شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تقديم للدكتور محمد بن أحمد الصبيحي
في تاريخ تراثنا العربي والأدبي.. نجوم خلَّد ذكرها ما خلّفوه من آثار.. من هؤلاء.. شاعر الهوى.. قيس بن الملّوح.. فلا يطوف قيس ببال أحدنا.. إلاّ وخطرت له.. ليلاه.. ولا نذكر قيساً وليلى معاً إلاّ وتداعى إلى خواطرنا الهوى العذري..
والهوى العذري.. في أدبنا العربي.. باب رحيب حبيب.. يحمل الرقة والعفاف.. وتفوح من رياضه روائع القصيد الذي يذوب حناناً ورقّة في أجمل صياغة وأنبل مشاعر..
وتطوف بالخاطر أسماء خلّدها العشق العذري.. كجميل وبثينة.. عنتر وعبلة.. كثيّر وعزة.. قيس وليلى.. القَس وسلامة.. إلى آخر هذه الأسماء من رواد العفة والخلق الرفيع.. الذين أنضجتهم عذرية الحب.. وصهرتهم مثالية الحب أيضاً.. فصاغوه شعراً يتغنّى به كل ذي قلب والِه.. وكبد مكلوم،، فتنطفئ به نار كل مضنى بالحب.. مسهّد بالعشق.. فتحيله وقد استوعب سموّ معانيها إلى الحب المثالي الذي يحب الحب لذاته.. فيغدو تجاه مَن يحب في رقة مشاعره وأحاسيسه.. وكأنه ولد في بني عُذرة.. ونبغ فيهم بعفة حبه وهيامه..
إننا نقرأ في الأدب الغربي قصصاً رائعاً من الحب ترجمه أعلامنا إلى العربية مثل روميو وجولييت.. نقرأ هذا القَصص ونُعجب به.. ولكنه إعجاب لا نجد له انفعالاً نابعاً من مشاعرنا وأحاسيسنا كما نفعل ونحسّ بأدب العذريين العرب..
وسيظل روميو وجولييت.. عاشقين غريبين عنّا.. وسيظل قيس وليلى عاشقين انصهر حبهما في قلوبنا جميعاً.. كما انصهر حبهما في قلوب مَن لم يقرأ العربية أيضاً.. كالفارسية والأردية والتركية..
ولكن مَن الذي أشاع قصص هؤلاء المحبين وأشعارهم في غير اللسان العربي؟.. فراحت تسري في تلك البلاد بالتعاطف نفسه الذي يحسّ به العربي. ترى مَن الذي وحّد هذه المشاعر.. وهذه العواطف تجاه الحدث الواحد.. وبين شعوب هذه البلاد؟..
لا بد من أن هناك خيطاً وجدانياً ينظمها في عقد واحد.. ويصهر أحاسيسها في بوتقة واحدة.. ويجعل من قيس وليلى قصة تُذيب مشاعر العشاق والمحبين في الأدب الفارسي.. بالمقدار نفسه الذي تُذيب فيه تلك القصص مشاعرنا في البلاد العربية..
حول هذا الموضوع وهذه التساؤلات.. يتحدّث إلينا الأستاذ جعفر رائد.. وهو رجل فكر وعلم. عربي فارسي.. له في ميدان الآداب واللغة والشعر والدبلوماسية.. صولات وجولات..
وأقف هنا.. ليحدّثكم ويرحّب بكم.. مضيفكم في هذه الأمسية.. معالي السفير.. الشاعر والأديب.. د. غازي عبد الرحمن القصيبي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج