شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خلجةٌ أُخرَى (1)
قَالَتْ مُوَدِّعَةً: أسْلِمْهُ ربَّاهُ
والْحَمْدُ لِلَّهِ: قَالَتْهَا.. لِلُقْيَاهُ
وفاضتِ الْفَرْحَةُ الكبرى على مُقلٍ
لَطَالَمَا شَخَصَتْ: نَجوىً لمولاهُ
تنفّسَتْ صُعَدَاءَ الْهَمِّ وانْتَظَمَتْ
عُقُودُها في رحابٍ طابَ مَغْنَاهُ
واسْتَبْشَرَتْ واشْرَأَبَّتْ في تَطَلُّعِهَا
تَرْنُو إلى مُلْتَقىً ما زالَ يرعاهُ
وَأَقْبَلَتْ كَالْعَطَاشى: حُبُّهَا: مُهَجٌ
والْوِرْدُ ما ادَّخَرَتْ للحبِّ يُمْنَاهُ
وَازَّاحَمَتْ حول هذا الْمُنْتَدَى شغفاً
وَكُلُّهَا مِنْ شِغَافِ الْقَلْبِ نَفْدَاهُ
أبا محمدٍ إذْ شُفِيْتَ كَمْ شُفِيَتْ
مِنْ مُهْجَةٍ مَسَّهَا مَا كُنْتَ تَلْقَاهُ
تَهَلَّلَتْ مِنْ سُرورٍ وهي تَرْمُقُكُمْ
في ثوبِ عافيةٍ كَسَاكَهُ اللَّـهُ
عُدْتُم فَعادَ لنا الاثنينُ ذا وَهَجٍ
تَخْتَالُ في الْحُسْنِ والْبَهَاءِ لَيْلاهُ
وعادتِ الْبَهْجَةُ المثلى مُجَنَّحَةً
بينَ الرؤى، وسُموُّ الروحِ، وَالْجاهُ
وَعَادَ فِيْنَا السَّنَا تطوي أشِعَّتُهُ
دياجيَ اللَّيْلِ.. في بَيْتٍ ألِفْنَاهُ
لَبَيْتُكُمْ بَيْتُنَا تَلْقَى الجموعُ بِهِ
مَعْشُوقَها تَتَبَارى في تَحَايَاهُ
وتنهلُ المنهلَ الرَّقْرَاقَ من أدَبٍ
وفيضِ معرفةٍ يَا طِيْبَ مَجْنَاهُ
لِلَّهِ دَرُّكَ مَا أوْفَاكَ مِن رَجُلٍ
سَمَتْ بِهِ لِعُلا الْغَاياتِ رؤياهُ
يَسْخُو بِهَا حَيْثُ يُجْزَاهَا مُضَاعَفَةً
وَرُبَّمَا ما رَأتْ يُمْنَاهُ يُسْرَاهُ
وإِنْ رَأتْ فَهْيَ لِلأَجْيَالِ مدرسةٌ
وقُدْوَةٌ تحتذَى فيها سَجَاياهُ
أَرْخَصْتَهَا يَا وَجِيْهُ في وَجَاهَتِهَا
وَغَيرُكَ اسْتَحْوَذَتْ عليهِ دنياهُ
ما جئتُ أمدَحُ لكِنّي بِكُمْ فرِحٌ
أَشْدُو طَرُوباً وشَدْوِي فَاضَ معناهُ
عَشِقْتُهًا ليلةً تاهَتْ بعاشِقِها
عُشَّاقُهَا الْكُثْرُ كمْ غَنَّوْا وكم تَاهُوا
وكَمْ تَبَاهَتْ بِهَا أعراسنَا جَذَلاً
وَرَتَّلتْ مَعَ طَيْرِ الأيكِ نجواهُ
والْبَحْرُ يُنْصِتُ والأمْوَاجُ هامِسَةٌ
ولَيْلُ جُدَّةَ ما أقذَتْهُ عَيْنَاهُ
حَفِيْتُ يوماً بِتَاجٍ من مَفَاخِرِهَا
وَذَلِكَ الْيَوْمُ ـ حقاً ـ لَسْتُ أنْساهُ
لَمَّا تَزَلْ خَفَقَاتُ القلبِ تَذْكُرُهُ
ولم تَزَلْ حلوةً في النَّفسِ ذكراهُ
وتلكمُ خلجةً أخْرَى أُؤَطِّرُهَا
بِبَاقَةٍ مِنْ صَبَا نَجْدٍ وأشْذَاهُ
لكُمْ جَميْعاً ولِلْوَجيهِ ثانيةً
وَلْتُبْقِهِ بلباسِ العِزِّ رَبَّاهُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :490  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج