شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مرحباً بالترك سنداً للعرب
وأخذت أصفق معتزاً بموقف حكومة تركيا وعواطف شعبها، أعلنت إسلامها حين شمخت به لا تستسلم لقرار الكونجرس اتهم العراق بأن بغداد أحرقت الأكراد بالغازات السامة من تلك الأسلحة الكيميائية، التي إن ملكها العراق فإنها ما اشتراها العراق إلا من صانعها عضو الكونجرس أو عضو حلف الأطلسي، أتحرمون استعمالها وتحللون بيعها؟! هو ((البزنس)) أخضع الكونجرس لطغيان اليهود، وما أسرع ما أصدر الكونجرس قرار العقاب للعراق يتهم بغداد أمَّ الحضارة الوسيط بأنها أهدرت حقوق الإنسان حين أحرقت الأكراد مع أن الخبر كاذب ولكن حماقة القوة فرضت عنفوانها.
وجاءت أقوال المعتصم.. اترك، كأنما المعتصم حين لبى الصوت الزبطري وهو بن أخت للترك وجالب العزة لهم. فإذا الترك يلبون الصوت البغدادي يحمون حرمة الإسلام واحترام الجوار، أنهم في هذا الموقف كانوا لجدهم عثمان خان حين حلت عليه البركة بدعوة الشيخ ((أدولي)) فقد احتمت ابنة الشيخ فأنقذها من الأمير السلجوقي، ويرفع الشيخ يده إلى السماء يدعو لعثمان خان فإذا ابنة الشيخ أم العثمانيين السلاطين الخلفاء.
ولأن الترك ورثوا خامس ملوك الإسلام سيدي محمد لفاتح الذي أنهى دولة الروم من الشرق ليصدق الخبر((لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش، بل ولنعم ذلك الشيخ((آق شمس الدين)) كأنما هو على سنن محمد بن واسع على سنن العز بن عبد السلام، فهل أجد الشيخ يدعو لتورقوت أزوال يقف ناصراً للعراق؟)).
فالموقف التركي يرفض قرار الكونجرس عزمة الأقوياء بتاريخهم، وفاء المسلم لإسلامه، حرمة الجار لجاره.
إن تركيا عضو في حلف الأطلسي وهي من أقوى دول الحلف، لأنها رأس الحربة في النصير الأيمن للحلف الأطلسي، تحدث الاتهام لأنه كذبة يهودية.. ولا تسألوا عن غضب الكونجرس؟!
تركيا الجناح القوي لحلف الأطلسي لم تسأل، فمارست التحدي لقرار الكونجرس.. ((أطباؤنا خبراؤنا لم يعثروا على كردي واحد تسمم بالسلاح الكيميائي)).
صفقت الدنيا كلها لموقف الترك.. دنيا الشعوب لا دنيا الزعماء في حلف الأطلسي وفي حلف وارسو وفي تحالف الصهيونية، لكن زعماء العرب وقفوا مع العراق لأنهم العرب لأنهم المسلمون ولأن إهانة العراق بصورة أو بأخرى هوان العرب على أنفسهم.
إن تركيا اليوم غفرت للعرب بعض ما كان منهم عليها، وجاء العرب يمدون يدهم للترك، كأنما الأناضول شبه الجزيرة قطعة من شبه جزيرة العرب.
- ولدينا من أخبار تراثنا هذا الخبر((اتركوا الترك ما تركوكم وذروا الحبشة ما وذروكم)) وسقط عليَّ فهم لهذا الخبر المبين فإذا بي أفهم ألا نحارب الترك إذا لم يحاربونا وأن نحتضنهم إذا لم يتركونا. فعلى العرب أن يحتضنوا الترك اليوم، لا لأنهم كذبوا الخبر عن هذا التسمم، بل لأنهم زادوا على التصدي التحدي، حين أحرجوا الذين صدقوا اتهام اليهود بدأوا يلتفون إلى التراجع بحركة مسرحية يطلبون لجنة من الخبراء تذهب إلى تركيا تفحص الأكراد. فصرخ أبناء سليمان القانوني.. لا لن نقبل لجنة تحقيق، لأن هذه اللجنة تشكيلها تكذيب لصدق الترك، ليس لأنها شكلت أو لأنها تصل إلى تركيا، بل الأدهى والأمر أن يندس عضو من اللجنة يستحوذ على كردي بإغراء الحقد أو بإغراء الثمن فيحدث فيه تسمماً ليكون قرار الكونجرس صادقاً وصدق الترك كاذباً، لهذا رفضت تركيا اللجنة بموقف التحدي.
وجاء الصليب الأحمر يصدق الترك لأن خبراءه لم يجدوا مصاباً بالسلاح الكيميائي. لم يجدوه على السهل أو على الجبل.
إن تركيا العضو في الحلف الأطلسي ما زالت قوة لهذا الحلف، كما أرض العرب وأمة العرب قوة لهذا الحلف قوة المكان والإمكان، بينما اليهود في فلسطين هي مكمن الضعف لحلف الأطلسي. لأنها مازالت الكمين المستتر يسقط هيبة الولايات المتحدة لتسقط هيبة الحلف الأطلسي.
والموقف التركي سجل على السماسرة أصحاب أبي رغال سبة العار. إن الولايات المتحدة قادرة على أن تمتص قرار الكونجرس كأنه لا شيء، فباب العرب مفتوح للصديق وباب طهران لم يغلق ولن تفتحه إسرائيل لأمريكا.
وأخيراً، فليتكرر العنت اليهودي وطغيانه، فالشعب الأمريكي وطغيان اليهود هو النذير.
ولقد جاء النذير، فالرئيس ريجان لم يسرع بالتصديق على قرار الكونجرس، وأحسب أن مجلس النواب سيتريث أكثر، فالتريث يحمل قوة الشك فالدوافع التي حملت الكونجرس، وهيبة الولايات المتحدة ما زالت في يد الرئيس ريجان، لأن الدنيا كلها تسأل عن هذا الاتهام، أهو حماية لحقوق الإنسان الكردي((بس)) فقط لا غير؟ لماذا لم يصدر الكونجرس قراراً يعاقب إسحاق شامير ومن إليه؟
إن اليهود في فلسطين يقتلون الأطفال على أبواب المساجد والعرب في تاريخهم الطويل تركوا رجالاً حبسوا أنفسهم في الصوامع، فلم يقتلوا الراهب أو الراهبة، حتى كنيسة((القيامة)) في بيت المقدس أبى عمر بن الخطاب أن يصلي فيها لئلا تتخذ مسجداً، واليهود حرقوا المسجد الأقصى، بل أعانوهم بالغازات السامة تسلط على الأمهات لتسقط كل أم ((جنينها)). أليس الإجهاض جريمة كان على الكونجرس أن يحترف العقاب عليها؟ قتل الشيوخ والأطفال وإجهاض الأمهات مباح لليهود. والكذبة على العراق تستبيح العراق والعرب، ولكن لقد ذهب الرجال أصحاب القبعات العالمية والياقات المنشأة مثل أمثال جيفرسن وإبراهام لينكولن وفورد وفول برايت، هؤلاء الذين سمعوا نصيحة توماس بين حين قال لجيفرسن الذي طرق على الجرس وثيقة الاستقلال في فلادلفيا، سمع جيفرسن نصيحة توماس بين، لا حرية بلا استقلال، فغيّرو النهج حاربوا من أجل الاستقلال فرسخوا الحرية والديمقراطية. لكن جيفرسن ومن إليه رفضوا أن يحفروا قبراً لتوماس بين لأنه يهودي. وقبر خارج الولايات المتحدة.
واليوم بعد هؤلاء الرجال أصبحت الولايات المتحدة مقبرة لشعبها والذين يقبرون شعبها هم اليهود.
والشيء بالشيء يذكر. فقد دعا البرلمان الأوروبي الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. أفسحوا له المجال واستقبله الاشتراكيون وتكلم ياسر، فقلنا نحن العرب لعلّه بعض التغيير أو هو كل التغيير في سلوك الشعوب الأوروبية ينصفون العرب يرفضون قتل الفلسطينيين.
ولكن ما كاد يجف القلم يكتب كلمة ياسر عرفات حتى أصدر البرلمان الأوروبي قراراً بإجماع يتهم العراق ويفرض العقاب، هل هو ازدواجية السلوك؟ أم كان استقبال ياسر تيسيراً على اليهود لينفرط العسر عليهم صبة فتيان الحجارة؟
إن لم يكن كل ذلك فهو بعض ذلك.
والله أمرنا ألا نثق بالذين لا يتبعون ديننا، يأتي الانتظار فهل ترى البرلمان الأوروبي يعترف بدولة فلسطينية؟ لا، قالها ياسر عرفات.
وهكذا الكردي المتمرد على قومه له حق الإنسان، والعربي في أرضه والإفريقي في أرضه ليس إنساناً له حقوق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1799  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1092 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج