أبخل أمة في الدنيا.. اليهود الآن في أمريكا يقيمون المشاريع ويقيمون الجامعات ويهيئون الأوقاف، ونحن في تركيا أراد مكتب الرابطة أن يقيم وقفاً للأدب الإسلامي وعَظَمَةُ الوقف في تركيا رغم ما تعرفون فيها؛ أن الدولة لا تتدخل في شؤون الوقف، أرادوا أن يقيموا وقفاً للأدب الإسلامي وعند ذلك الدولة لا تتدخل فيه ويفعلون به ما يشاؤون، نحن عندما نريد أن نجمع مجلس أمناء أو نقيم ندوة، نقيمها في تركيا في دارة من دور الوقف الإسلامي، هذا المشروع تَطَلَّبَ عشرين ألف دولار ومضى علينا أربع سنوات ونحن نمنيهم أنه يوماً ما سيجتمع هذا المبلغ وستقيمون وقفاً للأدب الإسلامي بينما اليهود يبذلون ما أقام دولة في إسرائيل في أرضنا وما يقيم وكالة يهودية تكاد تحكم العالم كله، فتفكروا يا أولي الألباب.
 
مداخله من الشيخ عبد المقصود خوجه
عبد المقصود خوجه: يا سيدي هل لكم أن تسمحوا لي بمداخلة أخرى.. المئة عدد التي أرسلت مثلاً للجزائر.. أنا ألاقي نفس ما تلاقون بالنسبة "للاثنينيات"، لأنه أنا أوزعها مجاناً، وأجد أنها من حق الذين شرفوني بالحضور ولهم مداخلات ولهم دائماً تعليقات ولهم دائماً وجهات نظر وآراء وأفكار وملاحظات إذن فهي ملك لهم.
 
أنا لا أملك كما أقول دائماً في هذه "الاثنينيات" غير مقعدي الذي أجلس عليه، فتقدم لهم مجاناً، لكن في المدة الأخيرة تكاثرت علينا الطلبات، فوجدت أنه شيء أحسن من لا شيء، لأنني لا أريد أن أبقي "الاثنينيات" في وقتها الحاضر فقط، قد لا تعطي الثمرة التي سيجدها الناس كما أتصور في المستقبل، أنا ابن - دعني أقول - جيل المخضرمين، عندما نتكلم عن أساتذتنا في القديم؛ نتكلم عنهم كأطياف، تكلم كل منا وكنا زملاء مدرسة وزملاء صف واحد كل منا يتكلم، كأنه ليس هو ذلك الأستاذ وليس هو ذلك المدرس لأن الصورة غير واضحة والمعلومات متناقضة.
 
طبعاً أعظم وسائل التوثيق كما نعرف هي الكتاب، ووجدت أنه قد أستطيع أن أسد ثغرةً بتوزيع هذه "الاثنينيات" للمكتبات العامة، وكما تعلمون المكتبات العامة ممكن تعير هذا الكتاب، ويستفيد منه بدل الواحد؛ عشرات، فأنا أستحسن بالنسبة للمئة نسخة بدلاً من أن تُهدى إلى مئة شخص ترسل إلى مكتبات الجزائر، ومئة نسخة أخرى يتبرع بها فلان من الناس، وترسل مثلاً إلى سوريا، وخمسين نسخة إلى غيرها، حسب المكتبات وبذلك يستطيع أن يستفيد منها عدد أكبر بكثير؛ كما أنه بالتالي أيضاً الشخص الذي تفضلتم بعدم ذكر اسمه لأنه من الناس الذي لا يودون ذلك وجزاه الله خيراً وجزاكم خيراً، أنا أعتقد أن هناك مئات مثله..
 
تخطر لي خاطرة الآن؛ صحيفة ذات شأن كبير "كالشرق الأوسط"، إذا تكلمنا مع الشخص المؤثر الأول سمو الأمير أحمد بن سلمان؛ وطلبنا أن يضاف على الاشتراك - كل اشتراك - خمسة ريالات لا أكثر ولا أقل، لصالح المجلة، أعتقد لا تكلف عبئاً لا على المشترك، ولا على الشرق الأوسط، بل بالعكس ونطالب بمساحة لنتكلم فيها عن الأدب الإسلامي، ونطالب المجلات الأخرى والجرائد الأخرى، أعتقد أن ذلك سيأتي لنا بمبالغ كبيرة، أنا يبدو لي القضية إذا تفضلتم تحتاج إلى عدد من رجال الأعمال يطرحون أفكاراً وأعتقد أنها تعطي الثمار.. هذه مجرد، آسف، مداخلة، والأفكار كثيرة وكثيرة..
 
وأنا لا أتولى ولكن أساعد، ومستعد أن أتبنى فكرة، وكما أشرت إليه من قبل إذا هم أعطوني الضوء الأخضر عن إمكانية الاجتماع أنا من ناحيتي أدعو الإخوان، أمناء الغرف التجارية بعد أن نشرح لهم الفكرة، وأصلاً اسماء رنانة عندما نضعها أمامهم مثل مولانا أبو الحسن الندوي، الدكتور قطب، الدكتور عبد القدوس أبو صالح، الشيخ الصابوني، عندما نضع أعضاء الرابطة الإسلامية ونتكلم إننا لا نجتمع لتبرع لأن تجربتنا في هذا البلد، عندما تدعو إلى اجتماع للتبرع لا يأتيك من الألف ولا عشرة، لذا نتبادل الأفكار، وليس للتبرع، أنا متأكد أنهم يحضرون، والأفكار هي الذهب، وأنا أعتقد إذا اجتمعنا في اجتماع كهذا الاجتماع أنا متأكد سينتج عنه الشيء الكثير بإذن الله.
 
- "د. عبد القدوس أبو صالح مواصلاً حديثه": أما بالنسبة للجزائر فعلاً نحن أرسلنا أعداداً من المجلات لشبابها، ثم بعد ذلك صرنا نخص الجمعيات الأدبية والمكتبات، هذا شيء فعلاً قمنا به، لأن الطلبات أكثر من المئة، بالآلاف، أما قضية "الشرق الأوسط" (1) وغيرها، فأنا والله فرحي اليوم كبير جداً لا بهذا الشرف الذي أضفيتموه على إنسان ضعيف، لكن هذه الروح الطيبة، أنا أعتقد اليوم أن رابطة الأدب الإسلامي، كسبت هذا الرجل العظيم ونعقد عليه آمالاً كثيرة، أما "الشرق الأوسط" يا سيدي وغيرها.."الشرق الأوسط"، نرسل لها موضوعاً عن الأدب الإسلامي فينشر في صفحة الدين، لا يعتبرونه أدباً، نحن نريد أن يعترفوا أن الأدب الإسلامي أدب، كما في آداب المذاهب الدخيلة الأخرى، فهل نقول لهم: إدفعوا لنا الاشتراكات؟!! نرجو أن يعترفوا بنا ونحن من الآن أنا أقول: أنا نائب رئيس الرابطة ولا فخر، نحن نسلم أمر الرابطة بشئونها المالية والإعلامية والتخطيط لهذا الرجل الذي ندعو له الله، والله إني لأدعو لك الله الذي يسمعنا ويرانا أن يجزيك عن هذا خير الجزاء، نحن يا إخوان دائماً نكتب لبعض الناس كتبنا لهؤلاء الذين ذكرتهم أقول:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
 
نحن نقول من يعمل للأدب الإسلامي لوجه الله فهو مثاب أكثر بكثير ممن يعطون الجوائز ويعطون المكافآت.. لأن الأدب الإسلامي طريق من طرق الدعوة الإسلامية.. فجزاك الله كل خير.
 
مداخلة الشيخ عبد المقصود خوجه
- عبد المقصود خوجه: العفو يا سيدي، لنكن عمليين، أنا لست إلا واحداً منكم وأرجو أن أقوم بما أستطيع من عمل، وهذا عمل كثير علي، ولكن أساعد بما أستطيع، أنا أعتقد هذه الأمور لا ينفع فيها كتابة ولا ينفع فيها تفاهم بالهاتف ولا ينفع فيها إرسال مقالات، هذه تحتاج إلى مقابلة مع سمو الأمير أحمد بن سلمان، نتقابل معه ونتكلم باسم مجموعة لأن الأسماء الرنانة هذه لها وزن.. أما أن نرسل مقالة طال عمرك مع احترامي الكبير ما في شك لا بد لكم جهد كبير وتجارب كبيرة والأمور ما في شك دائماً هنا عندنا تأخذ وقت، لكن أنا أعتقد أنه كل باب يطرق كما قال "قوبلز" وهو وزير إعلام هتلر لا بد في النتيجة أن يُفتح..
"الشرق الأوسط" أنا متأكد رئيس التحرير لم يطلع على الرسالة.. أنا كابن مهنة سابق في الإعلام عادةً تأتي الرسائل وتوزع موضوعاً يختص بالدين لمن يحرر الصفحة الدينية، موضوع يختص بالأدب لمن يحرر الصفحة الأدبية، ولا يطلَّع حتى في النتيجة على "البروفة" التي ستطبع لأن وقته ما يتسع، هو إذا كتب الكلمة - وهذا إذا اطَّلعَ عليها - لا تؤاخذني - كحتى مانشيتات فضل كبير، فأنا أعتقد القضايا تحتاج إلى احتكاك، فإذا احتكينا بهم وإذا شرحنا أفكارنا، أعتقد - ما أضمن شيء - ولكن لا بد أن تكون هناك بإذن الله وقوته طالما الهدف سامي ونبيل، لا بد أن نصل إلى نتيجة.
- الأستاذ نبيل خياط من العلاقات العامة بنادي مكة الثقافي الأدبي يقول: ألا ترون بأن الأدب؛ هو الأدب النابع من التراث العربي القديم، بكل ما يحمل من صفات حميدة، من مكارم العرب، وأخلاقيات العرب الخ.. في العهد الجاهلي، والأدب العربي الحديث، في عهد الإسلام لأنهما توأمان لا يختلفان، ومصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فلماذا أطلقتم رابطة الأدب الإسلامي؟
- يا أخي الكريم، الأدب الجاهلي فيه من الشعر ما يلتقي مع القيم الإسلامية فهذا لا شك نعتد به ونحترمه وحتى الشعر الحيادي، أكثر الشعر الجاهلي ما فيه إنحراف كثير، لكن لماذا نسمي الأدب الإسلامي.. ماذا تريد أن نسميه؟ نشتق كلمة من الجاهلي والإسلامي؟ الأدب الإسلامي يا أخي الكريم مبني على تصور إسلامي، كل الدعوات والمذاهب الأدبية العالمية تنطلق من أرضية تسميها "فلسفية" أو "أيدولوجية".
 
فما هي "الأيدولوجية" التي ينطلق منها الشعر الجاهلي؟ الشعر الجاهلي معروف ما هو مجتمعه، الإسلام هو الذي كرَّم هذه الأمة، الإسلام هو الذي جعلها أمة، "نحن العرب أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" (2) .. فلما أردنا أن نقيم مذهباً أو نظرية تقف أمام المذاهب العالمية بحيث لا يوجد فراغ، إذا ما قام أدب إسلامي ستبقى تلك المذاهب تحتل الساحة الأدبية، تحتل عقول أدبائنا ونتاجهم وتؤثر في شبابنا وفي فتياتنا أيضاً.
 
نريد أن نقيم أدباً له فلسفة، له انطلاقة، له أرضية، على أي شيء نقيمه؟ نقيمه على القومية؟ على الإشتراكية؟ عند ذلك نكون ما فعلنا أكثر من أن قلدنا أولئك، كَتَبتْ مرةً إلىَّ إحدى الأديبات - وهي في الحقيقة مجال أن أشيد بها رغم الاختلاف الفكري معها - الأديبة النبيهة التي تعمل عمل خمسين أو مئة رجل اسمها سلمى الخضراء الجيوسي، كتبت خطاباً وجهت الخطاب لأحد المسؤولين هنا، وأحاله إليّ وهي تطلب فيه معونةً في مشروع من المشاريع واطَّلعتُ على ما ترجمت؛ على ما فعلت؛ كيف تعقد مؤتمراً لتصدر كتاباً وقرأت هذه السلسلة العظيمة وأعجبت بها وقلت: مثل هذه على اختلاف الفكر معها يجب أن تدعم لأنها تخدم الثقافة العربية، ولكنني كتبت لهذه السيدة أقول لها قصارى ما سيقوله - لأنها تطبع في "برايل" وتطبع في "برستون" على مستوى عالمي - قلت لها: قصارى ما سيقوله أولئك الذين تترجمين لهم إن هذه بضاعتنا ردت إلينا، ولكن ما قولك أن تقدمي لأوروبا ولأمريكا شيئاً جديداً، سوف يعترفون بجدته وإن لم يأخذوا به، لماذا لا تترجمين مثلاً مقدمة ابن خلدون؟ لماذا لا تترجمين شعر محمد إقبال؟ سيجدون شيئاً جديداً، ليس مثل شعر نزار قباني، لأن هذا الشعر الجسدي مملوؤة أوروبا ومجلات وكتب أوروبا به مثلاً.. الحداثة هم منبع الحداثة.. ولكن لماذا لا تترجمين كتاب "منهج الفن الإسلامي".. وقد استجابت هذه السيدة لأنها تعرف وتدرك وتنصف، طلبت إلي أن أختار لها ديواناً لإقبال أو قصائد مختارة من شعر إقبال، وقالت أنا: لا أعرف كتاب "منهج الفن الإسلامي" فأرسل لي نسخةً وسأدرسه لعلي أترجمه..
 
نحن عندما - أيها الأخ السائل - عندما نقدم للدنيا كلها، لما أقمنا ندوة الأدب الإسلامي في "اوكسفورد" حضرها أساتذة من مختلف الجامعات في إنجلترا وكلهم أعجبوا وقالوا كنا غافلين عن هذا الذي هو عندنا في إسلامنا وتراثنا، أن نقدم يا أخي الكريم للناس، الآن الإقتصاد، الإقتصاد معروف في العالم إما رأسمالية وإما إشتراكية، لما دعي إلى الاقتصاد الإسلامي لا ليحل مشكلة العالم العربي أو العالم الإسلامي فقط، بل ليحل مشكلة الإنسانية كلها..
ونحن بحول الله تعالى عندنا من الطموح معتمدين على الله عز وجل أن ينتشر الأدب الإسلامي في العالم العربي والإسلامي وأن يكون حلاً وضاءاً باهراً لمشكلة الإنسانية التي كتب عنها أخي الدكتور عبد الباسط بدر في كتابه مقدمة نظرية الأدب الإسلامي، الأدب العالمي في تيه، ضائع ما يعرف أين يذهب، ظن بعضهم مثل ألبرتو مورافيا أنه يحل المشكلة في الجنس، فإذا به كاتب جنسي، وظن مكسيم جوركي وغيره أنها في الواقعية الاشتراكية وإثارة الحقد الطبقي وتاهوا، وظن سارتر أنها في الوجودية، الثورة على الآخر أياً كان، ديناً، أو تراثاً، ثم جاءت الطامة الكبرى، جاءت الحداثة الفكرية، وأنا دقيق في كلامي، الحداثة الفكرية الشاملة المدمرة لتقول الحداثة انقطاع معرفي.. تريد أن تهدم كل شيء.. وقام الأدب الإسلامي ليؤدي دوره في الساحة، فعندما تقول يا أخي الأدب والشعر الجاهلي، نحن نأخذ من الشعر الجاهلي ونستشهد به وندرسه ونعتز بما فيه من شعر جيد.. لكن القضية قضية إقامة مذهب أدبي، أو نظرية أدبية، تقف في مستوى المذاهب العالمية الأخرى، فأرجوك رجاء الأخ المخلص لك، أن تقرأ شيئاً مما كتب في الأدب الإسلامي وأنا أقول للإخوة جميعاً من أراد أن يفهم الأدب الإسلامي الفهم الصحيح الواعي، فليبدأ بكتاب "منهج الفن الإسلامي" للأستاذ محمد قطب، لأن كل ما أُلف بعد ذلك هو في الحقيقة إما ترجمة، أو شرح، أو توسيع، لنقطة الانطلاق هذه. وجزاه الله كل خير وجزى السائل.
 
مداخلة الشيخ عبد المقصود خوجه
- عبد المقصود خوجه: مداخلة صغيرة، أستاذنا عبد العزيز الرفاعي رحمة الله عليه، له في هذا الحقل جهد مبرور، وعمل مشكور يجب أن يذكر، فقد عرَّفنا إلى السيدة سلمى الجيوسي، وهو الذي عرَّف بها في المملكة العربية السعودية، السيدة هذه قد تستغربون أن عمرها الآن فوق التسعين.. نعم.. سيدة دؤوب وتعيش في أمريكا، وتراها في كل يوم متنقلة من بلد إلى بلد، ومن مؤتمر إلى مؤتمر، وأنا على صلة دائمة بها، وقد تلقت معونات من بيوت كريمة كبيت الجفالي وغيرهم، وشاركت معها أنا أيضاً في كتاب سيصدر قريباً، والحقيقة، القضية كما قال: الأستاذ الدكتور: كعشر أديبات، هي في العمل كمئة أديبة، شكراً، والفضل يعود في ذلك لأستاذنا الرفاعي.
- الشاعر يحيى السماوي يسأل يقول: على رغم ثراء أدبنا العربي وتعداد مناحيه إلا أنه يفتقر إلى نظرية نقد عربية إذ ما تزال النصوص العربية الأدبية تخضع لنظريات نقدية غربية ألفنا استيرادها بعد أن تموت في بلدانها إضافة إلى كون تلك النظريات تستمد ثوابتها من فلسفات تختلف عن ثوابتنا، والذي لا ريب فيه أن "علم الجمال" في المفهوم الإسلامي يختلف عن مفهومه في الفلسفات غير الإسلامية.. ألم يحن الوقت إذن لوضع نظرية نقدية عربية تضع حداً لهذا الشتات النقدي الحالي؟
 
- تقول حان الوقت!! القضية ليست أوان وقت، لأن هذه الأشياء يعني ما تنبعث من الأماني، لما تتعدد حركة النقد سواء على مستوى الأدب العربي وتقوى ويوجد النقاد المخلصون الذين يبتعدون عن الرغبة الجامحة، والاستسلام المطلق والخضوع لأدب الغرب، وآراء الغرب، وهذا لا يعني الانكماش، نحن ننادي بأن نستفيد ونطلع ونأخذ ما عند الآخرين من خير، والحكمة ضآلة المؤمن، لكن نحن ضائعون في هذا، نحن إما أن نقلد تقليد ببغاوات، وإما أن نقطع بالمرة، نقف الضد بالضد، نحن في تاريخنا القديم، تاريخنا في مطلع العصر العباسي أخذنا من الأمم كلها لكن أخذنا بوعي، المشكلة أننا كنا نأخذ ونحن الأعلون، أما الآن فنحن أمة في الهبوط فلا نستطيع أن نأخذ بالعقلية نفسها وبالمنهج نفسه، ولكن نحن ندعو ونحاول أن نوجد أيضاً مبادئ على الأقل للأدب الإسلامي وجهة نظر في الأدب الإسلامي، وقد بشرني الأخ الدكتور عبد الباسط بدر بأن هناك رسالة جامعية في صميم الموضوع وسوف نحيلها إلى مقومين وإذا كانت على المستوى الجيد ننشرها باسم الرابطة إن شاء الله.
 
- الأستاذ مصطفى عطار يقول: هل لنا أن نحظى من فضيلة عالمنا الجليل أن يحدثنا بإيجاز عن شيء من أخلاقيات أستاذه وأستاذ الجميع الدكتور "شوقي ضيف" ذلك العالم الذي أثرى المكتبة العربية بأفضل إنتاج عرفه تاريخ الأدب العربي؟
 
- هناك للدكتور طه الوادي، كتاب عن أستاذنا شوقي ضيف، لكن ربما الأخ يريد أن أحدثه عن تجربتي مع هذا الرجل النبيل، هذا الأستاذ الدكتور شوقي ضيف ما رأيت أستاذاً من كل من درست عليهم يحنو على طلابه ويهتم بشئونهم ويرعاهم مثل شوقي ضيف، هو قمة في هذا المجال، هو يلاحق طلابه، لماذا لم تتم بحثك؟ لماذا تركت الدراسة؟ لماذا.. لماذا.. هو في الخلق من اللطف، وهو متواضع جداً جداً، وهو أستاذ أجيال، وقد حدثت تجربة بيني وبينه لما كتبت رسالة الماجستير ظننت أن مما يعجبه أن أستشهد بكلمة للدكتور طه حسين وهو أستاذه فكتبت عن "يزيد بن مفرع" كلمة قالها طه حسين عنواناً لبحث كتبه لمجلة "الكاتب" عن يزيد بن مفرع "إنه شاعر الحب والبغض والحرية" فلما كتبت ذلك قال لي: ايش يعني هذا؟ قلت له: هذا ما كتبه د. طه حسين، أنظر كلام أستاذك، قال لي بهذه الروح، قال لي: أنت الآن بالنسبة ليزيد بن مفرع أعلم مني ومن الدكتور طه حسين فكيف تستعير هذا الكلام؛ هذا كلام د. طه حسين يُقرأ عليه كتاب "الأغاني" عن هذا الشاعر ثم بعد ذلك يكتب عنه، أنت ما يجوز أن تقول هذا الكلام، إلا مستقرئاً من شعر الشاعر وموثقاً، أما أن تقول لي هكذا: شاعر الحب والبغض والحرية هذا كلام إنشائي لا أقبله، هذا من خُلُقِهِ. فجزاه الله خيراً، يعني ما رأيت مثله في معناه.
 
- الدكتور يحيي محمد مخدوم يقول ماذا تقول لمن يردد هذه الكلمات: لماذا تقحمون الإسلام في كل شيء؟ وهو يقصد أنه ليس هناك داع للعودة لتراثنا وعقيدتنا الإسلامية في العلوم العصرية مثل الأدب والطب والهندسة الخ..
 
- أول السؤال واضح لكن انتهى بمشكلة، أنا أتمنى مثل هذه الأسئلة في صميم الأدب الإسلامي، يا إخوان لسنا نحن الذين أقحمنا الأدب في الإسلام بل رب العالمين في سورة اسمها "سورة الشعراء" هو الذي قسّم وصنّف والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون تكلم عن الزمرة، وقال الأستاذ محمد قطب هذا الاستثناء إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً.. طبيعي أن المستثنى يكون أقل من المستثنى منه، معناها الكثرة الكاثرة تكون للشعراء الغاوين، وهذا يعزينا، وهذا يشبه مع الفارق قول السموأل:
تُعيرنا أنَّا قليل عديدنا
فقلت لها إنَّ الكرام قليل
 
طلابنا يقولون لماذا لا نجد قمماً في القصة، والرواية، والمسرح، والشعر. قمم عندكم في الرابطة مثل ما نجد في.. نقول لهم هذا الكلام.. الله عز وجل هكذا شاء.. فيا أخي هؤلاء الذين يقولون ذلك، لسنا نحن الذين أقحمنا الأدب، الإسلام دين الله الذي لا يترك أمراً ذا بال إلا وقد بينه في كتابه، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم في ما يعلمه أيضاً رجال الفقه من القياس والاجتهاد، ما في شيء يكون، ومن هنا نطق بعض الأدباء الذين يقولون: يا أخي ألا يكفينا قيود؟ كذا وكذا تأتونا أيضاً بقيود الدين؟ اجعلوا لنا الحرية؛ أنا أديب أنا أريد أن أكون حراً.. كن حراً يا أخي، ولكن تذكر إذا كنت مسلماً أنك سوف تبعث، وسوف تحاسب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. فالكلمة، قول الرسول صلى الله عليه وسلم "ويحك يا عمار وهل يكب الناس في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم".. أليست الكلمة هي من حصائد الألسنة؟ سواء كانت أدباً أو غير أدب، فليعقل أدباؤنا هذه المفاهيم؛ وليتركوا تلك الدعوات، ولينظر الواحد منهم عندما يكتب أين هو من الله وأين هو من دين الله.
 
- الأخ علي محمد الشهري يقول: امتدح الأمير "تشارلز" حضارتنا المعنوية كرافد لدعم حضارتهم المادية بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة "أوكسفورد" وذلك لما يعانيه المجتمع الغربي من التفكك والانحلال، ألا ترى أن إثراء الترجمة سيفيدهم وسيبرز الوجه المشرق المنير لحضارتنا وثقافتنا الإسلامية العريقة؟
 
- نعم أرى ذلك، وأدعو إليه وأتمناه.. أتمنى لو قام العالم الإسلامي بحكوماته، وإمكاناته، بتبليغ الدعوة الإسلامية إلى العالم الأوروبي، والعالم الأمريكي، سيتغير وجه العالم، لأن العالم مضيع، مسيحية لا يؤمن بها عقل، أب، روح قدس، يهودية؛ عنصرية، الله فيها هو رب يهود فقط، الدنيا مضيعة، العالم مضيع، يحتاج إلى طمأنينة الإيمان، وإلى التوحيد، ولكن المسلمين كما ترون يعني مقصرون على تفاوت فيما بينهم، نتمنى هذا.
 
- السؤال الأخير، الحقيقة من الأستاذ نبيل حسين حمود؛ يقول: لماذا نرى أن الكتابة التنظيرية للأدب الإسلامي أغزر وأوسع من المنتوج في فنون الأدب قاطبة؟
 
- عندما أقول هناك كثرة لا يعني هذا الكلام أني أقره، رابطة الأدب الإسلامي كلفت الدكتور عبد الباسط بدر، أن يعد كتاباً وقد أعد هذا الكتاب عن الأدب الإسلامي عنوان دليل مكتبي للأدب الإسلامي المعاصر، أو الحديث، هذا الكتاب لو اطلع عليه هذا السائل يجد أن هناك إنتاجاً من أوفر ما يمكن، لكن أنا هناك كلامي عن القمم، أما الإنتاج فهو وفير جداً، هذا بالنسبة للأدب الحديث.
 
فما قولك بالأدب الإسلامي منذ حسان بن ثابت إلى اليوم، أنا أتحدى أن يكون لأمة مثل الأمة العربية تراث أدبي يمتد أربعة عشر قرناً، وهكذا يمتد الأدب الإسلامي لأنه ليس هناك قرن ولا جزء من قرن غابت فيه معطيات وإبداع الأدب الإسلامي، وهذا كله باللسان العربي.. يا أخوتي الكرام ماذا تقولون إذا سمعتم، وهذا نسمعه من إخواننا أعضاء الرابطة في الهند، إننا نحن في اللغة العربية نخجل من طلابنا ونقول ما عندنا ملاحم، عندنا نغمات ملحمية عند "عنترة"، "وفتح عمورية" عند أبي تمام، وسيفيات المتنبي، ما قولكم إنَّ في الهند بعض الملاحم في عشرين ألف بيت من الشعر، وإن الأسر تدرسها وتقرأها في جلساتها، عشرين ألف، إقبال.. - الذين يقولون ليس للأدب الإسلامي نصوص - نقول: لو وقفنا "بإقبال" وحده الذي أقام بشعره دولة لأقيم مذهب من شعر إقبال، فما قولك إذا علمت أن هناك مئات من الشعراء في العالم الإسلامي. بمختلف لغاته وأجناسه.
 
الأدب الإسلامي أدب الشعوب الإسلامية كلها وليس قصراً على اللغة العربية، وإن كانت اللغة العربية هي الأولى في الأدب الإسلامي لأنها لغة القرآن.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :685  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.