شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
- الكلمة الآن لسعادة الأديب الدكتور عبد المحسن القحطاني، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة:
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم أيها الحاضرون ورحمة الله وبركاته:
هذه المرة طلبت الكلمة لتوي، والأستاذ عبد المقصود خوجه دائماً يكرمني وأحايين يزج بي، ومن هذا الموقع أقول لأستاذي الجليل عبد القدوس أبو صالح: أرجوك أن تعود خمسة وأربعين عاماً من عمرك حينما قرأت:
ما ربع مية معموراً يطيف بها
غيلان أبهى ربا من ربعها الخرب
 
ومرةً أخرى أقول، لأستاذي الجليل عبد القدوس أبو صالح: أعود معه ربع قرن، حينما دلفت إلى كلية اللغة العربية، وأحمد الله أن من بين الجالسين من كان معي آنذاك، ومنهم الدكتور علي الخضيري، حينما جئت إلى تلك الكلية، رأيت ثنائياً أو اثنين؛ هما (عبد القدوس أبو صالح) والدكتور (عبد الرحمن رأفت الباشا) رحمه الله، من هؤلاء ومن نكون؟ إنهما أخذانا في ضلعين كبيرين أحدهما يغوص بنا في النص، حتى علَّمنا أن نناغيه وأن نتجاذب معه وأن نعيش له، هو الدكتور عبد القدوس أبو صالح، كان يكلفنا، وكنا نظن أن النص ما هو إلا شرح كلمات، وإذا به عمقٌ آخر وبعد آخر.
ثم يأخذنا عبد الرحمن رأفت الباشا، واسمحوا لي حينما أسقطت اللقب، رحمه الله، ليدرسنا النقد ويأتي لنا بذلك البدوي الذي مدح الرجل فقال له:
أنت كالكلب في حفاظك للود
وكالتيس في قراع الخطوب
 
ثم يأتي على اختلاف الذائقة فيقول:
عيون المها بين الرصافـة والجسر
جلبن الهوى مـن حيـث أدري ولا أدري
 
هنا تعلمنا كيف أن البيئة تؤثر في الذوق.. الدكتور عبد القدوس أبو صالح علمنا كيف نتعلم قصيدة الرثاء، وعلمنا مطلع البيت الذي قلته.. فتح عمورية.. ثم مرةً أخرى عاش بنا مع المتنبي وللمتنبي، وأذكر يومها أنه أخذ نصاً؛ وكما تعلمون هو قصيدة المتنبي في كافور الإخشيدي فحينما وصلت إلى بيت يمس مجموعةً أو شريحةً من الناس، حذفت إليه النص وقلت له: أشرحه أو أقرأه يا دكتور؟ لم يكن دكتوراً آنذاك، ولعلي أصحح هذه المعلومة، لأنه كان يعلن ويعلمنا أنه أستاذ وتلميذ، وهنا العَظَمَةْ. كان يعلمنا كيف نحترم الأستاذ، وما زال، هذا التلميذ يعطينا هذا العلم الجم فما بالكم في أستاذه.
 
كان يأتي بسيرة شوقي ضيف، وحسين نصار، وناصر الدين الأسد، ليجعلنا نحترم الأساتذة، فهو أستاذنا ومن ورائه كوكبة من الأساتذة، هكذا تعلمنا النص، العلماء دائماً يعلِّمون بطرق مختلفة؛ منهم من يعلم بخلقه، وسلوكه، ومنهم من يعلم بكتابه، ولكنني أُشهد الله أنني تعلمت من الدكتور عبد القدوس أبو صالح عبره كإنسان متحرك، كإنسان يربي ويجعلنا نحترم العلم، وكذلك ما قرأته ولعل أول كتاب قرأته هو شرح أو تحقيق لديوان (ذي الرّمة) وأعرف أن هناك كلمات بدوية يصعب فهمها فإذا به يعتمد مجيئها ولعل منها كلمة عجمة من الذود، وعندما قرأت في الديوان قلت وما هذا؟ وعندما وضع المقدمة قال: إنني استفدت من نجد في معرفة كثير من الألفاظ.. أنا هذه الليلة حفيٌ به، وحفي بمن جاء معه وسعدت أن حضرت هذه الليلة لأقول كلمةً مرتجلة، شكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه أن أتاح لي هذه الفرصة لأجلس مع أستاذي، كما جلست معه قبل شهر وكنت أرغب أن أكون وافقاً هذا اليوم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
- وللشعر مساحة في هذه الأمسية الجميلة بكم، الشاعر الرقيق الأستاذ أحمد سالم باعطب يلقي قصيدة بهذه المناسبة:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :478  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.