شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-1-
الإنسان له قصيدة شعر واحدة في عمره..
أنت هذه القصيدة في العمر!
* * *
عندما نعبر عن فرحة العمر.. نشترك في الاستمتاع بالفرح وبالحزن!
* * *
الأقسى.. هو أننا ننسى الحب بعد الشبع!
* * *
المكان: داخل قارورة عطر..
الزمان: هجير الأشواق..
الصوت: نغم يتيم البوح.
الرؤية: عمر سرقه الآخرون!
* * *
- قالت له: يتراكم الخوف في صدري كلما أوشك فجر أن يبزغ!
- قال لها: ثمة شجن يعصف بك.. كلما حاصرتك وحدة الأمكنة.
- قالت: هل تقول إذن؟!
- قال: ما الذي أقوله لك، ليبدد وحدتك؟!
- قالت: تقول لي الصدق.. هل أنت معي؟!
- قال: لا.. بل أكثر من ذلك، إنني لك.
- قالت: وكيف تكون لي ولا تقف بجانبي؟
- قال: وهل تخليت عنك منذ أن خفق قلبانا نداء جمعنا؟
- قالت: بل تخليت عني مرة؟
- قال: الذي يتخلى لا يعود.. لا يعثر على وجهه ليمنح من عينيه وشفتيه العهد.
- قالت: إنك لم تتنازل، ولكنك تخليت.. فانتبه للفرق!
- قال: اكملي عتبك بإيضاح الموقف.
- قالت: إنه ليس عتباً.. بل هو الخوف يا حبيبي منك.
- قال: كأنك تطبقين معنى العبارة التالية: ((هناك أشياء تحتاج إلى وجودها قبل وجودها))، فكأنك توجسين خيفة من أن أتخلى عنك!
- قالت: عد بذاكرتك معي إن نسيت.. لقد رحلت في العام الماضي وأنت تشعر أن رحيلي لم يكن سوى الهروب منك لئلا أدفعك لعمل شيء من أجلي لا تقدر عليه، وكان من الممكن أن أطيل رحلتي، بل وأبدأ حياة الغربة الحقيقية بالاقتران برجل آخر لا أحبه.. فلم تفعل شيئاً يومها، تركتني أُعاني من التجربة.. وكدت أضيع. كدت أقبل بأي رجل يظلني.. لولا أنني لم أطق تلك الخطوة المدمرة لحياتي، فعدت أُناديك، وأرتمي على صدرك كطفل ضائع وجد أمه!
- قال: ذلك موقف لا أنساه أبداً، لعلّ عذابي فيه كان يفوق عذابك. كنت أفكر في غدك مع رجل يستطيع أن يمنحك المستقبل والأمان والأمل.. وكنت أفكر فيك وقد تجسدت في عمرك النضر كل إنسانيتي ومبادئي وقيمي.. لم أكن أريد أن أبدو في قناعتك ذلك الإنسان المخادع، بل فعلت ذلك الفضح لتلمسي حدود قدراتي على توفير غد لك.. لم أعد أنا أملكه!
- قالت: أسكت أرجوك.. فأي غد لي بدونك هو الماضي، وهو الضياع. إنه لن يصبح مستقبلاً، لكنه قبر يمشي بي إلى الاستسلام للقدر!
- قال: كنت قبلك أردد بيت شعر قائل:
((يسقط وجهي على الأرض مثل الإناء..
وأحمل وجهي المكسر بين يدي..
وأحلم بامرأة تشتريه))!
- قالت: ولكنك تبعد بي عن محور النقاش.. فلا تراوغ!
- قال: في كل مرة أجد في صوتك نبرة الخوف.. كأنك تخافين من غدري بك؟!
- قالت: ليست عندي عقدة من الرجال برغم الكثير مما قرأته!.. لقد كنت وستبقى أول حب في عمري وآخره.. ولكن تخليك عني لن يكون مفاجأة، بل هو شعور يعذبني ليل نهار!
- قال: ومن أين تستمدين هذا الشعور إلى درجة اليقين؟!
- قالت: أنت تتهرب مني كلما بحثت عنك، وعندما أريدك لا أجدك.
- قال: ولكني معك كل لحظة.. لا تغيبين عن خفقي ووعيي.. بل تمتلكين حتى أحلامي!
- قالت تبتسم: نحن تخطينا عصر الرومانسيات. المرأة اليوم لم تعد تندرج تحت عبارة غزل ترطب انفعالاتها.. نحن في عصر واقعي ومادي، ولا بد أن نثبت كلامك هذا!
- قال ضاحكاً: كيف.. هل ألتقط صورة لمشاعري عندما أفكر فيك؟!
- قالت ساخرة: ما زلت رجلاً شرقياً تستهين بعقل المرأة.. حتى لو كنت تحبها!
- قال: وما دليلك على هذه الاستهانة؟!
- قالت: كلامك.. إنني يا سيدي أبحث عندك عن التجسيد لا التخيل، وهذا هو الفرق بيني وبينك.. أنت تتخيلني فلا تقدر أن تلتقط صورة لمشاعرك كما تقول.. بينما أنا أجسدك في خلوتي مع نفسي، حتى أكاد ألمسك، وأتدفأ في أنفاسك. صدقني إنني أجدك في حياتي بهذا التجسيد، وهذا هو عذابي.. فلو أرغمت على رجل آخر غيرك.. كيف أحيا، وكيف أتنفس، وكيف أحترم حبي ونفسي؟!
- قال: إن ثمة شيئاً يكرّس المستحيل في توحدنا!
- قالت: أعرف.. أعرف، وهذا هو عذابي وقتلي.. ولكن الأنثى تكون قوية عندما تعثر على الصدق في الرجل الذي أحبت، فتقوى بصدقه وتناضل حتى تأخذ ما تريد!
- قال: وهل تعتقدين أنني أكذب عليك.. أو أراوغك؟
- قالت: حتى لو كنت كذلك.. فالحب العظيم في أعماقي لك لن يسمح لي بتوجيه هذا الاتهام لك.. فأنا أدافع عنك عند نفسي، وأجد لك الأعذار والمبررات.. لكنني في نفس الوقت أموت.. أتعذّب.. أذوي. لا أحتمل.. لا أحتمل!
- قالت: لا أريد أن تكون دموعي هي عذابك.. بل أريد أن تكون ابتسامتي وضحكتي هما عذابك بالفعل!
- قال: كيف؟!
- قالت: عندما أضحك لغيرك، أو أبتسم له.. عندما يأتي غيرك لينتزع حقك هذا لنفسه.. لحظتها ما الذي سأفعله، هل أتمرّد على الحق.. هل أتحول إلى شفة تبتسم بزر، وحنجرة تضحك ببطارية.. ألا تفهم؟!
- قال: ولكن صدق الابتسامة منك لا تكون لسواي!
- قالت: هكذا أنت.. أناني، لا تفكر في معاناة الطرف الآخر!
- قال: إذن.. أخبريني ما هو المطلوب مني؟!
- قالت: أنا أخبرك.. أم تراك أنت الذي تبادر، وتفعل المطلوب الصحيح؟!
- قال: هل تتزوجينني؟!
- قالت: ياه.. أخيراً نطقت.
- قال: بل أردت أن أقول ذلك من بداية الحوار!
- قالت: ولا تقدر أن تفعل ذلك قبل أن تستفزني؟!
- قال: الأشياء الحلوة تطهي على النار يا حبيبتي!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :784  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج