شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الغربال ومنتقدوه
هذا هو العنوان الذي وضعه أحد المسهمين في المعركة التي شنت على صاحب الغربال (الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه) رحمه الله واخترناها لتكون العنوان لجملة هذه الكلمات المتدرجة في موضوع (الغربال) من هو؟، وماذا يهدى إليه؟ وما موقف مزامنيه منه سلباً وإيجاباً؟
لقد هدف (خوجه) من وراء مقالاته تلك إلى غربلة عادات وتقاليد مجتمعه ليتبين هذا المجتمع ما كان منها حسناً فيلتزمه، وما كان منها سيئاً فينبذه، وهذا يعني أنه كان يقصد الإصلاح، ولذا لقي من المخلصين المنصفين من بارك نهجه وأيده وأثنى به عليه.
غير أن رجالاً آخرين نفسوا على الغربال سبقه، وحسدوه على نجاحه، فأرادوا هدمه ولا يعنيهم بعد ذلك إن كان في هدمه هدم مجتمعهم أم لا.
أرادوا هدمه فما هدموا إلا أنفسهم لسببين.
الأول: أنهم شحنوا كلماتهم بالتهكم والسباب.
الثاني: أن نقدهم لما هدف إليه لم يبن على أساس من فهم طبيعة المجتمع الحجازي وطبيعة ما دعا إليه الغربال.
ومن أجل مقارنة منهجهم بمنهجه سنردد شيئاً من أقوالهم نجده في مجموعة المقالات التالية.
ولكن نود أن ننبه إلى أمرين.
الأول: أن بعضهم ـ مثل محمد راسم ـ لا تحتمل مقالاته أن تورد بكاملها لما فيها من هزال في الشكل والمضمون.
والثاني: أن نورد بعضاً منها كاملاً مثل كلمات المنسف إذ يبدو أن الرجل صاحب ملكة إنشائية لكنه أكثر التصاقاً بلغة الشارع وغوغائية المجتمع.
ثم إنه يعيب (الغربال) بعدم تمكنه من أدب العرب ولغتهم.
فإذا كان الأدب واللغة على نحو ما يكتب المنسف فأظن أن من سعد طالع الغربال ألا يتقن ذلك الأدب الذي لا يحكم الخلق، وتلك اللغة التي تجري بمثل قول المنسف.
(على مين)، (يا سلام)، (يالطيف)، (ربنا سلم)، (ولا مؤاخذة)، (يا أخي كده لوحدك بس)، (التهجيص)، (الناس تفهم)، وما إلى ذلك مما يسك الأسماع ويقذي العيون وتتأذى به الألسن والشفاه، فعفا الله عنا وعنهم، لقد كان في مقدورهم أن يقولوا خيراً، أو يصمتوا، وفي الصمت منجاة لغير العارفين ولو قد بلغ من أمر المنسف وافترائه على الرجل أن اتهمه بسرقة مقالات نشرت في صحف عربية أخرى وحين تحداه ابن عبد المقصود (الغربال) أن يذكر الصحف والمقالات التي ادعى أنه أخذها، صمت ولم يحر جواباً.
وقد حاول السباعي أن ـ يحكم الخصوم ـ فكتب مقالاً تحت عنوان الفرسان الثلاثة الغربال ومحمد راسم والمنسف.
ورغم محاولته أن يكون وسطاً إلا أنك تحس من مقاله احتراماً للغربال وتقدير الكلمة، وإن حاول جاهداً إخفاء ذلك الاحترام والتقدير، ولو أنه صدع بالحق لكان ذلك أجدى.
فلعله أراد إيقاف هذا الجدل الذي لم يكن لخدمة الحق من طرفين من ثلاثة.
ومما يؤيد ما استوحيناه من حكم على هذا السباعي ما كان يجري بينه وبين ابن عبد المقصود من مناقشات في موضوعات أخرى (1) .
ويبدو أن هدوء خوجه، وترفعه عن المسابة والمشاتمة، والتزامه اللياقة الأدبية في ما يكتب، يبدو أن ذلك وغيره هو ما جعلهم ينفسون عليه ويحاولون استفزازه ليدع حلمه ووقاره، لكنه ظل ملتزم الرصانة والهدوء، وحدود اللياقة الأدبية.
وقد يظن البعض أني قد بالغت في الرفع من قدر الرجل، وأني قد تجنيت على خصومه، ومع أني لا أدعي العصمة ولا أنفي عن نفسي احتمال الخطأ، إلا أني كتبت ما كتبت مطمئناً إلى أنه الحق، في نظري على الأقل.
ثم إني قد حرصت على أن أثبت جملة من أقوال الرجل وأقوال خصومه ليتبين القارىء بنفسه حقيقة الأمر، وقد يظهر له ما لم يظهر لي والله أعلم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :498  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج